2016-02-24 

الشباب اللبناني وقود الحرب الايرانية في سوريا

من نيويورك، محمود فهمي

تشير الإحصائيات والتقارير الدولية أن الخسائر البشرية في سوريا فاقت كل التوقعات وأصبحت تنذر بتحول البلد الى بركة من الدم السوري الذي يدفعه السوريون لقاء مطالبتهم بالحرية.

لكن تداخل عديد الأطراف الاقليمية والدولية في سوريا حولت هذا البلد إلى مقبرة للآلاف من الشباب "من خارج سوريا  " والذين دفعت بهم آلة الحرب إلى الهلاك دون اكثراث.

 

ومن بين ضحايا الحرب السورية تشير الإحصائيات الى أن عدد القتلى اللبنانيين في ارتفاع متواصل. ذلك أن دخول " حزب الله " اللبناني يد إيران العسكرية في سوريا في ساحة الصراع متعدد الأطراف جعل من الشباب اللبناني المنخرط تحت راية الحزب وقودا لدفاع إيران عن نظام بشار الأسد. وفي هذا السياق تشير دراسة أجراها الكاتب علي ألفونة والتي نشرت في معهد واشنطن  أن عدد القتلى في صفوف حزب الله اللبناني وصل وفق ما نشره موقع الحزب الى " 865 قتيلا  على الأقل من عناصر «حزب الله» في المعارك في سوريا بين 30 أيلول/ سبتمبر 2012 و 16 شباط/ فبراير 2016."

 

 وهي أرقام يشكك في صدقيتها علي الفونة مؤكدا أن العدد الرسمي لقتلى الحزب في ساحة الحرب في سوريا يتجاوز بكثير الرقم المعلن وقد يصل حتى الى اضعاف الرقم المعلن. لان قيادة حزب الله لا تريد تاليب الراي العام في لبنان ضده بسبب كثرة عدد القتلى. ومن الوسائل التي يعتمدها حزب الله للتظليل على عدد قتلاه المرتفع في سوريا هي نوعية الحوادث التي يذكرها كسبب لمقتل مقاتليه حيث يضيف الفونة أن موقع الحزب يورد أن " عددا كبير من الشباب اللبنانيين التابعين للحزب يموتون بسبب الحوادث المرورية أو السكتات القلبية المفاجئة. ويمكن لمثل هذه الإعلانات أن تكون عبارة عن محاولة لإخفاء العدد الحقيقي لقتلى «حزب الله»،.

 

 

تؤكد الإحصائيات إعلانات الجنازات التي ينشرها الحزب لقتلاه أن حزب الله يقوم بتجنيد مقاتليه للقتال في سوريا من الضواحي الفقيرة والخاضعة لسيطرته في لبنان حيث تشير الإحصائيات أن  682" قتيلا ينحدر  من محافظات النبطية والبقاع والجنوب. ولم تتم الإشارة إلى المحافظات التي ينحدر منها المقاتلين الـ 136 الآخرين. هذا وينحدر 10 آخرين من قرى على الجانب السوري من الحدود، في حين وُلد البقية في محافظات جبل لبنان وبيروت والشمال."

 

 

ويعود ارتفاع عدد قتلى حزب الله في لبنان إلى التكتيك الإيراني المعتمد في القتال في سوريا ذلك أن الحرس الثوري الإيراني يضع مقاتلي حزب الله في الصفوف الأمامية للمعارك لتجنب ارتفاع قتلاه  فطهران  "تفضل أن يضطلع «حزب الله» بالدور القتالي المباشر في سوريا بدلاً من نشر قوات «الحرس الثوري الإسلامي» على نطاق واسع هناك" .

 

أرقام وإحصائيات تدفع للتساؤل إلى أي مدى يمكن لإيران التضحية بمقاتلي حزب الله بدل من مقاتليها في سوريا. والى متى سيتواصل الصمت في لبناناللبناني على التضحية بأبنائه في حرب لا تعنيه .

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه