2016-11-10 

محمد بن نايف ... قليل الكلام كثير الفعل

من جدة، سلمان الحارثي

أعلنت وزارة الداخلية السعودية قبل عدة أيام نجاحها في  إحباط محاولة إرهابية خطط لها الارهابيون لتفجير ملعب الجوهرة بجدة المكتظ بعشرات الآلاف من الجماهير معظمهم من صغار السن،غير أن هذا النجاح الذي تناساه الناس بمرور الوقت يخفي وراءه عملا أمنيا دؤوبا وجهدا إستخباراتيا كبيرا وجنرالا يتكلم قليلا لكنه يفعل الكثير.


في هذا السياق يؤكد الروائي والكاتب السعودي عبد الله البخيت في مقال له في جريدة الرياض   بأن هذا النجاح الأمني المهم هو حلقة من  سلسلة طويلة من النجاحات التي أوصلت رجل الأمن السعودي  إلى كشف مخطط تفجير الجوهرة، وإنقاض حياة آلاف من البشر الأبرياء.

 

 نجاح يقف وراءه  الجنرال محمد بن نايف،  الذي لو جمعت كل تصريحاته وخروجه في كل وسائل الإعلام فلن تجد ما يملأ نصف صفحة في جريدة، لأنه يتخذ من جهده و عمله الدؤوب أولوية و لأن ولي العهد يتخذ من عمله لغة وخطابا يتكفل بالحديث عن إنجازاته الأمنية التي يلامسها السعوديون مع إشراقة كل شمس وفي كل تفاصيل حياتهم اليومية.

 

  وتزداد قيمة النجاحات الأمنية السعودية المتتالية ومن ورائها نجاح الأمير محمد بن نايف  أمام طبيعة الحرب التي تخوضها السعودية على الإرهاب والتي من غير العدل أن تسمى حربا،  ذلك أن الحرب التي يعرفها البشر وفق البخيت  هي حرب ضد الآخر،  حرب يعرف فيها  طرف الصراع  خصمه من لغته أو بملابسه و عتاده وحجم جيوشه وعدته كما  بإمكان هذه الحرب التقليدية المتعارف عليها أن تنتهي بالصلح أو باستسلام أحد الطرفين وربما يتحول الأطراف المتحاربون إلى أصدقاء في يوم من الأيام.

 

 

 غير أن الحرب التي تخوضها السعودية بإشراف مباشر من ولي العهد على الإرهاب هي حرب إستثنائية إلى أبعد الحدود وهي كذلك حرب مع الخيانة والغدر وشهوة الانتحار وسيادة الخرافة، حرب لا صلح ولا مبادئ فيها ، المسافة فيها بين المتقاتلين تمتد بطول المسافة التي تقع بين الظلام والنور، وكذلك حرب يجب أن  لا تسمح بأن يتعايش النور والظلام في غرفة واحدة فيجب على  أحدهما  أن يلغي وجود الآخر.

 

حرب يكون فيها  رجل الأمني السعودي  كمن يدخل مغارة موحشة مظلمة رطبة لا يعرف ما الذي يمكن أن يصادفه مع كل تقدم ينجزه، حيث ينتشر الظلام الدامس  في كل مكان وحيث يمكن أن يكون المجرم المتربص هو من يجلس إلى جانبك أو ابن عمك .

 

و يغيب العدل  مجددا وفق البخيت في تقييم عمل رجل الأمن السعودي وجهد الأمير محمد بن نايف الكبير ،ذلك أن خبر إحباط العملية الارهابية الأخيرة وقبلها من عمليات يضيع بين زحام الأحداث والأخبار، كما يلف النسيان مأساة رجل الأمن السعودي، الذي يعد نجاحه خبر صغير يتلاشى بسرعة، بل على العكس يختفي نجاحه امام  نجاح غيره فيصبح خبر فوز المنتخب هو الأهم فتهلل وسائل الإعلام وتضج المجالس وتنهال التهاني والتبريكات وتزداد قيم عقود اللاعبين ويحمل المدرب على الأعناق .

 

 

 

 

هذا و يعد  الأمير محمد بن نايف  صمام أمن المملكة  فمنذ  تعيينه مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة ومن ثم بمرتبة وزير عام 1999 نجح في إنهاء خطر تنظيم القاعدة على السعودية بعد العمليات الدامية التي نفذها خلال الفترة بين عامي 2003 و 2006 حيث قام بتجفيف منابع الفكر المتطرف وبمطاردة والقضاء على فادة وخلايا التنظيم في السعودية .

 

 

نجاح جعل الأمير محمد بن نايف  مستهدفا حيث نجا في سبتمبر / أيلول 2009 من محاولة اغتيال نفذها انتحاري فجر نفسه بمجلسه في منزله بجدة ، وقضى الانتحاري في العملية ولم يصب الأمير إلا بجروح طفيفة، ليؤكد  الأمير بن نايف حينها بأن هذه العملية "لا تزيدنا إلا تصميما على استئصال الفئة الضالة كلها".

 

هذا و يتمتع الأمير محمد بن نايف بنفوذ كبير وقبضة حديدية في وزارة الداخلية بعدما تحول إلى الرجل الأول فيها.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه