2016-04-20 

مغردون في حضرة «المسك».. وقائد الإلهام

أحمد الجميعـة

الرياض - ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ألهم شباب جيله ووطنه بأهمية التغيير على أسس وثوابت دينية ووطنية، ورغبة حقيقية في التحليق عالياً حيث تكون الهمم والطموحات لا سقف لها ولا حدود، والتحول في الفكر قبل السلوك لرسم خارطة جديدة من العمل وفق رؤية وفلسفة معاصرة تمنح ضوء المشاركة أمام الجميع لاستثمار الفرص على حساب الأزمات، وهندسة المبادئ على أسس من الانفتاح المسؤول، وإدارة الذات نحو أولويات المرحلة بلا تأزيم أو مبررات أو عوائق، والخروج من كل ذلك إلى صناعة حضور عالمي يليق بالمملكة أرضاً وإنساناً، ويستجيب للاحتياجات لتحقيق عوائد وكفاءة إنفاق، ويظفر بالإنجاز على أنه مرحلة تبدأ ولا تنتهي.

 

حضور الأمير محمد بن سلمان في «ملتقى مغردون» -الذي نظمته مؤسسة مسك الخيرية في دورته الرابعة- كانت (رسالة تغيير) للصورة النمطية للمسؤول ليكون أكثر قرباً من واقع مجتمعه وأحلام مواطنيه وأفكارهم وطموحاتهم، و(احتواء للآراء) التي حضرت والأخرى التي شاهدت وعلّقت ولم يذهب صدى صوتها بعيداً عن ما يجب تحقيقه وإنجازه في هذه المرحلة، و(حالة إلهام) فريدة لجيل الشباب ليقول ما يريده بوعي ويشارك بمسؤولية في بناء مستقبله وقرار وطنه، و(قوة ناعمة) لمواجهة التحديات من دون انعزال عن الرأي العام أو تجاوز للمقدرات أو تغييب أحدٍ عن مهمة الشراكة والنهوض، و(النقد البناء) الذي نصل فيه إلى حلول بعيداً عن المزايدات أو التصنيفات أو الانحياز إلى المصالح على حساب المجموع.

 

ولي ولي العهد قائد ملهم واستثنائي وصاحب رؤية فريدة وغير مسبوقة، ويحظى بثقة الجميع، خاصة بين جيل الشباب -الذين يشكلون النسبة الديموغرافية الأعلى من العنصر البشري للوطن-، ويرون فيه مؤسساً جديداً لدولة عصرية، وواعدة، وتحظى بعلاقات وتحالفات واسعة وممتدة، حيث كان له دور كبير في صياغة كثير من المفاهيم الرعوية والمترددة والمتوجسة من التغيير، واستطاع في مدة وجيزة أن يحقق التوازن بين الثوابت والمتغيرات، ويفرض بإرادة مجتمعية ثقافة الإنتاج والعمل الحر، ويعيد المدخلات والمخرجات الاقتصادية لمرحلة ما بعد النفط.

 

«ملتقى مغردون» كان شاهداً على حوار فكري بأسلوب عصري بلا تكلّف أو «برستيج» أو «بروتكول»، حيث كانت الآراء عفوية صادقة من المشاركين، وردود فعل في غاية الإبداع والتفاعل من الحاضرين، والنتيجة التي خلصنا إليها أن حرية الرأي والتعبير بلا انفلات، وسقفها محدد في السلطة التنفيذية، وهامشها المتاح بحسب الظروف وتحوطات الموقف بلا إثارة أو جدل، وأن مصالح الوطن العليا خط أحمر لا نزايد عليها أو نصطف بعيداً عنها، وتبقى الأخلاق هي من يعوّل عليها اليوم في ضبط الممارسة واحترام الآخر، وأن النقد حق مشاع نحو التغيير للأفضل من دون انتقاد لأشخاص أو مؤسسات، وأن النظام لا يكفي من دون تفعيل العقوبة، والتواصل مع المجتمع هو أساس الحد من الشائعات، وقطع الطريق على المتربصين والغوغائيين.

 

لقد قدّم «ملتقى مغردون» حقائق مهمة في التعامل الأمثل وليس الأسهل مع مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر»، فالكلمات المعدودة من الرأي والنقد هي مسؤولية وليست ترفاً أو تسجيل حضورٍ في المشهد، وأن الوعي هو حجر الزاوية للتعبير، وأن المواطنة الحقيقة هي بقدر عطائنا لهذا الوطن الذي يستحق أن نكون في خندق واحد للدفاع عنه، والنهوض به إلى العالم الأول.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه