2016-12-18 

باحث فرنسي: الغرب هو من صنع الإرهاب و هذا الحل للقضاء عليه

من باريس فدوى الشيباني

حمل الباحث الفرنسي المستشرق فرنسوا بورجا الغرب مسؤولية صنع الإرهاب مشددا على أن أول خطوة لمحاربة هذا الوباء المستشري هو إعتراف الغرب بذلك بدل تحميل المسؤولية للإسلام السياسي والعرب في إنتاجه.

 


 

موقع le desk الفرنسي  أورد في هذا السياق تقريرا نقل فيه عن بورجا تأكيده خلال لقائه مع برنامج ميديابارت،على أهمية اعتراف الغرب بدوره الأساسي في صنع وإنتاج الإرهاب والعنف، مؤكداً أنّه ما من حل فعلي لهذه الإشكالية التي يعاني منها العالم اليوم إن لم يعترف  الغرب بمسؤوليته إزاء ذلك، وإعادته النظر في طريقة تفسيره لظواهر الإسلام السياسي، والتأسلم، والإرهاب.

 

 

ويدحض الباحث الفرنسي من خلال كتابه الجديد" فهم الإسلام السياسي " كل الأطروحات التي تتبناها وسائل الإعلام الفرنسي، و معظم إصدارات المفكرين الفرنسيين الذين يهتمون بإشكاليات الإسلام، الإسلام السياسي، والتأسلم، والتي تفسر المعجم الحالي للخطاب السياسي الإسلامي على انه راجع إلى الإيديولوجية أو المرجعية الدينية فقط.

 

 

وفي ذات السياق يكشف بورجا ان خطاب الإسلام السياسي ليس قواعد لغوية ثابتة، كما يسوق له الاعلام الفرنسي بل هو  معجم موروث يمكنه حمل كلّ القيم الكونية وتأثيرات التيارات السياسية العالمية،حيث يكون صاحب ذلك الخطاب ديموقراطياً كـ الغنوشي أو راديكاليا كأبي بكر البغدادي على حد تعبيره.

 

 


و يحلل المستشرق الفرنسي أسباب الرجوع القوي  للخطاب السياسي الإسلامي في العالم العربي، على انه  تعبير عن حاجة العرب إلى تبني معجم سياسي باطني موروث، مختلف عن خطاب الغرب ( المستعمر)، ذلك أنه وبعد استرجاع المستعمرات القديمة لأراضيها، وبعد الاستقلال الاقتصادي،  تطمح هذه المستعمرات الآن  إلى الاستقلال الكامل عن الغرب، من خلال  التخلص من الخطاب الغربي ومعجمه، في محاولة للعودة إلى الأصول بخلق معجم سياسي محلي الصنع.

 

 

ويختم بورجا اطروحته بدعوة الغرب إلى  مشاركة  العرب والمسلمين الموارد الرمزية ممثلة في حرية التعبير العمومي والتمثيلية السياسية،  و الاعتراف بوجودهم كما هم دون أن يتم  فرض أسلوب عيش وفكر غربي عليهم، معتبرا ذلك السلاح الفعلي القادر على الحد من الإرهاب، بدل الاستمرار في إنتاجه.

 


يذكر ان فرانسوا بورجا كان قد زار اغلب العواصم العربية تقريبا و ألّف عددا من الكتب لتحليل وفهم الظواهر السياسية والتاريخية للمنطقة، وآخرها كتاب " فهم الإسلام السياسي" الذي  يقترح فيه أدوات جديدة لتحليل الإسلام السياسي. 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه