2016-12-07 

أنثى البلدوزر

رندا الشيخ

قد لا يكون مسمى البلدوزر غريباً بالنسبة إليك عزيزي القارىء، لكن هل سبق وأن سمعت بأنثى البلدوزر؟

 

ربما لم تفعل! لكني أكيدة بأنه حدث وأن التقيت بها في أحد الأماكن العامة! وإن لم يكن مطعماً، فربما كان مجمعاً تجارياً أو سوبر ماركت! فهي تتواجد في تلك الأماكن وبكثرة!  لكن كيف تبدو تلك الأنثى؟

سأخبرك! 

 

 

إنها تأتي بأحجام متعددة، منها الطويل والقصير والنحيل والسمين، لكن تجمعها عدة نقاط، أهمها.. أنها لا تراك! فهي تنظر للهدف وتتجه نحوه بإندفاع لا يمكن إيقافه أو محاولة اعتراضه! وإن كنت تعيس الحظ ولم تتنبه لوجودها.. جرفتك وألقت بك بعيداً دون أن تلتفت إليك.. فهي كما قلت لك ..لا تراك، ولا يهمها أن تفعل! 

 

 

 

غالباً ما تحمل أنثى البلدوزر حقيبة كبيرة أو متوسطة الحجم على أحد أكتافها، بينما تمسك بيدها الثانية الأكياس التي تخفي ما ابتاعته بغض النظر عن الماركة، تاركة إياها تتأرجح وتصطدم بكتفك لتلقي عليك السلام وتمضي! وقد تقود عربة التسوق وهي تنظر نحو اليمين أو اليسار باحثة عن شيء ما.. فتدوس على قدمك بكل برود! وقد تساعدك على إظهار عضلات بطنك السداسية دون تمارين مجهدة بأن تغرس مقدمة العربة فيها! 

 

 

 

 

هذه الأنثى لا تنظر إلا نحو هدفها دون أي اكتراث لما قد يعترض طريقها.. بشراً كان أو جماداً! فاصطدامها بك لا يوقفها ولا يدفعها للإعتذار حتى لو كانت مخطئة وهي دوماً كذلكبل قد ترمقك بنظرة يتطاير منها الشرر ولسان حالها يقول: وخّر عن طريقي.. إنت ما تشوف!  

 

 

 

 

 

لا أعلم حتى الآن ما لذي تسبب في ظهور هذه الأنثى في حياتنا، ولماذا تفتقر للباقة وأدب التعامل مع الآخرين في الأماكن العامة. وأتوقع أنها لم تقرأ يوماً عن إتيكيت التسوق. لكن هل من الصعب لهذه الدرجة أن نحترم ونراعي الآخر كما نراعي أنفسنا وننتبه لطريقنا ونعتذر حين نخطئ ولو بإبتسامة؟ 

لن أطيل عليك أكثر! وكفانا الله وإياك شر أنثى البلدوزر! 

 

 

 

 

@Randa_AlSheikh 

 Randa_sheikh@yahoo.com 

 

 


 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه