2016-05-29 

أمام ما تخططه موسكو وواشنطن وباريس... هل تتحول الجزائر الى سوريا جديدة؟؟

من دبي سيف العبد الله

 

 

تعيش الجزائر مرحلة سياسية يصفها المراقبون بالحرجة بالعودة الى عجز الرئيس عبد العزيز بو تفليقة الواضح عن أداء مهامه بسبب المرض وبسبب عامل السن حيث تجاوز بوتفليقة 79 سنة، إضافة إلى المخاطر التي تهدد النظام العسكري في الجزائر بداية من التنظيمات الارهابية في ليبيا ومالي الى المطامع الغربية في السيطرة على هذا البلد الذي بقي عصي لسنوات أمام محاولات التغيير وآخرها ثورات الربيع العربي.

 

 

في ذات السياق تنقل وكالة سبوتينيك عن الصحفي الجزائري عمر بن بختي تأكيده بأن التدخل الخارجي في الجزائر من قبل عدد من الدول العالمية الكبرى كفرنسا والولايات المتحدة الامريكية هو أمر وارد جدا خاصة في حال لم يتمكن السياسيون الجزائريون من الاتفاق حول خليفة بوتفليقة ومستقبل الجزائر بعده.

 


   
وبالتوازي مع المشاورات والمباحثات التي يجريها الساسة الجزائريون حول مستقبل بلدهم يؤكد الصحفي الجزائري   كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا تتصارعان لفرض نفوذهما على الجزائر. ويستدرك بختي بأن ما يغفله عن الساسة الجزائريون كما واشنطن وباريس هو اللاعب الاكثر قدرة على التأثير والتدخل في الجزائر الا وهي روسيا  محذرا من تحويل الجزائر الى سوريا جديدة وسط التمسك الروسي الواضح بحليفه التاريخي الجزائر وبين ما مخططات الدول الغربية للتدخل في هذا البلد.

 

 

جدير بالذكر أن علاقات وثيقة تربط موسكو بالجزائر وتعود إلى عهد الاتحاد السوفيتي، علاقات تعتبرها حكومة بوتين مهمة جدا لمستقبل النفوذ الروسي في شمال افريقيا وهو ما دفع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للتحول للجزائر وعقد محادثات مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في فبراير/ شباط الماضي من هذا العام، حول اتفاقية التعاون الثنائي بين البلدين، والموقعة في عام 2001، حول الوضع الأمني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

 


ويشير الصحفي الجزائري أن الأحداث الجارية في سوريا توضح رغبة موسكو في دعم مصالحها القومية في الجزائر، بما فيها التعاون مع الجيش الجزائري القوي المدعوم بالسلاح الروسي كما أن موسكو تعلم جيداً أنه عليها أن تُبقي عينها يقظة على  شمال أفريقيا والساحل، وهو ما يعطي  الجزائر أهمية رئيسية لها في المنطقة،ومن الواضح أن روسيا لا تريد أن يكون هذا البلد خارج الحلقة.

 

 

وفي إشارة الى امكانية تحويل الجزائر الى سوريا جديدة يقول بختي بأن التدخل الروسي في سوريا  في سبتمبر/ أيلول الماضي، سبقته مجهودات وعمل غربي كبير حيث فعلت الدول الغربية كل  شيء لكي يسقط النظام السوري لكن دون جدوى حسب تعبيره. وامام ما تخطط له فرنسا التي يبدو انها لازالت تعتبر الجزائر امتدادا استعماريا لها وكذلك واشنطن فأن الصحفي الجزائري يؤكد بانالتدخل في الجزائر لا يمكن أن يكون عبر هيئة الأركان العامة للجزائر، والتي تعتبر أقرب إلى روسيا من فرنسا والولايات المتحدة.

 

 


يذكر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يعيش وصعا صحيا متأزما حيث عانى من سكتة قلبية عام 2013، لكنه خرج منها سليماً غير أن وضعه الصحي يبقى حرجا خاصة مع تقدمه في السن. وانتُخب بوتفليقة لأول مرة عام 1999، وكان ترأسه للبلاد عاملاً هاماً في استقرارها وإعادة بنائها بعد الحرب الأهلية ـ المدعومة من قبل الجماعات "المتأسلمة" ـ  التي انتهت عام 2002.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه