2015-10-10 

نظام الأسد في رحلة البحث عن شرعية

من القاهرة، حسين وهبه

دعا مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، الولايات المتحدة والدول الغربية بقبول استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وأعرب الجعفري عن استعداد دمشق للتعاون مع واشنطن وغيرها في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. وطالب عشية الذكرى السنوية الرابعة لاندلاع الانتفاضة السورية، الولايات المتحدة والقوى الغربية بالتخلى عما وصفها بأنها استراتيجية فاشلة تقوم على محاولة تقسيم منطقة الشرق الأوسط . وأضاف الجعفري في لقاء لرويترز لا نريد أي فراغ في السلطة بالبلاد يثير الفوضى مثلما حدث في ليبيا والعراق.. وأفغانستان،وتابع أنهم بإمكانهم الإعتماد على الأسد في تحقيق الأهداف لإنه الرئيس الشرعي وتتبعه مؤسسات الدولة. و انتقد استراتيجية أوباما القائمة على تدريب وتسليح من يوصفون بأنهم مقاتلون معتدلون قائلا إن هذا أدى إلى وصول الأسلحة إلى أيدي الدولة الإسلامية. وقال الجعفري "نحن منفتحون على التعاون ، مطالبًا بإعادة فتح السفارات والعودة إلى سوريا ، ليكون التعاون مثمر بدلأ من التعاون المنفرد . ولم يعقب مسؤولون أميركيون على تصريحات الجعفري الأخيرة، مشيرين إلى تصريحات صدرت عن سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة رفضها الدخول في شراكة مع دمشق لمحاربة المتشددين. وكانت بريطانيا وفرنسا قد رفضت في وقت سابق دعوات لاعادة العلاقات مع حكومة الأسد. ويقول مسؤولون أمريكيون إنه لا يوجد تغيير في استراتيجيتهم تجاه الأسد حتى وإن انصب تركيزهم على قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعادي دمشق أيضا. لكن الجعفري أصر على أن بقاء الأسد الذي أعيد انتخابه رئيسا لسوريا هو الطريق الوحيد للسلام والوحدة.مؤكدًا إن "وفودا أوروبية عديدة" زارت دمشق لطلب تعزيز التعاون ضد الارهاب لكنه لم يذكر أسماء هذه الدول وقال دبلوماسيون لبي بي سي في فبراير إن بعض دول الاتحاد الأوروبي التي سحبت سفراءها من سوريا تقول في أحاديث خاصة إن الوقت قد حان لتكثيف الاتصالات مع دمشق. ويقول الدبلوماسيون إن الدعوات صدرت من السويد والدنمرك ورومانيا وبلغاريا والنمسا واسبانيا أو أنها ستلقى تأييدا من هذه البلدان بالإضافة إلى جمهورية التشيك التي لم تسحب سفيرها من دمشق. ويحظى الأمر بتأييد النرويج وسويسرا أيضا وهما من خارج الاتحاد الأوروبي. وتصر الحكومات الأمريكية وحلفاؤها في الغرب وبعض الدول العربية على أن أي حل سلمي للأزمة السورية يتطلب رحيل الأسد. كما نفى الجعفري استخدام غاز الكلور كسلاح كيميائي في سوريا، بعدما أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يدين استخدامه في سوريا من قبل أي طرف من الأطراف. وقال إن بعض الدول تحاول خلق ذرائع لمواصلة ما وصفه بالعدوان على بلاده، مستخدمة الآليات المتاحة في إطار المنظمة الدولية .مشددأ على أن اتهام حكومة دمشق باستخدام أسلحة كيماوية "ليس إلا أكاذيب." وأدانت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى الأسد بسبب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكومته في 2011. كما اتضحت صعوبة تدريب مقاتلي المعارضة السورية. وكان لحركة حزم في يوم من الأيام دور محوري في عملية سرية أدارتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتسليح مقاتلي المعارضة لكن انهيار هذه الجماعة الأسبوع الماضي يؤكد فشل المساعي الرامية إلى توحيد الدعم العربي والغربي للمعارضة الرئيسية التي تقاتل الجيش السوري.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه