2016-04-12 

الملك سلمان في تركيا: شراكة تتعزز وتحالفات في طور التشكل

من انقرة ,هيام حمصي

  

وصل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، يوم الاثنين، إلى تركيا، في زيارة رسمية، تمتد لثلاث ايام. زيارة من المنتظر أن تكون لها انعكاسات على الصعيد الإقليمي، والدولي وعلى الرؤية المشتركة للبلدين بشان التطورات في منطقة الشرق الاوسط.

 

 

وإن كانت زيارة الملك سلمان الثانية الى تركيا في أقل من 6 اشهر  والتي سبقتها زيارة أجراها الرئيس التركي رجب طيب  أر دوغان إلى الرياض، نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي تظهر التنسيق الكبير بين البلدين في خصوص التطورات التي تشهدها المنطقة خاصة الامنية منها والمتعلقة بمحاربة تنظيم داعش في سوريا وكذلك الوضع في اليمن. الا أن عدد من الخبراء يذهبون الى أن زيارة الملك سلمان تحمل ابعاد أكبر ورسائل اكثر. حيث تنقل وكالة الاناضول عن رئيس جمعية باحثي الشرق الأوسط وإفريقيا التركية، زكريا قورشون، تأكيده بأن  هذه الزيارة قد تساهم في إعادة العلاقات بين أنقرة والقاهرة إلى طبيعتها، أو يكون لها انعكاسات على العلاقات في أقل تقدير بعد ان تدهورت العلاقة بين انقرة والقاهرة في الآونة الاخيرة. ووسط توقعات بان تكون هذه الزيارة بمثابة الوساطة  لتقريب وجهات النظر بين مصر وتركيا خاصة في ظل العلاقات المتميزة بين السعودية ومصر والسعودية وتركيا وفي هذا السياق يؤكد نائب المنسق العام بمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي، محي الدين أتامان، أنه "لا يمكن تأسيس تحالف قوي في المنطقة، إلا من خلال تحرك تركيا والسعودية ومصر معا".

 

 

وفي حين يعتقد عدد من المراقبون بأن  التحالف السعودي المصري التركي اصبح ضرورة  لضمان الامن في منطقة الشرق الاوسط وللتصدي للتهديدات التي تستهدف المنطقة يؤكد "طيار آري" رئيس قسم العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة "أولوداغ" التركية، أن أحد أهم أسباب تطور العلاقات بين أنقرة والرياض في الآونة الأخيرة، يرجع إلى التهديد الإيراني المتزايد في المنطقة خاصة بعد الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الامريكية وايران ورفع العقوبات الاقتصادية عن ايران. وهو تحالف يتوقع "آري" "أنه من شانه ان  يساهم في إفساد كافة المؤامرات في المنطقة خاصة الايرانية منها".

 

أما رئيس مركز الدراسات القانونية والاستراتيجية في الشرق الأوسط،  الدكتور أنور ماجد عشقي، فأضاف في هذا السياق  أن معظم التحالفات في الشرق الأوسط، تشكلت بواسطة السعودية، مبيناً أن أحد أهداف الملك سلمان يتمثل في تعزيز قوة العالم الإسلامي والعربي مشيرا إلى أن أبرز الملفات المطروحة على طاولة البحث خلال زيارة العاهل السعودي هي "العلاقات الثنائية، وسبل مكافحة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وإخماد النيران المتواصلة في سوريا واليمن والعراق".

 

زيارة الملك سلمان الى تركيا والتي تتزامن مع أعمال القمة الإسلامية، التي 10 - 15 أبريل/ نيسان الحالي، من المنتظر أن تساهم  اعطاء دفع جديد لتوحيد الصفوف وربط قنوات التواصل والتنسيق بين البلدان العربية والاسلامية واستكمال ما انتهت اليه مناورات رعد الشمال من نتائج ايجابية في هذا الغرض , خاصة وان العلاقات السعودية والتركية تعززت في الآونة الاخيرة بتنسيق أمني وعسكري مشترك حيث شاركت تركيا مثل عدد كبير من الدول العربية والاسلامية في مناورات رعد الشمال كما انها تستضيف قوات خليجية على ارضها للقيام بمناورات مشتركة. ناهيك الا ان البلدين يتقاسمان نفس الرؤية في عدد من القضايا الاقليمية خاصة في الملفين السوري واليمني.

 

وسط توقعات بأن تبلور وتدعم زيارة الملك سلمان لتركيا العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين يبقى التعاون الاقتصادي عنوانا اخر لهذه الزيارة حيث من المنتظر ان تساهم هذه الزيارة في زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين .

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه