2016-06-17 

#سيلفي يدعو إلى الإنصهار في مشروع المواطنة

( متابعة : ناصر بن محمد العُمري )


الدراماالحقيقية والجادة مشروع وطني يهدف إلى محاكاة الانتماء الوطني وتعزيز ورفع الروح المعنوية الوطنية، والتأكيد على أن كل فرد هو شريك في الوطن  بغض النظر عن أية اعتبارات. 

 

وهي تستطيع أن  تكون محطة محبة وجسرا نحو سلم اجتماعي مع الأخوة في المواطنةمتى تحولت بلاغا  مؤتمنا بتعبير ( علي الهويريني).

 


 فريق عمل سيلفي يخوض حربا في مواجهة أمراض المجتمع العربي خصوصا داء  الطائفية البغيض الذي تمكن  من وجدان المواطن العربي وسكن روع  شريحة ليست بالقليلة منهم. 

 


   ومن خلال حلقة ( نسف ) رفع  سيلفي  عقيرته بصوت الوطن وتبنى دعوة حضارية في وجه الطائفية لنمسك مجدداً بأيدي بعضنا، ونعود إلى المحبة والتآلف والمسامحة والتعايش الجميل الذي لطالما عُرِف عنا، والعودة إلى ما كنا عليه قبل هذه الصراعات الطائفية المقيتة التي تهدم الكيانات وتحيلها آثارا. 

 

 


وبعيدا عن مايثار حول المسلسل  وشخصية القصبي  وخلف الحربي وأوس الشرقي  وبقية طاقم العمل  في مواقع التواصل من  هجوم وتحفظات  واقاويل وتأويلات  فان القليل منها يمكن الالتفات له  وأخذه بالجدية اللازمة لأنه يفتقر لمنطقية الطرح ووجاهة القبول  ومعظم مايطرح هجوم ومحاكمة للعمل من زوايا ضيقة لاعلاقة لها بالدراما كفن له شروطه ومنطقة الخاص حيث لايوجد في الفن صحيح وخاطيء بالكلية حيث تغيب هذه المعادلة لصالح منطق  الاحتمالية  والنسبية  ومن المعلوم  أن  التعبير  الاقرب للغة الفن (مناسب وغير مناسب) بعيدا عن صرامة الصح والخطأ 
وبالعودة إلى حلقة  ( نسف )  سنجد أننا نكرر  ماقيل عن كل حلقة مضت حيث التفاعل الكبير مع المسلسل في مواقع التواصل الاجتماعي يشكل ملمحا ثابتا. 

 


 المغردون أطلقوا بعد حلقة البارحة   وسما وطنيا متغنين بالوطن ورموزه مما يؤكد ان الحلقة نجحت في خلق حالة وطنية متميزة  بدليل أن  عبارة  (وطني الحبيب ) تصدرت موقع  تويتر مساء البارحة  حين غرد حولها  مئات الآلاف من مرتادي الموقع الشهير معلنين تأييدهم  لمضمونها  ومؤكدين أنها حملت دعوة حضارية عبرت عن معاني الوحدة الوطنية معتبرين أحداثها بكل مفارقاتها جسرا نحو السلم الاجتماعي .  

 


أما لقطة ختام الحلقة - في ظني -  فكانت عبقرية وهي اللقطة الدرامية الاجمل هذا الموسم . 
كما كانت لقطة قتل الداعشي لوالده في سيلفي 1 هي الابرز في الموسم الماضي-  حيث لحظة العناق بين (عبدالرحمن النمر وطارق الحربي ) تختصر كل التفاصيل الأخرى  التي سبقتها  وتستدعي كل المعاني وكل ما يجب قوله  حيث لا سبيل لخلاص الوطن  من خطر الغد إلا عبر كل ما يصهرنا في مشروع المواطنة  عبر السيطرة على الطائفية  التي تهدد وحدتنا الوطنية وسلمنا الاجتماعي  وقد نجح سيلفي في ذلك وإن مؤقتا بدليل حالة تويتر الوطنية التي اعقبت الحلقة .

 


 أهمية مثل هذا العمل وحلقة ( نسف ) تزداد  في وقت نشاهد فيه أثر هذه الصراعات على دول محيطة بنا، حيث رمت بها الطائفية في أتون بحر متلاطم  ومزقتها شر ممزق  وروعت الطائفية  أبنائها  واذاقتهم الويلات المتعاقبة. 


ويظل  هنا السؤال حائرا هل تنجح الدراما بما تقدمه في مواجهة الواقع المصبوغ  بلون الطائفية؟ ؟؟؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه