2016-06-20 

خفايا الزيارة التاريخية للولايات المتحدة ومآل "رؤية السعودية 2030"

من واشنطن خالد الطارف


رغم الملفات الشائكة التي طرحها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إجتماعاته مع القادة الامريكيين طوال أسبوع من المشاورات إلا أن الهدف من زيارة الامير السعودي لواشنطن لن يخرج في مقدمته عن كونه سعيا لتجاوز الخلافات الثنائية وتجديد التحالف بين الرياض وواشنطن على أساس  إقتصادي صرف بعد إعلان المملكة عن برنامجها الاصلاحي لانهاء إعتمادها على النفط"رؤية السعودية 2030".

 

 


رؤية يؤكد سايمون هاندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، والمتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج العربي في مقال تحليلي له في موقع المعهد بأنها قادت ولي ولي العهد السعودي بعد مشاورات سياسية إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة وبالتحديد منطقة "سيليكون فالي" أو "وادي السيليكون" التي تضم أكبر وأعرق الشركات العاملة في مجال التقنية، ومقر شركة "أوبر" لخدمات نقل الأفراد في سان فرانسيسكو، والتي تشهد نمواً سريعاً شمل قيام المملكة العربية السعودية مؤخراً باستثمار 3.5 مليار دولار في هذه الشركة وكذلك الى مصارف الاستثمار في نيويورك والتي يهدف منها الامير محمد بن سلمان إلى مناقشة عمليات بيع جزئي لشركة النفط الوطنية السعودية "أرامكو"، وإستقطاب الشركات الامريكية الكبرى للاستثمار في المملكة.

 

 

 

وتعقيبا على هذه  الزيارة يؤكد الخبير الامريكي بأن ولي ولي العهد السعودي تعامل بذكاء مع قلة خبرته ديبلوماسيا و المرتبطة بصغر سنه من خلال توسيع دائرة مستشاريه وأعضاء الوفد السعودي الذي زار الولايات المتحدة والذي ضم وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير المالية إبراهيم العساف، ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ووزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي، ووزير الطاقة خالد الفالح، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان بالاضافة الى عدد من المستشارين. 

 

 

 

 نفس التوجه  إعتمده الامير محمد بن سلمان في تعاطيه مع عدد من القضايا الاقليمية وكذلك مع خطته الاصلاحية لانهاء اعتماد الاقتصاد السعودي على عائدات النفط حيث يعتمد ولي ولي العهد على مجموعة من المستشارين المؤهلين من بينهم  تركي الدخيل، مدير عام قناة "العربية" الإخبارية الشاب وأحمد بن عقيل الخطيب،  والذي  شغل منصب وزير الصحة.

 

ومحمد آل الشيخ، وزير الدولة، وهو محام متخرج من جامعة هارفارد، كان رئيساً سابقاً لمجلس "هيئة السوق المالية" السعودية وكذلك عادل فقيه، وزير الاقتصاد والتخطيط.

 

 

التوجه في توسيع دائرة المستشارين لا يقلل من طموح وذكاء ولي ولي العهد السعودي وفق الخبير الامريكي الذي يؤكد تأثر الامير محمد بن سلمان بعدد من التجارب أوروبية حيث يؤكد بأنه وفي مقابلة مع مجلة الـ "إيلكونوميست" في كانون الثاني/ يناير، صرّح  ولي ولي العهد السعودي بأنه يريد غرس ثورة في المملكة العربية السعودية تسير على خطى رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، ثم أعلن أنه من المعجبين برئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل، الذي نسب إليه القول: "الفرص تأتي خلال الأزمات".

 

وبالمثل، في ملف تعريف صدر في نيسان/ إبريل في مجلة "بلومبرغ بيزنس ويك"، حيث أشار إلى أن كتاب "فن الحرب" لـ سون تزو علّمه كيفية تحويل المحن لمصلحته.

 

 

طموح ولي ولي العهد السعودي وتوجهه الاستشاري وشعبيته الكبيرة في صفوف الشباب السعودي  لا يخفي وفق هاندرسون عدد من الصعوبات التي تنتظر تنفيذ رؤية السعودية 2030 وتحقيق اهدافها والتي  تتوقف على كيفية تقبل السعوديين لبعض الاجراءات القاسية وقدرتهم على الاقتناع بضرورة التخلي عن الوظائف الحكومية والتوجه نحو القطاع الخاصً وهو ما يجعل تحقيق الاهداف المرسومة يتطلب وقتا أكثر مما هو معلن.

 

 

إلى ذلك يشير سايمون هانرسون  أن  الولايات المتحدة ستكون محظوظة في مستقبل علاقتها بالسعودية بما أن الأمير محمد بن سلمان يفضل بشكل واضح تطوير المزيد من العلاقات مع شركات أمريكية. فقد اجتمع أيضاً مع رئيس "غرفة التجارة الأمريكية" ومختلف الرؤساء التنفيذيين للصناعات الحربية خلال زيارته لواشنطن في إطار سعيه لانجاح رؤية السعودية 2030.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه