2016-10-19 

5 عوامل قد تتسبب في مواجهة عسكرية طاحنة بين السعودية وإيران

من واشنطن خالد الطارف

حافظت العلاقات السعودية الايرانية في السنوات الاخيرة على منسوب محدود من  التوتر لكن عدد من المؤشرات تشير الى ان الحرب الباردة بين الغريمين الاقليمين  قد  تتحول بالفعل الى حرب ساخنة تحرق معها الاخضر واليابس في المنطقة.

 

 

مجلة  نيوز ويك الامريكية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه بان التنافس السعودي الايراني  إعتمد طيلة سنوات على حرب الوكالة  في  عدد من دول المنطقة  على غرار العراق أو سوريا، اليمن، أفغانستان، البحرين، لبنان غير ان التصعيد والتوتر  بين الرياض  وطهران قد بلغ في الفترة الاخيرة مستوى خطيرا ينبأ بإمكانية تصادم الغريمين الاقليميين في اكثر من منطقة نفوذ.

 

 

ويضيف التقرير ان خمسة اتجاهات استراتيجية تشير الى  ان التصعيد قد يؤدي إلى مواجهة سعودية ايرانية الآن اكثر  من أي وقت مضى.

 

 

أول الاتجاهات الاستراتيجية التي تنبأ بالمواجهة الثنائية  هي المتعلقة ببؤر التوتر والتي قد يتم فيها التصادم الثنائي بين الرياض وطهران اليوم، ذلك ان الصراع السعودي والإيراني أصبح أكثر خطورة  في سوريا واليمن، ففي سوريا، تلتزم المملكة العربية السعودية بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الحليف المقرب من إيران، حيث هددت مرارا وتكرارا بتصعيد التدخل العسكري هناك، ربما عن طريق إرسال قواتها الخاصة، وهو ما قد يحصل عاجلا ام آجلا.

 

 

وفي هذه الحالة ستكون سوريا ساحة المعركة، بين السعودية و القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا وحزب الله اللبناني الذي يقاتل كل أعداء الأسد. 

 

 

أما في اليمن، فالصراع  الثنائي تصاعد كثيرا وإمتد إلى مياه الخليج العربي ، حيث التعامل المباشر بين القوات البحرية الإيرانية والسعودية يمكن أن يترتب عنه مواجهة متوقعة . ففي الأسبوع الماضي، حذرت طهران الرياض من  الاقتراب من  المياه الايرانية كما أجرى السعوديين   تدريبات بالذخيرة الحية في مياه الخليج العربي، في حين حافظ  الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، على مراقبة التصعيد  عن كثب وبقلق.

 

 


ثانيا، ومن الأسباب التي قد تؤدي للمواجهة وفق نيوز ويك هي  القيادة السياسية الجديدة الشابة في الرياض العازمة على تبني سياسة خارجية  أكثر حزما واتباع نهج أكثر عدوانية تجاه ما يعتبرونه تهديدا وجوديا من ايران، حيث  ضاق السعوديون ذرعا مما  يعتبرونه السلبية الأمريكية فيما يتعلق التجاوزات الإيرانية في المنطقة، وهو ما جعلهم حريصين  على تولي زمام الأمور بأنفسهم.

 

 

 

ثالثا يأتي الإدراك القوي للعواصم الخليجية بأن الولايات المتحدة قررت الانسحاب  من الشرق الأوسط. لذلك فالقيادات الخليجية تتوقع ما هو أسوأ،  وما هو  أخطر ألا وهو تسليم مفاتيح المنطقة لأسوأ عدو لهم، إيران.

 

 

 رابع العوامل الحاسمة هو أن روسيا حاليا تمثل لاعبا أمني كبير في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يجعل طهران تشعر بنشوة وجود حليف يمكن الاستفادة منه  بشكل كبير في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، والتي تبدو متوافقة مع روسيا . لذلك فإن احتمال انخراط  ايران في أعمال أكثر عدوانية واستفزازية يمكن أن يؤدي إلى حرب مع  المملكة العربية السعودية ودول الخليج.

 

 

وأخيرا، تحسنت قدرات ايران الصاروخية بشكل كبير، وهو ما  يعطيها وفق نيوز ويك  وسائل جديدة وقوية للانخراط في عمل هجومي مستقبلي خاصة في ظل تركيز إيران على مدى السنوات القليلة الماضية على تحسين دقة و زيادة مدى الصواريخ  وهو ما يكشف النوايا الحقيقة للنظام الايراني والذي يسعى للتصعيد دائما مع السعودية.

 

 

العداء المستمر منذ عقود بين المملكة العربية السعودية وإيران يسبق الرئيس أوباما، ولكن خلال فترة رئاسته، مع استثناء ملحوظ من اتفاق الحد من التسلح المحدود الذي تم التوصل إليه مع طهران لوضع حد لبرنامجها النووي على مدى العقد المقبل، إلا ان الادارة الامريكية ساهمت بطريقة او بأخرى في تغذية الاتجاهات الاستراتيجية الخمس المثيرة للقلق والتي تجعل  المواجهة الثنائية بين الخصمين الاقليميين متوقعة جدا.

 

التعليقات
saleh
2016-10-19

US administration under Obama agreed that Iran (should be) a partner with Saudi Arabia s in the Middle East. It is a "permission' to Iran to act out its ambition.

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه