2016-10-16 

السنة في لبنان ..جحيم المعاناة والإضطهاد لا يطاق

من بيروت، ندا سالم

كشفت قناة بي بي سي في تقرير لها عن حجم الاضطهاد  و المعاناة القاسية التي يتعرض لها  السنة في لبنان خاصة الشباب منهم بتعلة مكافحة الارهاب ومحاربة تنظيم الدولة الاسلامية.

 

 

وتشكو  أم عمر التي فضلت عدم الكشف عن إسمها خوفا من انتقام المؤسسة العسكرية اللبنانية حال اكتشاف هويتها حجم المعاناة التي يعانيها اللبنانيون السنة مشيرة الى إبنها اعتقل وعذب على مدار ثلاث سنوات ثم أطلق سراحه وهو في الرابعة والعشرين من العمر دون توجيه أية اتهامات له، مؤكدة بأنه ليس سوى رقم ومثال لما يتعرض لها اللبنانيون السنة من اظطهاد من قبل الشرطة والمؤسسة العسكرية.

 

 

وتضيف أم عمر بأن السنة في لبنان  مضطهدون من قبل أجهزة الشرطة والمؤسسة العسكرية  التي تسجن وتعذب الشباب على غرار إبنها دون محاكمة أو  توجيه تهم، مشيرة إلا أن هذه المعاملة القاسية والاعتقالات العشوائية تدفع شباب السنة في لبنان الى التطرف.

 

 


وتنتقد  المرأة اللبنانية في معرض حديثها القيادات السنية في لبنان التي لا تركز وفق تعبيرها سوى  على مصالحها ومكاسبها السياسية، دون محاولة التدخل لانهاء المعاناة التي يتعرض لها الشباب السني وعائلاتهم.

 

 


إلى ذلك تؤكد بي بي سي أن سجن رومية في بيروت يعد كابوسا للشباب السنة في لبنان نظرا لما تعرضوا  له فيه من صنوف التعذيب والتنكيل وفي هذا السياق يقول  أحمد ستيتيه، وهو سجين سابق قضى عاما ونصف دون محاكمة أنه في عام 2007، و بعد التوترات التي شهدها مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، اعتقل 50 شخصا وعذبوا واتهموا بارتكاب أعمال إرهابية. لكن أطلق سراحهم بعد ذلك دون توجيه تهم إليهم، مؤكدا انضمام أحدهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

 

 

ويضيف السجين السابق بأن الكثير من السنة يشعرون أنهم مستهدفون، وأن الحكومة تعاملهم بطريقة مختلفة عن المسيحيين والشيعة مؤكدا بأن سجن رومية يعج بالسنة، لكن عندما يتعلق الأمر بالشيعة (مؤيدي) حزب الله، لا يمكن لأحد أن يمسهم بسوء، حتى لو ارتكبوا جرائم.

 

 

 

إلى ذلك تؤكد بي بي سي ان  الشعور السائد في الاوساط  السنية  في لبنان هو أنهم يدفعون ثمنا غاليا للحرب ضد الإرهاب وصعود ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، كما يشعر الكثيرون منهم أنهم يعاقبون على ما تفعله مجموعة صغيرة من المتطرفين.

 

 


و تمثل المعاملة القاسية  والاضطهاد الذي تعرض له السنة في لبنان  حقيقة لا يمكن للحكومة اللبنانية انكارها حيث يؤكد  محمد صائب، وهو مستشار بارز لوزير العدل اللبناني ، بأن هناك مشكلة فيما يتعلق بالطريقة التي يعامل بها السنة في لبنان، مشيرا الى ان سجن رومية يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للحكومة اللبنانية حيث  يوجد فيه  نحو 4 آلاف سجين، بينما يتسع السجن لألفين فقط.

 

 

 

وتختم بي بي سي تقريرها بالتأكيد على أن  الشعور بحالة الاستياء واضحة  على نطاق واسع بين السنة في بلد يعرف بانقساماته الطائفية، مشيرة الى ان هناك حاجة للإصلاح بسرعة، لتجنب تفاقم التوترات في هذا البلد .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه