2016-06-11 

#حسرة وطن .. أوجاع الوطن على طاولة #سيلفي

رؤية ناصر بن محمد العُمري

 روى حسن الحارثي رحمه الله حكايات ألم  عشناها في هذا الوطن  قام بتضفيرها  على نحو درامي  مؤثر  لتكون حلقة( حسرة وطن)  الأقدر على تجسيد حالة وطن يعيش الحسرة.

 

ونجحت الحلقة في جعلنا  كمتلقين  نعيش الحسرة  مضاعفة  مرة على تغلغل هذا الفكر الظلامي  وتمكنه من عقول أبناء هذا الوطن وشدة جفاءهم له.

 

 ومرة آخرى على رحيل مثقف تنويري  سخر قلمه المتمكن لرسم ملامح من أوجاع الوطن بريشة فنان مبدع خسرته الدراما  والوطنية  والإبداع  حيث  كانت رسالة الوداع له (  التحذير من خطر الإرهاب  )  ليغيب حسن ويبقى ماقدمه رمز للوطنية الحقة.

 

 

نجح ماقدمه سيلفي عبر  حسرة وطن في وضعنا إزاء حقيقة مؤلمة وقاسية (  كيف أن تلك التنظيمات الإرهابية تحولت للمتطرفين كوطن بديل ) .

 

 

استدعى  حسن حكايتين معروفتين أولاهما لاثنين من أبناء قبيلته هما زاهر الحارثي وناصر الحارثي  أحدهما ضابط طيار قتل مدافعا عن ثرى الأرض والآخر اختطفه الفكر الظلامي ليرحل الاثنان معا أحدهما في ميدان الشرف والآخر في طريق الظلال ليتركا اسرتهما في صراع مرير.

 

 

وهو ماجسدته الحلقة من خلال (غازي) الإرهابي  الذي فجر المسجد الذي يؤدي فيه شقيقه الضابط (صالح ) الصلاة ليرحل الاثنان معا مستحضرا استهداف مسجد الطواريء بأبها  الذي ذهب ضحيته رجال أمن ابرياء.

 

 

حرفنة الكاتب حسن الحارثي يرحمه الله برزت في التوليف السلس بين الحكايات والانتخاب المميز من بين كم القصص الذي تستحضره الذاكرة عند الحديث عن الفكر الضال واختيار الحكايات الاكثر قدرة على خدمة الفكرة وأحداث التأثير المطلوب  مع المحافظة على لياقة النص وحمايته من الترهل ولاغرابة فحسن يرحمه الله كاتب اكاديمي  حاصل على الماجستير في الكتابة المسرحية  من المملكة المتحدة.

 

 

فضلا عن توظيف دلالات أسماء الشخوص فالارهابي  حمل اسم غازي  فيما شقيقه الضابط حمل اسم صالح يكل ماتحمله المفردتين من دلالات واحالات تعبر عن وعي بتفاصيل الكتابة الدرامية والذهاب معها لأقصى نقطة تخدم الفكرة .

 

 

فيما كان العنوان  للحلقة  اقتناصا بارعا  فحسرة وطن جسدتها حسرة مكوناته (  الأب الأم الأخ الزوجة الأقارب رجال الأمن والمساجد  والمواطنين على وجه العموم ) .

 

 

لم يفت على كاتب النص  توضيح جهود الحكومة المضنية لاحتواء هذه الفئة بشتى الوسائل عبر المناصحة ثم العفو وتقديم الدعم المادي  ل(غازي )  بمناسبة زواجه.

 

لكن كل تلك المحاولات ذهبت ادراج الرياح وهو مايضاعف حسرة الوطن. 

 

 

الحلقة قالت بكل وضوح أن أصحاب هذا الفكر لايقتصر اذاهم على فئة  دون أخرى  بل إنه يشمل كل المحيطين بهم ولايسلم منه أحد فقد شاهدنا معاناة سارة والظلم الذي تعرضت له  كونها قبلت  بالإرهابي غازي زوجا  لكنه مالبث أن هرب وتركها واسرتها في بحر من الذهول والحسرة والألم .

 

 

سيلفي مايزال يواصل دوره التنويري الملهم في بناء الفكر الواعي وهذه الحلقة كانت رسالة توعية  فضحت كل مايتعلق بالفكر الظلامي وخطره  ودعاته .

 

وبينت خسة ونذالة أصحابه واستغلالهم كل السبل  للوصول إلى مآربهم الخبيثة.الحلقة كانت وجعا حقيقيا بكل معاني  الألم  حيث كشفت  حجم معاناة الوطن . 

وكان جزءا من دراميتها ماكتبه القدر حيث شاء الله ان يرحل كاتبها  ويكون آخر  ماكتبه رسالة وطنية شدبدة الدلالة حين  عاش حسن  ومات وهو يحمل هم وطنه.


وكان تنويريا يكتب لأجل الوطن والإنسان حتى وهو يهم بالرحيل.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه