2016-02-01 

صحيفة فرنسية: السعودية لوحدها في حربها ضد ايران

من باريس . فدوى الشيباني

رغم الدعم العربي الكبير الذي حضيت به السعودية في حربها وصراعها الحالي مع إيران إلا أن هناك رأيا شائعا بان المملكة تدير الصراع أمام المارد الإيراني لوحدها وفي الواجهة الأمامية. وفي نفس الاتجاه يذهب الصحفي والمدير السابق لمكتب الخليج العربي في وكالة ا ف ب الفرنسية عقيل تبارا.

 

يقول عقيل تبارا في مقال نشر له في صحيفة اوريون لقد ولت الأيام السياسة السعودية الهادئة فمنذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى السلطة، ، اعتمدت المملكة سياسة استباقية - ضد إيران. فالمملكة التي تشعر بالخيانة بعد ما  تخلت عنها حليفتها الولايات المتحدة، تحاول قيادة حلفائها العرب إلى تكوين حلف قوي في وجه المطامع الإيرانية في المنطقة . لكن البعض يخشى من عواقب هذه السياسة المحفوفة بالمخاطر في الشرق الأوسط.

 

السياسة الخارجية السعودية أصبحت واضحة المعالم مع وصول الشاب الأمير محمد بن سلمان، ابن الملك، الذي أصبح في غضون أشهر قليلة الرجل القوي في المملكة وهو الذي اظهر رغبة قوية في لجم التدخل الإيراني في الشؤون العربية والسعودية خاصة . وتظهر قوة هذا الشاب أكثر من خلال الإصلاحات الاقتصادية، التي بادر إلى اتخاذها لمواجهة العجز الاقتصادي في ميزانية المملكة وتراجع أسعار النفط في السوق العالمية.

 

 

مع الرفع التدريجي للعقوبات على إيران المملكة  لا تخفي خشيتها من تنامي القوة الاقتصادية  لطهران  والتي ستفرضها كقوة إقليمية كبرى، وهو ما يفسر تدخلها في اليمن والعراق. وضع يبعث على الحذر الذي أكده الأمير تركي الفيصل  عندما قال في مؤتمر عقد في باريس  طهران "تريد إثارة التمرد" في دول الخليج الأخرى مثل الكويت والبحرين، وهي الدول التي  يوجد فيها  الجماعات الشيعية. وكذلك في اتهامات  وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لإيران بأنها "عراب الإرهاب العالمي،" لا يبدو أن نصدق تأكيداته الرئيس الأمريكي على قوة التحالف بين الرياض وواشنطن. تحالف  يبدو أكثر ضبابية  مع الوضع الجديد في المنطقة.

 

 

 

وتنقل الصحيفة عن الصحفي جمال خاشقجي في افتتاحية نشرتها 9 يناير في صحيفة الحياة اللندنية،  انتقاده للحلفاء العرب بسبب ترددهم في دعم المملكة  ضد إيران، فالمواجهة والصراع اتضح بما لا يدع مجالا للشك بأن المواجهة الكبرى بين المشروع الإيراني ومشروع الشعوب الحرة المذهبية، صراع بين المملكة العربية السعودية وإيران و بين السنة والشيعة"، ولكن "بعض حلفاء المملكة العربية السعودية "ليسوا مقتنعين حتى الآن بجدية هذا الصراع "  كما عبر عن أسفه قائلا أن "كل الدول العربية والإسلامية لا تدعم  بالقدر الكافي المملكة العربية السعودية في  معركة الأمة بأسرها" .

 

تجد المملكة العربية السعودية نفسها في ظل هذا الوضع في واجهة الحرب مع الخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة ورغم أن شعورها بالخذلان والخيانة من الولايات المتحدة الأمريكية. شعور ووضع لا يحبط العزيمة السعودية على لجم التدخل الايراني في الشؤون العربية.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه