2016-09-22 

لماذا فشلت #الرياضة #السعودية في # ريو ؟

من الرياض، تركي بن سعيد

اختتمت النسخة الحادية والثلاثون من  الأولمبياد التي استضافتها مدينة  ريو  دي  جانيرو  البرازيلية ، في البلد العاشق للمنافسات الرياضية بمختلف درجاتها وأصنافها. نسخة هذا العام كانت ناجحة  رغم الشكوك حول إقامتها أصلاً في بلد يمر بأزمة اقتصادية  خانقة.

 


بالنسبة للرياضة السعودية فقد سجلت حضورها  في ١١ مشاركة كانت أولها في أولمبياد  ميونخ ١٩٧٢ . و قد حققت  المملكة خلال نصف قرن ثلاثة ميداليات الأولى فضية فاز بها  العداء هادي صوعان والثانية  برونزية فاز بها خالد العيد في مسابقة قفز حواجز وكلاهما في أولمبياد سدني ٢٠٠٠ أما الثالثة فكانت ميدالية برونزية فاز بها في مسابقة  القفز بالحواجز فريق الفروسيه السعودي في أولمبياد لندن ٢٠١٢ .

 

 


وعلى الرغم من دخول السعودية هذا  الاولمبياد بوفد متكون من عدد من الرياضيين ( نساء ورجال) في عدد من الألعاب الفردية إلا أن المشاركة الوطنية للأسف لم تحقق اي ميدالية في أي  مسابقة، و لعل ما زاد مستوى المشاركة سوءا هو  إيقاف العداء السعودي يوسف مسرحي وحرمانه من المشاركة مستقبلاً في الاولمبياد وسحب كافة الارقام المسجلة بإسمه .        

 

   


  فشل المشاركة السعودية في هذا  العرس الدولي  الهام كانت  بسبب تضافر عدة عوامل وأسباب لا يمكن بأي حال أن تتحملها الهيئة العامة للرياضة وهي الجهة المعنية بالقطاع الشبابي والرياضي في المملكة لوحدها، فالمشاركة الضعيفة والمتواضعة مقارنة بالدعم الحكومي الكبير وآمال وتطلعات الشعب السعودي تتحملها جهات عدة، كما أنها تأتي كنتيجة حتمية  لقصور الرياضة المدرسية وإهمالها ، و عدم الاهتمام بنشأة جيل رياضي يبداء تكوينه من المدرسة وهي الحلقة الأهم في تأسيس وتكوين الرياضي ، فالرياضة المدرسية شبه ميتة  بالاضافة الى أن النشاطات الفعلية لا تواكب المأمول.  

 

 

 المؤسسات الجامعية هي الاخرى يجب أن تضطلع بدور هام وكبير في تطوير المهارات الرياضية سواء الفردية او الجماعية للرياضيين الجامعيين الذين يشكلون رافدا هاما وشريانا أساسيا لتغذية المنتخبات الوطنية ، فأغلب المشاركين في الاولمبياد من طلبة وطالبات الجامعات حول العالم، وهو مما يبرز الدور الهام  للجامعة  في منح الرياضي المناخ المناسب لممارسة الرياضة  وتهيئة  المنشأت الرياضية المناسبة أيضا .

 


ولعله  من المؤسف لنا وللعرب بشكل عام  ان بعض الرياضات المتجذرة منذ  آلاف السنين في  ديننا وحضارتنا وقيّمنا الاجتماعية لم تتحقق فيها  المشاركة السعودية والعريية الطموحات المرجوة  في رياضات مثل الرماية والسباحة وركوب الخيل حيث كان عدد الميداليات في هذه الرياضات قليلا جداً مقارنه بالإرث التاريخي لهذه الرياضات في عالم العربي والاسلامي .  

 

 

 

إضافة إلى أن  إستراتيجية تجنيس اللاعبين التي انتهجتها  بعض الدول خاصة المجاورة للسعودية للمشاركة في منافسات الاولمبياد ( الفردية منها ) لتحقيق الميداليات ، تعتبر حلا وقتيا وغير مجدي للمدى الطويل كما ان نشوة الانتصار لا طعم لها دون تحقيقها بسواعد أبناء وبنات الوطن.

 

 

المشاركة المخيبة والمتواضعة تجعل من رسم خارطة طريق جديدة لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠ ضرورة لا غنى عنها، لذلك فعلى   الهيئة العامة للرياضة  وضع خطة عمل  مشتركة مع وزارة التعليم لبناء جيل رياضي جديد يحقق امالنا وتطلعاتنا ، و لتكون  المدرسة الاساس الصلب للبرامج الخاصة بإكتشاف المواهب وتطويرها والتشجيع على الرياضات المختلفة.

 

 

لذلك فعودة المسابقات المدرسية في كافة الألعاب على مستوى وزارة التعليم في المملكة ، والاهتمام بالرياضة الجامعية وهي الحلقة الأهم في تطوير الرياضي مع نشر ثقافة الألعاب الفردية وتنظيم  البطولات الجامعية  التي هي رافد هام لبناء جيل رياضي متطور ، تعد خطوات ضرورية لضمان اشعاع الرياضة السعودية. إلا أن تحقيق هذه النتيجة  يجب أن يشمل أيضا سعي اللجنة الأولمبية السعودية للنهوض بالعمل الرياضي إدارياً ورياضياً لبناء رياضي سعودي يحقق لبلده وشعبه ما يطمحون اليه .

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه