2016-11-05 

لا ألم بعد اليوم

رندا الشيخ

هل تساءلت يوماً لماذا يحتاج الإنسان لأن يفعل إن كان الحديث كافياً؟ 
وهل يكفي أن نستمتع بجمال المفردات التي تردد على مسامعنا دون أن نرى دلائل تبرهن على صدقها؟  


هذه التساؤلات ظلت تؤرق منامي كي تتحرر من عقلي وتخرج إليك! فأنا أؤمن بأن الكلام لا يعني شيئاً بالضرورة، فهو يبقى كلاماً حتى يثبت الفعل عكس ذلك! لكن تأمل ما يحدث في أيامنا هذه سواء معك أو مع من حولك، وستجد بأن الأغلب يتحدث ويعد.. 

 

لكن لا أحد يفعل ما يقول أو يفي بما وعد! لقد أصبحنا نعيش في زمن نفتش فيه بيأس عمن يطبق ما يصدح به ليل نهار، وحين نجده صدفة بعد أن بدأنا نفقد الأمل في وجوده، نثني عليه ونمجد فعلته ونتداول الأمر وننشره وكأنه مخترع فذ! رغم أن ما قام به هو الطبيعي والمفترض! 


نحن في زمن تكاثرت فيه الألسنة وغاب التطبيق! لكن المفردات الجميلة والرنانة لا تسكت جوعنا ولا تقضي حاجتنا ولا تبرهن على صدق الآخرين ممن لجأنا إليهم أو وثقنا في قدرتهم على القيام بما نحن بحاجته، وحين نكتشف أنهم لا يملكون سوى ألسنتهم، نصاب بالخيبة ونتألم! 


نحن نتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية شعورنا بذلك الألم الناجم عن خيبة الأمل فيهم، لأننا ارتكبنا خطأً فادحاً منذ البداية لأننا اعتمدنا على غيرنا في تحقيق ما نريد مهما كان بسيطاً. 


اعتمادنا ذلك يقتل روح السعي فينا ويغرينا بالتخاذل والتكاسل واختصار الوقت والجهد بسؤال الآخر. 


صحيح أن الآخر قد يملك مفتاح بابٍ نحتاج عبوره للوصول إلى هدفنا بإختصار ودون تعب، لكن ذلك الآخر قد يساومنا ويطلب منا تنازلات كبيرة لا نقبلها، وقد يغرقنا بالوعود الكاذبة حسداً منه وغيرة أو قلة حيلة، فيضيع العمر في الإنتظار أو نتوه عن الطريق، وفي كلا الحالتين سنتألم! 


أختم مقالي عزيزي القارىء بالقول، بأن من مد يده ليساعدك لم يفعل ذلك إلا لأن الله سخره لك، وليس فضلاً منه أبداً. 

 

تذكر ذلك جيداً ولن تتألم بعد اليوم! 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه