2015-10-10 

جسد الأفق

فاطمة عبدالله خليل

مأنوس ذلك الحنين في روحها لأحلامٍ لم تتحقق بعد، يؤلمها أن يقتضب الناس أحلامها الجامحة في لفظة طموح؛ فما يسكنها حريٌّ بأن يبيد العالم ويُعمره. ما بالهم لا يفطنون ولا يدركون ولا يقدرون على قطف جزل المعاني من عناقيد اللغة الفارهة ببديع الألفاظ؟ بل وخطف النور من عيون الشمس على مقربة منها.!! تحتضن الأرض السماء، ويكاد خط الأفق يتعرج لتداخل تقاطيع أجزائهما ببعضها بعضا، وكل ما بينهما غير مأسوف عليه؛ إذ أحاله الإحتضان لقطع مفككة، أشلاء، وكل شلو منها أُحيل بفعل التلاحم لأشلاءٍ أخرى وأخرى وأخرى. فإذا ما تدفق حلمها في جسد الأفق، وانتفضت روحه بزلزلة ثلوج تكسو الأرض وتُهجِّر السماء؛ تنفض من على وجه البسيطة أسمال الموت المتوشح بالضياء حيناً وبالظلمات حيناً، تنفجر صيحة فتاة لطالما أرهقها إبهام الكون وقصر الحياة، وطموحها المجروح سهم انتزعته من جوف الروح تصيب به قهقهات الضباع، وتمضي قدماً في سباق مع الزمن؛ تشق طريقها نحو إعجام المستحيل وتفنيد الحياة. تلك الحياة التي منحتها خلوداً بولادة نجم هي نوره، فتظل في تحدٍ لا متناهٍ لمنافستها على لذة الإكتشاف؛ وأيّما اكتشاف.. إنه لذة تقبيل الشمس في وضح النهار، فكل من تُسوِّل له نفسه المغامرة يوماً؛ سيذوب جليد جسده؛ ليقطر على وديان الأرض مطر الجلود ونتن الأرواح. ما عدا تلك الفتاة؛ حيث لاقت للخلود طريقاً، وللشباب السرمدي سبيلاً؛ فزهرة الخلود لم تمت؛ بل ينعت في جوف الحية، ومن تمكن من انتزاع الزهرة من جوفها، حريٌّ به الحياة إلى ما لا نهاية، وفخورٌ به الخلود. وهذا ما فعلته هي.!!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه