2016-02-09 

خافيير سولانا: "اليمن "فرصة ذهبية لانهاء الصراع السعودي الايراني

من باريس، فدوى الشيباني

 

رغم أن فرص انهاء الصراع  السعودي الايراني تبدو قليلة وشحيحة خاصة على  المدى القريب. الا أن هناك نقاط وقضايا اذا وقع  العمل عليها فستساهم في  التخفيف من احتدام الصراع بين القوتين الإقليميتين وهو ما يؤكده خافيير سولانا الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة بالاتحاد الأوروبي .

 

يؤكد سولانا في مقال له في صحيفة ليكنوميست الفرنسية انه ورغم اتساع دائرة الخلاف بين المملكة العربية والسعودية وايران في الفترة الاخيرة وتأثر منطقة الشرق الاوسط سلبيا بهذا الصراع الا ان الامل يبقى قائما في عودة البلدين الى نقطة توافق بإمكانها التخفيف من حدة الخلاف في مرحلة اولى ثم لما لا انهاءه نهائيا اذا توفرت النية والرغبة والارادة من طرفي الصراع .

 

يضيف سولانا ان "التحول الاقتصادي والسياسي الكبير"، الذي تعيشه ايران  وهي التي تستعد في فبراير شباط لتجديد البرلمان ومجلس الخبراء (المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى للدولة)،و تعيش وضعية اقتصادية ضبابية حيث بلغ معدل البطالة 11.4٪ في عام 2014، معدل يرتفع اكثر عند فئة الشباب. كما ان الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الايراني والذي لرفع العقوبات، لم تكن له أي  فوائد اقتصادية حتى الآن على هذا البلد. وهي الوضعية التي دفعت بالرئيس الايراني حسن روحاني الى مضاعفة  جهوده الرامية إلى الانفتاح على العالم الخارجي. سياسة يؤكد سولانا بانها من الممكن بان تكون لها عواقب وخيمة على طهران وبإمكانها أن "تقوض النظام في ايران".

 

وفي هذا السياق الغير مستقر، خاصة من الجانب الايراني  يقول سولانا" على الرغم من اتساع دائرة الخلاف بين المملكة العربية السعودية وايران في سوريا  وهو ما يجعل من  انهاء الصراع  بين البلدين احتمال بعيدا جدا". الا أن الازمة اليمنية والصراع الدائر هناك بين قوات التحالف التي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين من ايران  توشك على النهاية بما ان التقدم الميداني أصبح واضحا لصالح قوات التحالف الخليجي. وهو واقع يرى سولانا بانه من الممكن على عكس ما يتوقعه مراقبون أن يلعب دورا كبيرا في انهاء الخلاف المحتدم بين البلدين. فحسم نقطة من بين عدد من نقاط الخلاف بين القوتين الاقليميتين يمكن ان تلعب دورا عكسيا وايجابيا في انهاء الصراع. بما ان الواقع الايراني الغير مستقر والمتذبذب سياسيا واقتصاديا قد يدفع طهران  للقبول بانتصار قوات التحالف في اليمن وقد يجعلها تفكر مليا إما في عقد صفقة مع القادة السعوديين في خصوص الازمة السورية او لما لا تغيير موقفها من النزاع في الاراضي السورية ومن وقوفها الى جانب ما تبقى من قوات نظام بشار الاسد في سوريا, فرضية وان كانت صعبة فهي قابلة للتحقق.

 

إذا كان عمق الهوة بين إيران والمملكة العربية السعودية  اتسع في سوريا الا أن  فرص التعاون العملي في مسائل محددة مثل اليمن يمكن أن تساعد على بناء جسور توافق بين البلدين. يقول سولانا بان الامر اذا تحقق "سيكون هذه بمثابة هدية للمنطقة بأسرها".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه