2016-10-28 

السعودية-تركيا-باكستان..الحلف القادر على إعادة السلام والأمن للمنطقة

من أنقرة، سعيد خالق

تتجه  منطقة الشرق الأوسط ،إلى إعادة التشكل من جديد وفق تحالفات من المنتظر بأن تنشأ على حساب أخرى، غير أن  تحالف جديدا قيد الانشاء من المنتظر ان تكون له الكلمة الفصل والدور الريادي في المنطقة في قادم السنوات ذلك الذي يضم السعودية وتركيا وباكستان ، والذي بإمكانه  تقليص  تدخل القوى الخارجية تدريجيا وتوجيه المنطقة نحو السلام والاستقرار الدائمين.

 

 


صحيفة  DAILY SABAH التركية اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت من خلاله بأن التطورات المتسارعة والصراعات المتعددة التي تشهدها  منطقة الشرق الاوسط من المنتظر أن تفرز حلفا ثلاثيا بإمكانه أن يبسط سيطرته على المنطقة ويقودها طيلة السنوات القادمة، ذلك الذي يتكون من السعودية و تركيا وباكستان.

 

 

 

 ويضيف التقرير أن الإنسحاب الأمريكي التدريجي من منطقة الشرق الاوسط ودخول لاعب جديد في الخريطة الجيوسياسية في المنطقة وهو روسيا سيدفع بعديد من الدول لمراجعة تحالفاتها القديمة ولبناء أخرى جديدة تلائم مصالحها وتضمن أمنها وسط مشهد تتطغى عليه الضبابية والدموية، ولعل الحلف الثلاثي بين السعودية وتركيا وباكستان هو الاقرب الان لقيادة المنطقة خلال المرحلة القادمة.

 

 

 

وينطلق التقرير من معطيات ملموسة وتغيرات جذرية تشهدها علاقة الدول الثلاثة بحلفائها التاريخيين و كذلك بعلاقة هذه الدول في ما بينها.

 

 

فبالنسبة للسعودية يشير التقرير الا ان الرياض تبدو اكثر وعيا بقيمة تغير الاستراتيجية الامريكية في المنطقة غير أنها مطالبة وفق التقرير بان تتخذ قرار حاسما تجاه الاستهداف الأمريكي الواضح لمصالح المملكة من خلال التقارب الامريكي الايراني والقرارات الأمريكية الاخيرة التي تستفز السعودية.

 

 

 

ناهيك بأن السعودية ستتجه تدريجيا وفق التقرير  الى رفع يدها عن دعمها لمصر التي تبدو أكثر ولاء لروسيا وغير عابئة بما تقدمه لها الرياض من دعم. وهي التغيرات التي من المنتظر بأن تدفع السعودية لتضع نصب أعينها تحالفها مع تركيا وباكستان كحل لحماية مصالحها وامنها خاصة في ظل علاقتها الوطيدة مع باكستان التي قبلت دون تفكير مساعدة الرياض بالعتاد والسلاح في حربها ضد الحوثيين في اليمن، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات السعودية التركية تطورا ملحوظا على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

 

 

 

إلى ذلك يضيف التقرير بانه ورغم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها السعودية إلا أنها ما زالت قوة إقليمية تتمتع بالنفوذ والقوة لتلعب دورا قياديا في مستقبل المنطقة.

 

 

أما بالنسبة لتركيا فيشير التقرير الى أن الإنقلاب الفاشل على حزب العدالة والتنمية جعل قادة الحزب والرئيس أردوغان على يقين من ان الحلفاء القدامى  في  حلف شمال الأطلسي خاصة واشنطن يستهدفون تركيا من خلال الوقوف وراء الانقلاب وعدم المساعدة  تركيا في إفشاله.

 

 

ويكشف التقرير انه ورغم ان انقرة ردت على ما تعتبره خيانة من حلفائها في الناتو بالتقرب من روسيا الإ أن الود الروسي التركي لن يدوم طويلا بسبب تضارب مصالح البلدين ذلك ان موسكو تدعم نظام السيسي الذي أطاح بالاخوان في مصر كما تربطها علاقات وطيدة بأحد منافسي تركيا في المنطقة وهي إيران.

 

 

لذلك فإن تركيا بدأت تفكر فعليا في إعادة ترتيب حساباتها وهو ما يجعل انخراطها في تحالف ثلاثي مع السعودية وباكستان أمرا منتظر جدا.

 

 

أما بالنسبة للمكون الثالث للحلف فهو الدولة الوحيدة من بين 3 دول التي تملك سلاحا نوويا وهي باكستان ، التي ترغب وفق التقرير في الخروج من تحت الوصاية الأمريكية التي لم تمنحها شيئا حتى الآن ،ونظرا لأن باكستان لديها  علاقات استراتيجية  قديمة ووطيدة مع المملكة العربية السعودية، كما أنها نجحت في بناء علاقات قوية ومتنوعة مع تركيا في السنوات القليلة الماضية، فإن الفرصة تبدو مواتية لبناء تحالف ثلاثي يراعي مصالح الدول الثلاث ومواقفها المشتركة من  مستقبل المنطقة.

 

 


ويختم التقرير بالتأكيد على أن العلاقات القوية بين السعودية وتركيا وباكستان ونفوذ وقوة وميزات كل بلد تعطي هذا التحالف الاولوية في قيادة منطقة الشرق الاوسط إلى السلام الدائم الذي تنشده المنطقة منذ سنوات.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه