2016-04-06 

جون كيري في المنامة

عبدالله العلمي

العرب - يجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في البحرين الخميس، للتحضير للقمة الخليجية الأميركية التي ستعقد بالرياض في 21 أبريل الجاري، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين. الاجتماع سيبحث نتائج مجموعات العمل المشتركة بناء على توصيات قمة كامب ديفيد في مايو 2015، وتدارس تعزيز العلاقات الخليجية الأميركية في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية.


الرسالة التي يتوقع المحللون السياسيون أن يتلقاها كيري من وزراء خارجية دول مجلس التعاون تتلخص في ضرورة كبح جماح إيران ومكافحة الإرهاب.

العلاقات بين دول مجلس التعاون وواشنطن قوية وراسخة، ولكن من غير المتوقع أن تعود العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين كما كانت عليه في السابق بسبب اختلاف الرؤى وخاصة في المسألة الإيرانية.

 

دول مجلس التعاون تريد من الولايات المتحدة مواقف حازمة ضد التهديدات التي تمارسها إيران ضد دول المنطقة. نعم، هي إيران نفسها التي وصفتها الإدارة الأميركية وعدد من الحكومات الغربية بالمارقة والداعمة للإرهاب.

في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع جون كيري في الرياض في 23 يناير 2016، حاول كيري طمأنة وزراء خارجية دول مجلس التعاون على النتائج المترتبة على رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران وانخراطها في المجتمع الدولي. أتوقع أن يعيد كيري هذا التأكيد متأرجح المصداقية. مبادئ السياسة الدولية علمتنا أن الثوابت الوحيدة “الراسخة” التي تحكم العلاقة بين أي بلدين هي كيفية المحافظة على المصلحة الداخلية لكل دولة.

 

أما عن موضوع مكافحة الإرهاب فلنكن إيجابيين. رغم أن بعض الأصوات الشاذة في الكونغرس الأميركي وخارجه اتهمت الحكومة السعودية بضلوعها في عمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة، إلا أن واشنطن باتت اليوم تدرك أنها تأخرت كثيرا في التعاون مع الرياض في مجال مكافحة الإرهاب. الولايات المتحدة بحاجة إلى دول مجلس التعاون بسبب التهديدات المتواصلة لانتشار لوثة الإرهاب في المنطقة والعالم.

 

طالما أننا نتحدث عن الإرهاب، فالولايات المتحدة فشلت (وتعلم أنها فشلت) في استغلال حكم الإخوان المسلمين المؤقت في مصر لتنفيذ أهدافها في المنطقة، ومن ضمنها شق الصف الخليجي. حلفاء الإخوان في مصر والسعودية يعلمون تماما أن لا عودة لحكم الإخوان، فهم قد فشلوا في تقديم أي برنامج تنموي مثمر أو ضمان الاستقرار والأمن في جمهورية مصر العربية.

 

ليس من المستغرب أن وفد الكونغرس الأميركي الذي استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي في الرياض كان مشكَّلا برمته من الحزب الجمهوري بمن فيهم رئيس الوفد السيناتور ليندسي غراهام. الجمهوريون بدأوا في تأسيس خارطة الطريق لتعاملهم مع دول مجلس التعاون في استباق واضح لنتائج الانتخابات الرئاسية.

 

هذه فرصة سانحة لدول مجلس التعاون، لإيصال رسالة قوية واضحة، مفادها أن الولايات المتحدة على وشك فقدان ثقلها التاريخي في الخليج العربي، ما لم يتخذ الرئيس الجديد في البيت الأبيض في يناير 2017 خطوات جادة لإعادة الثقة والمصداقية.

 

العلاقات الخليجية – الأميركية علاقات استراتيجية ترسّخت عبر عقود من التعاون المثمر والمصالح المشتركة في كافة المجالات. الولايات المتحدة الأميركية تظل الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون، والمساهم الأبرز في المشاريع التنموية. في هذا الإطار أتوقع أن تعمل دول مجلس التعاون والولايات المتحدة على تعزيز الاستقرار في المنطقة. هذه ثوابت يحتاج كل منا إلى الآخر للتأكيد عليها أكثر من أي وقت مضى.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه