2016-02-19 

السعودية توقف مساعداتها للجيش اللبناني...لماذا ؟

من الرياض ,فهد معتوق

لطالما كانت السعودية الداعم الابرز لاستقرار لبنان ومساندته في كل الظروف الصعبة التي مر بها وأخرها التهديدات الارهابية.ولطالما وجد القادة اللبنانيون في المملكة خير سند لهم في كل المشاكل والأزمات لكن يبدو أن العلاقات المتميزة بين البلدين لن تبقى على حالها على الاقل في الوقت الراهن بعد القرار السعودي بوقف دعم لبنان عسكريا نتيجة لتغيير مواقفه من العلاقات بين البلدين.

 

فقد أعلنت السعودية وقفها  مساعداتها للجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي اللبناني "نظرا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين"، حسب وكالة الانباء السعودية الرسمية، وذلك على خلفية الصراع بين الرياض وطهران ومشاركة حزب الله اللبناني في الحرب الدائرة في سوريا الى جانب قوات حكومة الرئيس بشار الاسد.

 

ونقلت الوكالة عن مصدر سعودي مسؤول قوله إنه "في ظل هذه الحقائق فإن المملكة قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة واتخذت عددا من القرارات".

 

وأضاف المصدر وفق ما أكدته بي بي س ي عربية " ان هذه القرارات شملت "إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي."

و"إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني."

 

وأضاف المصدر أن السعودية "عملت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول الأمور إلى ما وصلت إليه لتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق بكافة طوائفه وأنها لن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته وهي على يقين بأن هذه المواقف لا تمثل الشعب اللبناني."

 

واختتم المصدر تصريحه بأن "السعودية تُقدر المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين والشخصيات اللبنانية بما فيهم دولة رئيس الوزراء السيد تمام سلام والتي عبّروا من خلالها عن وقوفهم مع المملكة وتضامنهم معها وتعرب عن اعتزازها بالعلاقة المميزة التي تربط المملكة العربية السعودية بالشعب اللبناني الشقيق والتي تحرص المملكة دائما على تعزيزها وتطويرها."

 

 

يذكر ان لبنان كانت تتمتع بتمويل ودعم عسكري سعودي كبير وضخم خاصة في الاونة الاخيرة بما أن  الجيش اللبناني أصبح هدفًا لهجمات متتالية لمقاتلي داعش ،  وهو مادفع بالسعودية التزاما منها بنصرة لبنان الشقيق وشعبه على توقيع عقد تسلّح تاريخي تموله المملكة .وهو عقد  يهدف وفق  محللين لتعزيز إمكانيات الجيش اللبناني أمام المجموعات الإرهابية.

 

وتم إمضاء هذا العقد في نوفمبر 2014 في الرياض، وتبلغ قيمته 3 مليار دولار ستخصص 2.1 مليار منها لشراء الأسلحة و900 مليون دولار لتعهد هذه الأسلحة وتدريب الجنود على استعمالها، وتعود بدايات الفكرة إلى أكتوبر 2013 أثناء لقاء بين الملك عبد الله ووزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان تم خلاله التطرق لمسألة الدعم العسكري للبنان وبعد شهرين من ذلك اللقاء تم الإعلان رسميًا عن التوصل لاتفاق أثناء زيارة  للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للرياض.

 

ويمكّن هذا الاتفاق وفق خبراء  الجيش اللبناني من مساعدات هي الأضخم في تاريخه بقيمة أكثر من ضعف ميزانية الدفاع التي ترصدها لبنان ويعد أيضًا واحدًا من أهم العقود المربحة التي حصلت عليها فرنسا، فحوالي عشرين مؤسسة مصنّعة فرنسية ستنتفع منه، ويمثل أيضًا حوالي نصف الصادرات السنوية للأسلحة الفرنسية التي ارتفعت من 4.8 مليار يورو سنة 2012 إلى 6.9 مليار يورو في 2013.

 

ويثير القرار السعودي عدد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين المملكة ولبنان المتخبط بين الازمات السياسية المتتالية والخطر الارهابي الظي يتربص ببلد الارز. وخاصة مدى تاثيره على الاستقرار الامني النسبي في لبنان. لكن مراقبين يؤكدون في هذا السياق بان لبنان سيدفع غاليا فاتورة عدم التزامه بتعهداته مع المملكة السعودية وسيخسرا حليفا استراتيجيا لا يمكن تعويضه.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه