2016-07-17 

النفط ..سلاح السعودية الجديد في معادلة صراعها مع إيران

من الرياض غانم المطيري

بعد عام من الإتفاق النووي زادت حدة الخلاف  السعودي الإيراني وتنوعت آليات ووسائل الصراع بين البلدين. فبعد أن كان  الصراع محتدما على عدة جبهات على غرار اليمن وسوريا، دخل النفط كواحد من أهم  الأسلحة في معادلة الصراع السعودي الإيراني حيث تحاول المملكة  عرقلة وتعطيل إستفادة خصمها من هذا الاتفاق.

 

 

 

سايمون هاندرسون مدير برنامج الخليج  وسياسة الطاقة في الخليج العربي في معهد واشنطن يؤكد في مقال له في موقع المعهد أنه ومنذ أن رُفع العقوبات النووية في كانون الثاني/يناير عن طهران، سعت كل من السعودية وإبران إلى استغلال سلاح النفط لتسجيل نقاط لفائدته على حساب الطرف الآخر. 

 

 

 


بالنسبة لإيران فقد مثل الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية عنها فرصة تاريخية لمحاولة استعادة نفوذها الاقليمي  وتحقيق طفرة إقتصادية من خلال الزيادة في إنتاجها من النفط حيث زادت  إيران من إنتاجها  الخاص بنسبة 750.000 برميل/اليوم. سعي إيراني كانت له السعودية بالمرصاد حيث حاولت  مارست  نفوذاها الكبير في السوق مستفيدة من وزنها وقيمتها العالمية والاقليمية في هذا المجال حيث يفوق إنتاجها أقرب منافسَيْها في منظمة "أوبك" مجتمعيْن (أي إيران بنسبة 3.66 مليون برميل/اليوم والعراق بنسبة 4.43 مليون برميل/اليوم) وفق ما يؤكده سايمون. 

 

 

 

ورغم الخسائر الكبيرة التي منيت بها السعودية بسبب تراجع أسعار النفط وعدم وجود تأكيد رسمي  بأن الدوافع السعودية من وراء هذه التكتيكات يعتقد الخبير بأنه ليس هناك شك أن أهم صانع قرار في ما يخص النفط في المملكة وهو ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان عازم على معاكسة طهران في كافة المجالات بما أن  الخطأ الأساسي في «خطة العمل المشتركة الشاملة» يكمن في تعزيز بروز إيران كقوة شبه نووية بدلاً من إيقافه وفق رؤية الرياض.

 

 

من جهتها، حاولت  طهران إستغلال رفع العقوبات الإقتصادية عنها وإستثماره بكل طاقاتها الممكنة فحافظت على صامتها بما أنها تعتقد بأنه بإمكانها تحقيق  فائدةً أكبر في الحفاظ على وحدة  منظمة "أوبك" الهشة، التي اقترحت تخصيص حصص أكبر لإيران في المستقبل.

 

 

 

من جهة أخرى ساهم الاتفاق النووي الايراني وكذلك إعتماد سلاح النفط في الصراع بين البلدين في إحتدام الخلاف الطائفي بين البلدين فبعد أزمة تدافع  تدافع الحجّاج المميت في مكة في أيلول/سبتمبر الماضي  قُطعت السعودية  العلاقات الدبلوماسية رسمياً مع إيران بعد مهاجمة السفارة السعودية في طهران - وهو حادث تلا إعدام السعودية لرجل دين وناشط شيعي مهم. ومؤخراً، فشل البلَدان في الاتفاق على تسويات للحج لهذا العام، لذلك لن يشارك الإيرانيون في هذه المراسم. كما أدلت طهران بتصريحات تحريضية حول تدابير اتُّخذت ضد زعيم شيعي في البحرين.

 

 

 

وبما أن أي طرف من البلدين لا يتوانى عن إستغلال الفرصة لتسجيل نقاط إضافية لصالحه على حساب الطرف الاخر فقد مثلت مشاركة رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وسفير السعودية السابق في الولايات المتحدة، الأمير تركي الفيصل، في اجتماع مجموعة المعارضة الإيرانية المنفيّة "مجاهدي خلق" في باريس وإنتقاده للنظام الايراني  دافعا جديدا لايران لمهاجمة السعودية بإتهامات مختلفة أهمها التدخل في الشؤون الداخلية رغم أن الفيصل لا يملك أي صفة رسمية في الوقت الحالي في السعودية.

 

 

ألى ذلك يعتقد سايمون بأن التفسير الواضح بعد هذه الازمة أن  المملكة العربية السعودية التي خاب أملها بسبب «خطة العمل المشتركة الشاملة» والتي تشعر أن إيران تنافس دورها القيادي في المنطقة لذلك فهي  مستعدة لتصعيد الأزمة.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه