2016-02-12 

الإعلان السعودي الإماراتي عن تدخل بري بسوريا .. التوقيت والدلالات

من الرياض, فهد معتوق

اتفق المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، والمحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي، على أن إعلان السعودية والإمارات استعدادهما لإرسال قوات برية لمحاربة داعش في سوريا، يستهدف دعم المعارضة السورية وإعادة التوازن على أرض المعركة.


واعتبر الخبيران في مقال تحليلي نشرته وكالة الاناضول أن هذا الإعلان كان بمثابة رسالة لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنهما جاهزتين لمحاربة تنظيم "داعش" وأن الكرة الآن في ملعب أمريكا ودول الناتو. وتوقعا أن تسير الأمور نحو تدخل بري محدود، عبر إرسال "قوات خاصة" ومدربين ومستشارين لدعم قوات المعارضة السورية، وشددا على أن نظام الأسد وداعش كلاهما عدوين للشعب السوري، ومحاربة داعش تستلزم دعم الثورة السورية.

 


وعن دلالة توقيت إعلان السعودية والإمارات استعداداهما إرسال قوات برية لمحاربة داعش في سوريا، قال عبدالله لـ "الأناضول" ، إن " توقيت الإعلان يأتي في إطار سياقين، الأول هو إخفاق كبير في مفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة السورية، وبالتالي فالمعركة ستطول على أرض الواقع، والثاني أن هناك تحول كبير على أرض الواقع لصالح قوات بشار الأسد وإيران والقوى المعادية للشعب السوري ، والسعودية ودول الخليج لا يمكنها السماح بهزيمة الشعب السوري، وبالتالي فهي واضحة وصريحة بأنها ستقوم بكل ما يمكن القيام به لمنع هزيمته، سياسيا وعسكريا، لتحقيق هدف تنحي الأسد هن السلطة".

 

وأضاف: "أيضا يأتي قبل اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) (أمس الأربعاء) ليكون بمثابة رسالة لهم، فعندما ترى دول الناتو أن دولا عربية جادة في سعيها لمحاربة داعش، ستوقف الاتهام أن الدول العربية متقاعسة ، فنحن الآن الأكثر استعدادا ، الكرة الآن في ملعب الآخرين".

 

وتابع :"كلاهما أعداء للشعب السوري بنفس المستوى من الشراسة والخطورة، وأعتقد أن الهدف ليس فقط محاربة داعش وإنما مساندة الشعب السوري، في استرداد مشروعه الوطني المختلف عن المشروع الروسي الإيراني الأسدي، والمختلف تماما عن المشروع الداعشي الإرهابي"



وحول تزامن إعلان السعودية والإمارات استعداداهما لإرسال قوات برية لمحاربة داعش مع مناورات "رعد الشمال"، قال عبد الله : "هذه المناورات لها زمان ومكان ، المكان مهم جدا وهو شمال السعودية ، بالقرب من العراق، وليس ببعيد عن إيران وسوريا ، فاختيار المكان يحمل رسالة لأطراف إقليمية قريبة وبعيدة، وأيضا هذه مناورات ضخمة هدفها إظهار هذا التحالف الذي سمعنا عنه، هناك 21 دولة ستشارك بقطع وبقوات وبأسلحة مختلفة، فضخامة المناورات رسالة بأننا في معركة قادمة، وربما حرب قادمة ولا بد من الاستعداد لها، وربما إن هذه الحرب أقرب مما كنا نعتقد".


 
وأكد الخبير الإماراتي أن : "العمود الفقري لأي تحرك خليجي هو السعودية والإمارات عسكريا وسياسيا، وأينما ذهبت السعودية الإمارات بجانبها، لذلك ليس بمستغرب حينما قررت السعودية جاءت الإمارات لتكون في نفس الخندق، وهناك مناورات قادمة وأعتقد أن التنسيق مهم جدا ، والادوار ستختلف من دولة لأخرى، فعلى الدول ان تختار حجم المشاركة حسب مواردها وقدراتها ، وسنرى مسارات كثيرة في هذا التحالف."
 

 

وفي رده عن تساؤل حول أن  الدولتين هو لمحاربة داعش وليس محاربة النظام، قال خاشقجي : "وكذلك فعلت روسيا عندما أتت لسوريا قالت أنها أتت لمحاربة داعش ، فداعش هي البوابة للجميع، ولكن داعش هي أحد مشاكل سوريا ، ولا يمكن محاربتها بمعزل عن الآخرين وعن القوى الأخرى في سوريا، ومحاربة داعش تستلزم دعم الثورة السورية، لأن القوات السعودية المحدودة التي ستذهب والأمريكية إذا ذهبت والإماراتية إذا جاءت لن تكون كافية لمحاربة داعش، فلا بد من عدد جيد من المقاتلين، ولا يوجد مقاتلون أفضل وأحرص من أبناء الثورة السورية ، الذين يكرهون داعش ولا يريدونها ولا يعتمدونها المستقبل لسوريا، وبالتالي أي خطة لمحاربة داعش تستلزم دعم الثورة السورية".


وقال المحلل السياسي السعودي :"يجب أن يكون التحالف حاضرا ومشاركا لأنه يوفر دعما أكبر وغطاءً جويًا ويوفر التوازن مع الروس ، لا يمكن ان تدخل قوات ضد داعش دون ان توضع- على الأقل- قواعد لمنع الاشتباك مع القوات الروسية والإيرانية ، لأن لا احد يريد أن ينتهي هذا التدخل بمواجهة على الأرض السورية ما بين قوات التحالف ضد داعش والقوات الروسية لأن هذا سينعكس خارج سوريا".

 

وحول تزامن إعلان السعودية والإمارات استعداداهما لإرسال قوات برية لمحاربة داعش مع مناورات "رعد الشمال"، قال خاشقجي :"هناك تصريحات بأن المناورات لا علاقة بينها وهذا التدخل البري، ولكن بعض الدول المشاركة في المناورات هي من الدول المشاركة في التحالف ضد داعش ، لكن لم يقل أحد ان الـ 150 ألف جندي الذين سيشاركون في المناورات هم الذين سيذهبون لسوريا، فبعضها قد يشارك في العمليات".


وحول توقعاته ما إذا كانت الأمور ستمضي نحو تدخل بري في سوريا في ظل استقرائه للمستجدات العسكرية والحراك السياسي الجاري حاليا، قال خاشقجي: "أنا أميل أنه سيكون هناك تدخل من قبل قوات محدودة لكن في الغالب الاعتماد سيكون على السوريين".

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه