2016-02-01 

إيران والأحواز المحتلة

عبدالله محمد الشيبة

الاتحاد - كم من أبناء هذا الجيل العربي يعلم عن إقليم الأحواز العربي الهوية، المسلم الديانة، الذي يقع على رأس الخليج العربي بالقرب من جنوب العراق والكويت، والضارب في عمق التاريخ، إذ تعود جذوره إلى العهد العيلامي 4000 ق.م حيث كان العيلاميون الساميون أَول من استوطن ذلك الإقليم . ولمن لا يعلم، فالإقليم يضم العديد من المدن من أشهرها مدينة الأحواز وهي العاصمة بجانب مدن عبادان، المحمرة، الخفاجية، مسجد سليمان، بندر بوشاهر (بوشهر)، بندر لنجة، الحويزة، البسيتين، والحميدية.

 

وتشتهر الأحواز بطبيعتها الجغرافية الفريدة التي تنتشر فيها الأنهار وأشهرها نهر كارون مما منح أرضها خصوبة زراعية جعلتها مصدرا للنخيل، الحنطة، الأرز، الزبيب، قصب السكر، القطن، العنب، الرمان، التين، والخضروات. وتتكتم السلطات الإيرانية حول التعداد الحقيقي للسكان العرب في الإقليم والذين تعود جذورهم لقبائل عربية مثل بني كعب وبني كنانة وربيعة والأوس والخزرج.

 

 

أما من الناحية الاقتصادية، فإن الإقليم يضم ثروات هائلة من النفط والغاز إضافة لاحتوائه على ما يقارب 35 بالمائة من مخزون المياه في إيران. وتاريخياً لم يهدأ للفرس بال منذ عام 221 م واستمروا في محاولاتهم لغزو الإقليم حتى نجحوا في احتلاله في العام 1925 أثناء عهد الشاه رضا خان بهلوي، ومنذ هذا التاريخ وهم يطبقون استراتيجية شاملة لتغيير كافة ما يتعلق بعروبة الإقليم إلى الهوية الفارسية أسوة بما يحدث للشعب الفلسطيني الشقيق، والبداية كانت بتغيير الأسماء العربية لمدن الإقليم إلى أخرى فارسية، وتزامن ذلك مع منع الشعب العربي الأحوازي من التعلم باللغة العربية أو استعمالها في الجهات الرسمية وإجباره على التعلم باللغة الفارسية، وحظر ارتداء الثياب العربية في الدوائر الحكومية، إضافة إلى منع العرب تسمية أطفالهم بأسماء عربية.

 

 

ثم تم حرمان الإقليم من المياه الطبيعية التي يتم تصديرها إلى المدن الإيرانية مع إغلاق المراكز الثقافية، وفي العام 2011 تم تصنيف مدينة الأهواز (كما يسميها الفرس) أسوأ مدن العالم في تلوث البيئة حسب منظمة الصحة العالمية. ومنذ العام 1925 والسلطات الإيرانية تقوم بتطبيق سياسة التهجير الجماعي واغتصاب الأراضي العربية وزرعها بمستوطنات فارسية. كما تقوم السلطات الإيرانية بقمع أي محاولة من الشعب العربي الأحوازي للمطالبة بحقوقه الوطنية في السيادة على أرضه، وكانت أحدث تلك الإجراءات المجزرة البشعة التي ارتكبها النظام الفارسي في مدينة المحمرة (مجزرة الأربعاء الأسود) في يونيو عام 1979.

 

وتتزامن تلك الإجراءات مع السياسة الإيرانية المفضلة لدى نظام الحكم هناك سواء في عهد الشاه أو في عهد الملالي، وهي إعدام النشطاء الإيرانيين وبخاصة السُنة سواء من سكان إقليم الأحواز أو غيره. فقد صدرت أحكام بالإعدام أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي ضد 27 من دعاة وطلبة العلوم الدينية من أهالي محافظة كردستان الإيرانية السٌنة. وبشكل عام، فقد أعلنت منظمة العفو الدولية تفوق إيران على معظم دول العالم في عدد الأشخاص الذين تقوم بإعدامهم سنوياً حيث تم إعدام 1084 مواطنا إيرانيا في العام 2015 وهو ما يقرب من إعدام ثلاثة أشخاص في اليوم. كما تحتل إيران المرتبة الأولى عالمياً في إعدام الأطفال القاصرين إضافة لقيامها بإعدام 9 من المواطنين العرب في مدينة الأحواز في العام 2011.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه للسيد حسن روحاني، رئيس إيران والذي رفض أثناء زيارته لروما وباريس مؤخراً الاعتذار للشقيقة المملكة العربية السعودية عما قام به شعبه من حرق وتدمير للبعثات الدبلوماسية السعودية في إيران: هل يستحق شعب الأحواز منك الاعتذار عن سياسة القسر والاضطهاد والعنصرية وإعادة حقوقه المسلوبة منه؟ أنصحه بفعل ذلك قبل أن يأتي الوقت، ويتم الاعتراف فيه بحقوق الأحواز عربياً ودولياً.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه