2016-07-11 

هل أدمن العالم حقا نفط الشرق الأوسط ؟

من دبي سيف العبد الله

تمثل منطقة الشرق الأوسط مصدرا لا غنى عنه  لإمدادات النفط العالمي وإحدى أهم خزانات الأمان من الذهب الأسود، لكن ما تشهده هذه المنطقة من صراعات وتقلبات يجعل من صادرات النفط الشرق أوسطية غير آمنة.

 

 

 صحيفة الفايننشال تايمز  ووفقا لما نقلته عنها قناة  بي بي سي حذرت في مقال نشرته اليوم  من تزايد الاعتماد العالمي على نفط الشرق الاوسط، حيث تستشهد  الصحيفة بتصريح الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، الذي حذر عام 2006 من مخاطر الادمان على النفط الذي يستورد عادة من مناطق غير مستقرة في العالم. وأشارت الصحيفة أن العالم بعد نحو عشر سنوات ما زال يجد من الصعب عليه أن يكسر هذه العادة.

 

 


إلى ذلك تنقل الصحيفة عن رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، تأكيده  الأسبوع الماضي أن حصص النفط القادم من الشرق الأوسط قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ السبعينيات ومن المرجح أن تواصل النمو. وترى الصحيفة أن تصريحاته كانت تذكيرا مفيدا بنقطة الضعف التي قد تنسى بسهولة كبيرة في هذه الأيام، حيث أسعار النفط الخام فيها منخفضة، وهي أن العالم مازال قابلا للتعرض إلى صدمة في مجال الامدادات النفطية.

 

 

ورغم نجاح بعض الدول في فك إدمانها نسبيا عن نفط الشرق الأوسط إلا أن هذه المنطقة من العالم لازالت تحظى بأهمية كبيرة لدى الاقتصادات الناشئة والكبرى. وهو ما تؤكده الفايننشال تايمز حيث تشير إلى الولايات المتحدة  من بين البلدان المستلهكة للنفط، التي نجحت  في تخفيض اعتمادها على النفط المستورد، والعوامل الاساسية وراء ذلك تكمن في تباطؤ النمو بسبب الركود في 2007 – 2009 وازدهار استخراج النفط الصخري خلال السنوات الست الماضية، فضلا عن السياسات التي اتخذتها إدارة بوش.

 

 

 

وعلى عكس الولايات المتحدة تشير الصحيفة الى أن الاقتصادات الكبرى الناهضة باتت متعطشة أكثر إلى نفط الشرق الأوسط، كما هي الحال مع الصين التي نما استهلاكها للنفط بنسبة 73 في المئة خلال الفترة بين 2005 – 2015، إلى جانب انخفاض النسبة التي يغطيها انتاجها المحلي من 35 في المئة إلى 36 في المئة. كما زاد الاستهلاك النفطي في الهند بنسبة 60 في المئة خلال الفترة نفسها، وانخفض انتاجها المحلي من 28 في المئة إلى 21 في المئة.

 

 

وتخلص الصحيفة إلى أن انخفاض اسعار النفط شجع المستهلكين على الاستثمار في مجالات تؤدي إلى مزيد من الطلب على الطاقة. وكلما وطن العالم نفسه على فكرة أن أسعار النفط ستظل منخفضة، فإنه يحتمل أن يتعرض لصدمة شديدة بالارتفاع المفاجئ للاسعار.

 

 


إلى ذلك لا يزال القلق سيد الموقف عند الحديث عن مستقبل إمدادات النفط من البلدان المنتجة في الشرق الأوسط وهو ما  يعني أن الانقطاع المفاجئ في الامدادات النفطية خطر محتمل دائما.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه