2016-02-29 

الثورة الخبيثة

محمد ناهض القويز

الرياض - بدأت الثورة الإيرانية بلباس الدين وكانت في مواجهة مع الطاووس الفارسي الذي كان يمثل تهديداً لجيرانه العرب ولكنه كان تهديداً مبيتاً لم يبرز منه شيء إلى حيز التنفيذوبرغم أن ثورة الآيات قامت بحجة الظلم الاجتماعي وسوء توزيع الثروة وطغيان الشاه إلا أنها زادت على كل مافات بؤساً وفقراً وجهلاً وقتلاً وتخريباً.

 

ولم تكتف بنشر البؤس في بلادها فقامت بتصدير الثورة وتوزيع ثروة الشعب على جماعات إرهابية، فتبنت عمليات خطف واغتيال وتفجير في أماكن متفرقة من العالمتحدثت كثيراً عن الإسلام والمسلمين ونصرتهم ولكنها أضعفتهمهددت أميركا وإسرائيل.. وبعد أكثر من خمس وثلاثين سنة ماذا كانت المحصلة في إيران والبلاد التي تمكنت من التسلل إليها؟ الشعب في إيران ذاتها يعيش حالة رعب في دولة قمعية بباسيجها وحرس ثورتها وآياتها الشيطانية. فارتفعت المشانق وأخرست الحناجر وقُتل الصحفيون، ومنع الناس من الإدلاء بأصواتهم.

 

ثم دخلت للعراق فخربته وزرعت فيه الفتنة ونسقت مع الفرق التكفيرية. ويوجد عدد من قادة القاعدة وأسرهم في طهران منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في إيران باعتراف الطرفين. في سنة 2007 توجه عبدالمحسن الشارخ إلى طهران وتولى تنسيق شؤون القاعدة هناك. ثم أصبح مسؤولاً عن تنسيق سفر المقاتلين من القاعدة إلى سورية وقتل في سورية قبل أربعة أشهرولعلم إيران أنها لن تبقى في العراق إلى الأبد، فقد أنشأت الحشود الشعبية لتقوم بالمهام الإجرامية بدلاً عنها. بمثل ما أنشأت حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن. وهي اليوم تحاول تطبيق ذات النموذج في فلسطين والجزائر وتونس والبحرين والسعودية ومصر والسودان.

 

ثم أرسلت الحرس الجمهوري وقادته لقتل الشعب السوري الثائر بحجة قتال داعش، كما طلبت من وكلائها في الجريمة "حزب الله" الدخول إلى سورية لقتل الثوار بذات الحجةكما سلحت الحوثيين الذين اجتاحوا المدن اليمنية يقتلون وينهبون ويصيحون الموت لأميركا الموت لإسرائيل، ولكنهم يمارسون قتل إخوانهم اليمنيين ويقصفون المدن اليمنية بمباركة إيرانية.

 

لقد بلغ التبجح بالمسؤولين الإيرانيين حد أن يعلنوا أنهم يملكون القرار في أربع عواصم عربية (لبنان والعراق ودمشق وصنعاء). فماهو حال تلك الدول يا ترىلبنان بلا رئيس والحياة السياسية معطلة فيها. امتلأت شوارعها بالقمامة، وبحارها بالمخلفات الخطرة، وأراها تتجه نحو حرب طاحنة. أما العراق فإنها ممزقة إلى أشتات ومرتع للقتل والتصفية العرقية والقصف والتهجير. وسورية سارت على خطى العراق. واليمن تدفع ثمن التدخل الإيراني ممثلاً في تمرد الحوثيين.

 

ثمرة ثورة الآيات جلب الدمار معها حيثما اتجهت ومن مصلحة إيران تأجيج نار الطائفية في الدول العربية لأن حطبها سيكون من شيعة العرب وسنة العرببقي أن نسأل ماذا عن الشيطان الأكبر وماذا عن التهديد بالموت لأميركا وإسرائيل؟

 

تمت الخطوة الأولى على هذا الطريق في احتفالية كبيرة من الجانبين الأميركي والإيراني مع توقيع اتفاقية النووي. أما إسرائيل فهي تعربد وتتمدد وتقتل بلا خشية بعد أن ساهمت إيران في إسقاط وإضعاف أنظمة عربية كانت تقض مضجع إسرائيل. ونحن في انتظار الخطوة الثانية التي قد تكون في عقد صلح مع إسرائيل بعد الانتهاء من عدوهما العربي المشترك.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه