2016-07-27 

خبير أمريكي : لا تتركوا جرائم داعش تنسيكم إرهاب حزب الله العابر للقارات

من واشنطن خالد الطارف

في الوقت الذي تركز فيه عدسات الكاميرا وتكثف فيه الجهود الدولية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية على أنه المصدر الاول للارهاب، يواصل حزب الله اللبناني جرائمه الارهابية العابرة للقارات وسط دعوات متزايدة للضرب بعصا من حديد على هذا التنظيم الذي تحيي هذه الايام عدد من البلدان ذكرى ضحايا هجماته الدموية.

 

 

بشاعة جرائم  حزب الله التي لا تحصى لا تقل وطأة ودموية عن جرائم بقية التنظيمات الارهابية  وفق ماثيو ليفيت  ومدير برنامج "ستاين" في معهد واشنطن، الذي كشف في مقال له بموقع المعهد بأن حزب الله  لا يزال يدعم الجماعات الإرهابية في الخليج بلا هوادة. ففي كانون الثاني/يناير أقدمت السلطات البحرينية على اعتقال ستة عناصر من خلية إرهابية مرتبطة بالحزب ومتهمة بالتفجير الذي وقع في تموز/يوليو 2015 أمام مدرسة للبنات في جزيرة سترة وأودى بحياة شخصين. وفي شباط/فبراير، أكّدت الحكومة اليمنية على وجود أدلة على "انخراط «حزب الله» في القتال إلى جانب الحوثيين في الهجمات المنفّذة على الحدود السعودية".

 

 وما يثير الاستغراب وفق الخبير الأمريكي أن حزب الله لا يتوانى في كل مرة على ترديد إسطوانته المشروخة التي تتهم السعودية بمحاولة اسكات صوته.

 

 وفي ذات  السياق أحيت الأرجنتين  في الايام الفارطة  ذكرى الجريمة البشعة لحزب الله اللبناني  عام 1994،  والتي استهدف مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية" ("آميا") في بوينس آيرس بشاحنة مفخخة أسفرت عن مقتل 85 شخصاً وإصابة 300 آخرين بجروح.

 

 

 

إلى ذلك يؤكد ماثيو ليفيت  أن المحققين الأرجنتينيين أصدروا في نهاية التحقيقات إتهاما صريحا للتنظيم بالوقوف وراء تفجير "آميا"، كما  صنّف الاتحاد الأوروبي الجناحين العسكري والإرهابي لـ «حزب الله» على أنهما كيانان إرهابيان في أعقاب تفجير بورغاس لتؤكد بدورها  الحكومة البلغارية (غيابياً) هذا الاسبوع الطابع الدموي والعابر للقارات لحزب الله بعد أن أعلنت  عن لائحة اتهام ضد اثنين من المهاجمين التابعين لـ«حزب الله»، وهما الأسترالي ملياد فرح والكندي حسن الحاج حسن، وكلاهما من أصل لبناني ويُعتقد أنهما حالياً في لبنان.

 

 

ويشير الخبير الأمريكي أن مسرحية الانكار التي يخرج بها حزب الله على المجتمع الدولي بعد كل جريمة ينفذها لم تعد تقنع أحدا بما أن نظرية المؤامرة التي يرددها أمين الحزب السيد حسن نصر الله الذي يوجه دائما  إتهاماته إلى اسرائيل بالتدبير لهذه الاتهامات أصبحت مسرحية منتهية الصلوحية حيث يجمع المجتمع الدولي اليوم على أن هذا التنظيم إرهابي ودموي.

 

 

ويكشف الخبير الأمريكي أن خطورة ودموية حزب الله تزايدت في السنوات الاخيرة بما أنه أصبح ضالعا في عدد من الصراعات والحروب الاقليمية في المنطقة حيث أصبح واضحا بما لا يدع مجالا للشك تورط هذا التنظيم في الصراع السوري. ذلك وانه رغم إنكاره منذ البداية إلا أن حزب الله لم يعد قادرا على اخفاءه دوره العسكري في سوريا  ففي آب/أغسطس 2012، أقيم مأتمان لقائدين عسكريين في الحزب، وقد أفادت الصحف التابعة لـ «حزب الله»، أن كليهما "توفي خلال تأدية واجبه الجهادي" في سوريا. وقد أبلغ مسؤولون أمريكيون مجلس الأمن الدولي في تشرين الأول/أكتوبر 2012 أن "الحقيقة واضحة للعيان بأن مقاتلي نصر الله أصبحوا الآن جزءاً من آلة القتل في يد الأسد". وبعد مرور شهرين، أكّد تقريرٌ صادر عن الأمم المتحدة وجود عناصر للحزب في سوريا يقاتلون بالنيابة عن حكومة الأسد.

 

 

وفي شباط/فبراير 2016، اتهمت "إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية" «حزب الله» بضلوعه في شبكة لتهريب المخدرات وتبييض الأموال تقدَّر عملياتها بعدة ملايين من الدولارات وتمتد على أربع قارات. ووفقاً لتقرير "الإدارة" المذكورة تربط «حزب الله» علاقاتٌ بعصابات الاتجار في المخدرات في أمريكا الجنوبية ضمن شبكة لتهريب الكوكايين إلى أوروبا والولايات المتحدة، علماً بأن عائدات هذه العمليات قد استُخدمت لتمويل عمليةٍ لغسل الأموال تُعرف بـ "صرف البيزو في السوق السوداء" وزوّدت «حزب الله» بـ "تيار من الإيرادات والأسلحة".

 

 

إدانة الحزب على المستوى الدولي توالت حيث اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب في بيرو أواخر عام 2014،  أحد عناصر «حزب الله» المدعو محمد أمدار. وعند إلقاء القبض على أمدار، وجدت الشرطة آثار من مادة "تي أن تي" وصواعق ومواد كيميائية تستخدم لتصنيع المتفجرات في منزله الواقع في ليما وفي محيط بيته.

 

وأشارت المعلومات الاستخباراتية أن أهداف أمدار تضمنت أماكن مرتبطة بالإسرائيليين واليهود في بيرو، قبل أن تدين قبرص في حزيران/يونيو 2015، عميلا  للحزب وهو حسين بسام عبدالله الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والكندية والذي اعترف بارتكاب جميع التهم الثمانية الموجهة ضده - بما فيها الانضمام إلى تنظيم إرهابي (هو حزب الله)، وحيازة المتفجرات (8.2 طن من نترات الأمونيوم)، والتآمر على ارتكاب جريمة.

 

 

ويختم ليفيت تقريره بالتأكيد على أن الارهاب والدموية التي تطبع بصمات حزب الله في كل أنحاء العالم يجب بأن تجد لها نهاية مضيفا بأنه  لا يجدر بأعمال الحزب التي توصف بالمشروعة في لبنان أن تجيز تصرفاته غير المشروعة في الشرق الاوسط وفي كل أنحاء العالم.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه