2016-09-08 

#ثقافة #الإستفزاز

رندا الشيخ

مما لاشك فيه أن الاستفزاز هو أحد الطرق المستخدمة لجذب الانتباه إلى شيء أو شخص باختلاف النوايا. فقد تصادف شخصاً يتعمد استفزازك فقط ليلفت انتباهك لوجوده ولمحبته، وقد تصادف غيره ممن يستمتع بإثارة غضبك أو يهدف إلى إصابتك بالفزع. 

 


فالإستفزاز يستنفر الحواس وتختلف نتيجته تبعاً للمرحلة العمرية والنضج الفكري للشخص الذي تم استفزازه، وبإختلاف الأدوات المستخدمة فيه والتي قد تكون ضاغطة على الأعصاب بشكل مبالغ فيه أحياناً، كأن تستفز طفلاً بكلمة أو تعبير وجه فيركض باكياً، بينما يضحك من حوله.

 


لذلك تسعى وسائل الإعلام مرئية كانت أو مسموعة في الكثير من الأحيان إلى استخدام الاستفزاز كوسيلة للتأثير في المشاهد لنشر فكرة أو تسويق منتج أو التشويق لبرنامج أو تكوين قاعدة جماهيرية لأحد العاملين فيها، ويتم ذلك بأن يتضمن الإعلان ترديد كلمة غريبة أو تغيير طريقة نطق كلمة معروفة أو تكرار المحتوى بشكل يدفعك لتغيير المحطة!

 


لكن ورغم أن كل ما سبق أفكار مشروعة ومن الممكن تقبلها وتعتبر من أساسيات فن الإعلان أو التسويق الناجح للسلعة أو للمحتوى أو للقناة نفسها، يبقى من المهم ألا يصل الأمر إلى الإنحدار بالذوق العام للمجتمع! فالمتابع الجيد للفضائيات المعروفة سيدرك أنها أصبحت تفتقر للإبداع سواء في الفكرة أو النص أو التنفيذ! 

 


ولصناعة محتوى يحترم عقلية المشاهد ويجذب اهتمامه لا يكفي أن تزين القناة إعلانها أو برنامجها بشخصية مشهورة بعدد متابعيها في مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ولم تحقق شهرتها لا بعلمها ولا بثقافتها ولا بإنجازاتها! بل من خلال تصرفات هي أقرب (للنطنطة) والتهريج المطعّم بالسخرية! ومن المحزن حقاً أن تصبح هذه النماذج قدوة يتهافت عليها الأطفال والمراهقون لالتقاط الصور التذكارية بدلاً من الشاب المخترع والشابة المفكرة!

 


وبعيداً عن تلك الشخصيات التي سئمنا الكتابة عنها ومنحناها أكبر من حجمها، أختم مقالي عزيزي القارئ بالقول إن المحتوى الجميل والبسيط إن نفذ بشكل احترافي ومبتكر فسينجح في تأثيره على المتلقي أكثر من استفزازه بتكرار محتوى فارغ شكلاً ومضموناً. ألا تتفق معي؟
 

التعليقات
وفاء
2016-09-08

ابداع يارندا

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه