2016-02-18 

الهند.. القارة المتسامحة

تركي عبدالله السديري

الرياض - الهند قارة ضخمة.. كانت ومازالت تعد أكبر دولة في العالم من حيث عدد الفقراء، الذي يشكل أغلب شعبها المتعدد الديانات واللغات.. ورغم ذلك فإن القارة الهندية تعيش في تصالح وسلام يدهش العالم.. لدرجة أن أثرياء بريطانيا يعشقون الهند لهذه الأسباب الأخلاقية، برغم تعدد أشكال الفقر الذي يصحبه انتشار الأوبئة وسوء المواصلات وقلة الموارد.. ولكن من جهة أخرى فإن الهند تدهش العالم باستمرارية نموها وتطورها التقني حتى أصبحت اليوم مصنع الأجهزة الالكترونية حول العالم..

 

في كتاب الرئيس الهندي السابق عبدالكلام "عقول متوهجة" كان دائماً يحرص على إيضاح التصالح الاجتماعي والطائفي، حيث كان يروي كيف كان موضع نشأته في جزيرة «بانمان» الهندية حيث كان والده إمام المسجد، وفي الوقت نفسه كان يمتلك قارباً ينقل فيه المتدينين الهندوس إلى معابدهم في أجواء كبيرة من التقارب والتسامح، حيث واصل تعليمه مع أبناء منطقته ذوي الديانات والأعراق المختلفة، وكان يبيع الصحف ليحسّن من دخل أسرته الفقيرة، حتى ارتقى في تعليمه وتخصص في الفيزياء ثم تخصص في هندسة الطيران..

 

كان يرى أن قوة الهند هي في امتلاكها لهذا التسامح الطائفي والأخلاقي الذي يستطيع تجاوز الجهل والفقر، كما حدث له، حيث حققت الهند نهضة اقتصادية وتعليمية، وهي لا تمتلك موارد سوى ثقافة التسامح التي تبنّاها غاندي في نضاله.. وفي المقابل نحن العرب نمتلك لغة واحدة، ومع ذلك ألف شيء يفرقنا، ولا نعاني فقر الهند وضخامتها السكانية، وللأسف كل عام يزيد الفقر بين العرب..

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه