2016-02-23 

اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا ولد ميتا

من باريس فدوى الشيباني

 

وان استبشر الجميع خيرا بالاتفاق الروسي الامريكي بوقف اطلاق النار في سوريا بين الاطراف المتنازعة والتي تتلقى الدعم من البلدين. إلا ان معارضين سوريين يعتبرون بان اتفاق الهدنة ولد مبتورا و به من الثغرات ما سيحكم عليه  بالفشل.

 

وكانت الولايات المتحدة الامريكية وروسيا قد اعلنتا بشكل متزامن انه تم التوصل لاتفاق بوقف اطلاق النار في سوريا انطلاقا من ليلة الجمعة  بعد مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الامريكي اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وان رحبت الامم المتحدة والمجتمع الدولي بهذا الاتفاق إلا ان معارضين سوريين يؤكدون بأن بنود الاتفاق تشمل ثغرات ستجعل من نجاح تطبيق بوقف اطلاق النار امرا صعبا جدا. حيث يتيح الاتفاق  الاستمرار في الضربات الجوية التي تستهدف مناطق نفوذ تنظيم داعش وجبهة النصرة. وهو الامر الذي تعتبره فصائل المعارضة السورية ضحكا على الذقون ذلك انه من الصعب ان لم نقل من المستحيل تحديد المناطق التي تسيطر عليها هذه الجماعات حيث يؤكد بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك أحد فصائل الجيش السوري الحر ل"رويترز" " ان الاتفاق سيوفر الغطاء للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس لمواصلة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث يتداخل وجود مقاتلي المعارضة والجماعات المتشددة"ويضيف"روسيا والنظام سيستهدفان مناطق الثوار بحجة وجود جبهة النصرة ومن المعروف التداخل الموجود هناك وهذا سيسقط الهدنة."

 

.

وفي نفس الاتجاه يذهب الخبير السابق في الشؤون السورية بوزارة الخارجية الأمريكية  فريد هوف  حيث يؤكد لرويترز بان الجدول الزمني المقترح أعطى روسيا وإيران وسوريا خمسة أيام إضافية لاستكمال تطويق فصائل المعارضة المسلحة في حلب.

 

ورغم ترحيب اطياف المعارضة السورية بهذا الاتفاق الذي من المنتظر ان يؤمن خلال اسبوعين ايصال المساعدات الانسانية و الإغاثية الى المناطق التي يحاصرها النظام السوري إلا انها شددت على ضرورة بان يلتزم النظام السوري بعدم خرق الاتفاق والسماح للمساعدات الانسانية لمن يحتاجها.

 

ورغم الاجراءات الامريكية الروسية المشتركة والتي وضعت خطا ساخنا للإبلاغ عن الخروقات وتبادل المعلومات وكذلك دعوتهما لأطراف النزاع لتطبيق وقف اطلاق النار وتغليب لغة الحوار على لغة الصواريخ والقذائف. إلا أن مراقبين يؤكدون بان التزام اطراف النزاع لأسبوعين بوقف اطلاق النار سيكون مستحيلا  في ظل استثناء جبهة النصرة من هذا الاتفاق وبسبب تداخل نفوذ تنظيم داعش مع مناطق نفوذ المعارضة السورية. هذا اذا سلمنا بأن نية الاطراف المتنازعة وخاصة الجانب الروسي تصب بالفعل في اتجاه الالتزام بهذه الهدنة .

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه