2016-01-24 

العالم الإسلامي مع السعودية ضد إيران

سالم حميد

الاتحاد - من إيجابيات الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة الخميس الماضي، أنه لفت اهتمام حكومات العالم الإسلامي لضرورة ردع إيران وتنبيهها إلى الأخطاء والنوايا العدوانية التي كشفت عنها ضد المملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة العربية، لم تكف إيران عن التدخل في شؤونها، حيث طال أمد السكوت على تصرفات طهران وميولها للتدخل في شؤون الآخرين بهدف تصدير مشروعها الطائفي المدمر.

 

وتعد نتائج اجتماع منظمة التعاون الإسلامي انعطافه مهمة في هذا السياق، إذ لم يعد من الممكن التغاضي عن السلوك الإيراني. وجاء البيان الختامي لوزراء خارجية المنظمة صريحاً في إدانة سلوك طهران، وفي اصطفاف العالمين العربي والإسلامي إلى جانب السعودية.

 
 
 

هذا الإجماع الإسلامي العالمي على التنديد بالتصرفات الإيرانية العدائية دليل على أن الاستفزازات الإيرانية لن تمر من دون مكاشفة واضحة لطهران بأنها ارتكبت سلسلة من الأخطاء الكارثية المنافية للأعراف الدبلوماسية، عندما تدخلت أولاً في شؤون المملكة باعتراضها على أحكام قضائية ضد إرهابيين، وتالياً عندما سهلت عمليات الاعتداء ضد سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. والآن ما الذي استفادته طهران من تصريحاتها وممارساتها العدائية سوى أن الصوت العربي والإسلامي الرسمي والشعبي توحد في إدانتها، وإعادة تذكيرها بالقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية العالمية.

 

يبدو أن إيران، وبعد أن عززت علاقاتها أخيراً مع الولايات المتحدة والغرب إثر رضوخها لشروط الاتفاق النووي، وموافقتها على تفكيك طموحاتها العسكرية النووية، ذهبت إلى التعبير عن عدائها الصريح للعرب من خلال استهداف المقرات الدبلوماسية للملكة العربية السعودية في إيران. وكأن طهران من خلال استهداف بعثات أكبر دولة خليجية كانت تصنع فقاعة في الشارع الإيراني تلهيه عن كشف ملابسات تقربها المفاجئ من الغرب ونفاقها له، وهي التي ظلت تصف أميركا ب«الشيطان الأكبر»! لكن فجأة صار ذلك «الشيطان الأكبر» صديقاً لنظام الملالي! بينما كشفوا عن حقدهم ضد العالم العربي. وكانت مرحلة الشحن الطائفي والتعبئة الموجهة ضد السعودية مستمرة منذ فترة طويلة، بالتزامن مع تدخلات إيرانية عدائية في البحرين واليمن وغيرهما. وهكذا تاريخ السياسة الإيرانية المليء بالعداء للعرب وبانتهاج طائفية مقيته وإطلاق تصريحات في غير محلها.

 

بيان الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي أعاد تذكير النظام الإيراني ببديهيات مهمة، لعل أصحاب العمائم الذين يوجهون السياسة في إيران، يستوعبون مضمونها ويتعاملون مع الدول ذات السيادة ومع مقراتها الدبلوماسية كما تتعامل الدول وليس العصابات.

 

من البديهيات التي لقنها بيان وزراء خارجية المنظمة لطهران، أن الاعتداء على المقرات الدبلوماسية للآخرين يشكل خرقاً واضحاً للاتفاقيات والقوانين الدولية التي تنص على حرمة البعثات الدبلوماسية وتمنحها الحصانة. كما رفض البيان التصريحات الإيرانية التحريضية ضد السعودية، واعتبرها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للمملكة، وأدان تدخلات إيران في الشؤون الداخلية للبحرين واليمن وسوريا والصومال.

 

وعلينا ألا ننسى كذلك تفاخر طهران بتدخلها في اليمن، ودعمها المباشر لعصابات الحوثيين على مستوى السلاح والإعلام، وكذلك الاستضافة المتكررة لوفود من قيادات تلك الجماعة التي اعتدت على الحكومة الشرعية وحاولت صناعة بؤرة طائفية متعصبة في جنوب الجزيرة العربية، بهدف تهديد الأمن القومي الخليجي والعربي لمصلحة الأجندة الإيرانية التي تقوم على التدخلات عبر وكلاء. بل إن التدخل الإيراني في اليمن وصل إلى درجة قيام الحوثيين بتشييع ودفن العديد من قتلاهم في إيران، بعد أن فشلت المستشفيات الإيرانية في علاجهم. أما العبث الإيراني في العراق فيحتاج إلى مجلدات لسرد تفاصيله، والوقت كفيل بكشف دور طهران التخريبي في العراق.

 

وختاماً نستغرب لماذا لا يستفيد نظام طهران من مفاوضاته وتنازلاته لأميركا والغرب لاكتساب سلوك دبلوماسي حصيف، يتعامل على أساسه مع الدول العربية والإسلامية؟ أم أن الابتسامات والانحناءات والاحترام لا يجوز في عرف السياسة الإيرانية إلا أمام الغرب؟!

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه