2016-10-25 

خبير أمريكي: مصر تخسر الدعم السعودي والأمريكي بسبب سياستها الخارجية

من واشنطن خالد الطارف

تختلف القراءات والتحليلات حول  مآل الازمة السعودية المصرية  الراهنة ومدى تأثيرها على صمود تحالف الرياض مصر الذي بدا قويا بعد صعود السيسي للحكم غير أنه بدأ يتداعى بسبب السياسة الخارجية  المصرية التي ترى فيها السعودية إلتفافا على التوافق بين البلدين .

 

في هذا السياق يعتقد إريك تراجر، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وخبير في السياسة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، في تقرير له حول الازمة السعودية المصرية الراهنة أن التوتر الاخير بين المملكة ومصر يكشف عمق تباين وجهات النظر بين البلدين في عدد من القضايا ،لكنه في الآن ذاته يكشف تقلبات السياسة الخارجية المصرية التي وإن أفلتت وفق تعبيره من عواقب تصرفاتها مع الرياض وواشنطن فإن هناك مؤشرات على أن الأمر لن يتواصل على ماهو عليه.

 

 

ويضيف الخبير الأمريكي ان السعودية على مصر  بمساعدات كبيرة حتى  تستطيع الوقوف على قدميها، ولا سيما في السنوات الأخيرة. حيث سارعت الرياض بعد سقوط مرسي  لمنح القاهرة 5 مليارات دولار، ثم تعهّدت بتقديم 4 مليارات دولار إضافية في مارس/ آذار 2015 وبعد ذلك وقّع الملك سلمان بن عبد العزيز في أبريل/ نيسان اتفاقيات بلغت قيمتها 25 مليار دولار، غير ان مواقف القاهرة كانت مخيبة لآمال المملكة حيث  لم يف الرئيس السيسي بالتزاماته لقاء الدعم السعودي الكبير ، فقد رفض إرسال جيوشه لمساندة السعودية في عملياتها ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، كما ورفض المطالب السعودية بالتدخل العسكري في سوريا، بالاضافة الى مماطلته في تسليم  جزيرتي تيران وصنافير  التي إعترفت مصر بأنهما تابعتان للسعودية.

 

 

ويشير  تراجر الذي كان في مصر خلال ثورات إسقاط الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك عام 2011، وأجرى العديد من المقابلات مع قادة في الحكومة المصرية والجيش والأحزاب السياسية، الى أن تقلبات السياسة الخارجية المصرية ظهر في أكثر من مستوى إذ تعمد السيسي التقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته، من خلال صفقة الأسلحة بين القاهرة وموسكو بقيمة 3.5 مليار دولار في سبتمبر/ أيلول 2014،  رغم يقينه بتضارب مصالح الممول الاول للقاهرة السعودية مع موسكو في سوريا ، وبقدر ما يفعل مع السعودية، لا ينفك الرئيس السيسي عن التشديد على رغبته في تقوية العلاقة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، بينما يتعاون بشكل أعمق مع الخصم الرئيسي لواشنطن على حد قوله.

 

 


إلى ذلك أضاف تراجر بأن تصويت مصر لصالح القرار الروسي في مجلس الامن ضد المبادرة الفرنسية التي تدعمها الرياض سلط الضوء على التباين في وجهتي النظر المصرية والسعودية تجاه الصراع السوري. فالرياض تتخوف من أن يؤدي صمود الأسد إلى توطيد قوة خصمها الرئيسي إيران، بينما تتخوف القاهرة من التنظيمات الإسلامية السنية الأشد انخراطاً في القتال ضد الأسد، انطلاقاً من حذرها من معاركها الخاصة ضد التنظيمات الإسلامية .

 

وختم الخبير الامريكي تقريره بأن  نجاح السيسي في رهانه بالإفلات من عواقب هذا التصرف بدون خسارة المساعدات الأجنبية لن  يتواصل ذلك أن  تعليق المملكة العربية السعودية للمساعدات النفطية المخصصة للقاهرة  بالإضافةً إلى قرار واشنطن بتحويل مبلغ يزيد عن 100 مليون دولار كان مخصصاً لمصر إلى دول أخرى، يوحيان بأن التغييرات قد تكون قيد التنفيذ.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه