2016-02-08 

سلمان.. أنا سعودي قوي

د. أحمد الجميعـة

الرياض - الملك سلمان في خطابه أثناء أوقات الأحداث والأزمات يبقى حكيماً في رؤيته، صادقاً في فعله، واثقاً من قدرته، متفائلاً بمستقبله.. ملك متوكل على ربه ثم شعبه ولا يخشى أحداً.. يدرك التفاصيل، والمخططات، وحبل المؤمرات الذي يلتف على منطقته وأمته.. ويواجه الصعاب والتحديات وهو أكثر صبراً ومبادرة وقدرة على تحقيق المصالح من دون أن يتنازل عن مبادئه، ويكسب الأصوات من دون ضجيج يضر ولا ينفع، ويشكّل التحالفات السياسية والعسكرية التي تقف معه في الرخاء قبل الشدة، ويستثمر في العلاقات التي ترسم لوطنه طريق العمل والتنمية والشراكة وتبادل المنافع مع شعوب الأرض؛ على أساس من الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين.

 

 

الملك سلمان في أوقات الأزمات مصدر قوة، وعزوة، وهيبة.. يشعرك بنشوة اعتزاز وفخر، ويبادلك بإحساس وطني مخلص ل»منجز عبدالعزيز»، ومشروع وحدته للأرض والإنسان.. الملك سلمان يحضر في الأوقات الصعبة ليقول (نعم) باحترام وقناعة، و(لا) بلا خوف أو تردد.. والشواهد على ذلك كثيرة؛ حين كانت مواقف المملكة واضحة من أزمة سورية، واليمن، والعراق، وليبيا، وقبل ذلك فلسطين.. كانت المواقف واضحة من أعلى منابر العالم.. هو قائد استثنائي في زمن صعب، ورجل مرحلة في توقيت أصعب، ومع ذلك هو سلمان.. حازم، حكيم، قائد.. يلهمك أن الوطن أمانة، ومسؤولية، وتضحية بلا حدود.. وأن المواطنة هي بقدر العطاء لهذا الوطن.. وأن الأمن والاستقرار هما الأهم ولا يقبلان التجاوز أو التقليل.. وخدمة الحاج والمعتمر والزائر شرف الدهر.. والشعب هو من يستحق أن يبقى لأرضه، ورسالته، وتنميته.. يبقى جيلاً بعد آخر.

 

 

الملك سلمان في حديثه يوم أمس خلال استقبال ضيوف الجنادرية من المثقفين والمفكرين والأدباء كان يراهن على الحقيقة، ولا يتجاوز قيمتها، أو يقلل من أهميتها، ولذا كانت كلماته واضحة، ومعبرة، وموجزة في إيصال ما يريد بلا تكلف، أو مزايدة، هو يقول باختصار:»من حقنا الدفاع عن أنفسنا من دون التدخل في شؤون الآخرين، وندعو الآخرين إلى عدم التدخل في شؤوننا»، وأيضاً: «ندافع عن بلاد المسلمين، ونتعاون مع إخواننا العرب والمسلمين في الدفاع عن بلدانهم وضمان استقلالها، والحفاظ على أنظمتها كما ارتضت شعوبهم»، ويقول -حفظه الله-:«علينا أن نكون متفائلين رغم الظروف المحيطة بنا»، وأيضاً: «أنا أتحمل مسؤولية أمن بلاد الحرمين».. هذا الحديث أقل ما نعبّر عنه بأنه (حائط صدّ) لمشروع الفرس المجوس ومن يقف بجانبهم، أو يتواطأ معهم، أو من يعدهم بأحلام الهيمنة والنفوذ ومصادرة الثروات.. هو حديث ينضح بقيم العروبة والإسلام.. ولغة تواصل مع الحقيقة لتقول كلمتها في توقيت قلّ من يعبّر عنها، أو يتصدى لها بلا انهزام.. حديث واضح، وصريح، ويحمّلنا أيضاً المسؤولية وليس هو فقط؛ فنحن منه وهو منّا، وتعاهدنا معاً على العمل، وأن نكون صفاً واحداً، ونتمسك بوحدتنا، وأمننا، ولا نترك بيننا متخاذلاً أو جباناً..

 

الملك سلمان في حديثه كان يقف في صف واحد مع الأقوياء، يحترمون ما يقول قبل أن يخشوا ما لديه، ويحسبون لوطنه وشعبه ألف حساب، ويؤكد أن هذه الدولة صاحبة مبدأ ورسالة إسلامية وعربية، وعليها مسؤوليات تجاه المسلمين في العالم؛ فهي مهبط رسالة نبيهم، ومكان بيت الله الحرام، والواجب يقتضي مناصرة الحق، والوقوف بجانب المسلمين، ونصرة قضاياهم، وعدم السكوت عن ظلمهم، أو التخلي عنهم.. وهذه المسؤولية تقتضي أيضاً الدفاع عن الإسلام، وعدم ربطه بالإرهاب؛ فهو دين محبة وسلام وتعاون ومحبة بين الجميع..

 

العالم يرى في سلمان رجلاً استثنائياً، حازماً، منصفاً.. وحكيماً له رأي ومشورة ووجهة نظر تنشد السلم والاستقرار.. ومحباً لشعبه لدرجة أن الواحد فينا يرفع رأسه ليس لأنه سعودي فقط، وإنما لأنه سعودي قوي.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه