2016-04-19 

خبير دولي:السعودية أكبر مستفيد من فشل إجتماع الدوحة

من باريس فدوى الشيباني


خيب إجتماع الدوحة كل الآمال في إستعادة النفط لحيويته في الاسواق العالمية خصوصا في ظل معاناة إقتصاد الدول المنتجة للذهب الاسود وتسجيلها لخسائر فادحة، لكن هذا الانطباع العام لا ينسحب بالضرورة على كل دول المنتجة للنفط بما أن المملكة العربية السعودية تتعامل بدهاء كبير مع هذا الوضع الذي يعد الانسب للسعودية وفق عدد من الخبراء.

 


ففي مقال ترجمته الرياض بوست تؤكد صحيفة تشالنج الفرنسية بأن المملكة العربية السعودية هي أكبر المستفيدين من  فشل إجتماع الدوحة في تجميد مستويات الانتاج بالعودة الى الخصائص الاستثنائية وتفرد الحالة السعودية مقارنة بالدول المنتجة الاخرى للنفط.وتضيف الصحيفة في ذات السياق بأن السعودية هي من سعت بطريقة غير مباشرة الى عدم التوصل لاتفاق خاصة في ظل عدم مشاركة ايران في الاجتماع وموقفها المعلن مسبقا بعدم الالتزام بتجميد الانتاج. فشل اجتماع الدوحة  يصفه الخبير الاقتصادي والاستاذ في معهد باريس لادارة الاعمال "توماس بورشر" بأنه دهاء وتكتيك سعودي في التعامل مع الوضع الحالي ونظرة إستشرافية مميزة للامير الشاب محمد بن سلمان الذي طرح مؤخرا مشروعا وخطة سعودية لانهاء الاعتماد على النفط خلال السنوات القادمة. ويضيف بورشر في ذات الاطار بأن السعودية تسعى في هذا الظرف الى قطع الطريق على ايران للعودة الى السوق النفطية وتوسيع حصتها من الانتاج في السوق بما أن الهدف الرئيس لايران بعد رفع العقوبات الاقتصادية عليها هو الترفيع في مستويات انتاجها وافتكاك حصة اكبر في السوق وهو ما أكده صراحة المسؤولون الايرانيون في أكثر من مرة وهو قرار سعودي ذكي يهدف الى تحجيم الدعم المالي الايراني لاذرعها العسكرية في المنطقة ووقفها سياستها في اليمن وسوريا.

 


ولا تسعى السعودية وفق الخبير الاقتصادي الى قطع طريق العودة امام ايران الى السوق بل كذلك لتحجيم انتاج وعائدات شركات انتاج النفط الصخري الامريكية حيث يؤكد بورشر بأن المملكة العربية السعودية ضمنت خلال إجتماع الدوحة الرباعي مع فنزويلا وقطر وروسيا سعرا يضمن لها التعامل بكل راحة مع ازمة اسعار النفط حيث تتيح امكانيات السعودية المالية والاقتصادية لاقتصاد السعودي بأن يحافظ على نسق نموه الطبيعي في مستوى 20 دولار كسعر لبرميل النفط فيما لا يعد اي سعر ملائما بالنسبة للاقتصاد الايراني اذا ما كان سعر  برميل النفط  تحت 60 دولارا و50 دولارا بالنسبة لمنتجي النفط الصخري الامريكي. كما يضيف بورشر بان السعودية بامكانها الصمود امام تهاوي اسعار النفط لثلاث سنوات قادمة دون ان تتأثر مثلها مثل بقية الدول الخليجية المنتجة مثل الامارات وقطر.

 

الى ذلك تؤكد الصحيفة الفرنسية بأن الشركات الامريكية المنتجة للشيست حققت خسائر كبيرة جدا وأن صمودها سيكون مستحيلا في ظل السعر الحالي لبرميل النفط وهو مايهدد هذه الشركات بالافلاس في وقت تؤكد وكالة الطاقة الدولية بأنها سجلت تراجع الانتاج الامريكي بقيمة 530 الف برميل في نهاية سنة 2015 . وهو الوضع الحرج الذي تعيشه عدد من البلدان النفطية الاخرى على غرار فنزويلا والجزائر بما أن السعر المثالي بالنسبة اليها هو بين 90 دولا و 120 دولار كما يؤكد الخبير الاقتصادي للصحيفة الفرنسي الذي يضيف بأن السعودية تتحكم بصرامة ودهاء مع  اسعار النفط ما يجعلها المستفيد الاكبر من هذا الوضع.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه