2016-11-08 

#الانتخابات_الأمريكية .. #الرأسمالية أم #الليبرالية ؟

محمد الفهيد

تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية عدة ساعات حتى تنبئنا الصناديق عن هوية الرئيس الخامس والأربعين، فإما يعلن ترامب نهاية الحقبة الديمقراطية "الضبابية/المرتبكة" سياسياً ، أو تكمل هيلاري ما بدأه الرئيس باراك أوباما، وهذا ما لايوده البعض ويتمناه آخرون!

 


الرائي لحقبتي الرئيس أوباما يجدها قد تعرضت "لإعصارين" هامين أثرا بشكل مباشر أو غير مباشر على الولايات المتحدة الأمريكية من الخارج، وفي الداخل، وبذلك تأتي اختيارات الناخبين على حسب الأداء السابق للحزب الديموقراطي والوعود والتعهدات من المرشح  الجمهوري.

 

الأول كان الأزمة المالية والتي تكونت قبل تولي أوباما وأثناء رئاسته وبذلك كان في قلب العاصفة الزمانية والمكانية وقد قامت الحكومة الأمريكية آنذاك بوضع حلول لهذه الأزمة "الرهن العقاري والائتمان والمصارف" .


​أما الهزة الثانية فهي "الفوضى في الشرق الأوسط وإيران وداعش " والذي نشأ في منأى جغرافي عن الولايات المتحدة ولكنه أثر بشكل غير مباشر من خلال العمليات الإرهابية على الدول الحليفة والصديقة للولايات وأيضاً تأثر من جراءه بعض الدول الأوروبية في أمنها الدخلي وهي الشريكة مع أمريكا في حلف الناتو .


​هاتان الهزتان هما مؤثران رئيسيان في اتجاه سلوك الناخب الأمريكي لاختيار أحد المرشحين على أن الاقتصاد الداخلي والوظائف والدخل للفرد الأمريكي هو "الدافع الرئيس" للأصوات بالدرجة الأولى وما عدا ذلك "دوافع ثانوية" لاتهمه بذات الدرجة ولكن دائماً مايسعى الجمهوريين إلى ربط الأمن الخارجي للولايات المتحدة بأمنها الداخلي فيما يسعى الديمقراطيين دائماً للتأكيد على أن الاقتصاد الأمريكي يتعافى في العهد الديمقراطي.


​سيغادر الرئيس باراك أوباما بعد ثمان سنوات حافلة بأداء ديمقراطي بامتياز وخط بياني متأرجح بحدة خصوصاً في الأداء السياسي الخارجي المخيب والمنكفئ والخائن والمتخبط في الشرق الأوسط وهو يحمل معه جائزة نوبل للسلام!!


​الآن الصناديق هي أصدق أنباء من التكهنات وأوثق من الترشيحات وأدق من استطلاعات الرأي. هي بين المرشح رجل الأعمال البارز والفوضوي والمثير للجدل والذي انتقد سياسة الهجرة والأقليات والأداء الخارجي والمرشحة البارعة والمثابرة سياسياً التي أكدت على المبادئ الاقتصادية والسياسية للحزب .


مهما يكن من ترجيح لكلينتون من قبل بعض الأقليات والنساء والشباب لحماية "بوتقة انصهارهم" من الداخل  إلا أن ترامب ربما سيحظى باهتمام "البقية الصامتة" من الناخبين الرجال والبيض والقلقون من هيلاري!! 


وعلى أمريكا العظمى وذلك في الولايات المرجحة 13 ؛ وبذالك ستكون هذه الانتخابات بين الرأسمالية والليبرالية الأمريكيتين فلمن تكن الغلبة؟!!
 
*كاتب صحفي متخصص في الشأن السياسي

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه