2015-10-10 

صفعة أخيرة لإخوان الأردن!

سليمان جودة

قبل أيام، قامت ثورة على جماعة الإخوان فى الأردن، ولكنها من نوع مختلف عن الثورة التى قام بها المصريون على الجماعة الأم فى 30 يونيو 2013. الثورة هناك، فى عمان، انطلقت من داخل الجماعة نفسها، وحين قامت عليها الثورة فإنها بدت وكأنها لم تستوعب الصدمة، وراحت، ولاتزال، تتصرف بعشوائية، وتتخبط مرة إلى اليمين، وأخرى إلى الشمال! والقصة بدأت عندما قررت تلك الجماعة، الفرع، فصل 49 قيادياً فيها، لمجرد أنهم رأوا أنها إذا لم تجدد نفسها، وتتفاعل مع عصرها، وتغادر تخلفها الموروث عن الأم فى القاهرة، فسوف لا يختلف مصيرها عن مصير الديناصورات التى اختفت بفعل الزمن، ولم يعد لها أثر ولا وجود! وقد كانت الجماعة الفرع، برئاسة مراقبها العام همام سعيد، الذى يوازى عندنا سيئ الذكر محمد بديع، تكابر فى مواجهة الأصوات التى ظلت تدعوها إلى أن تكون جماعة عصرية، لا جماعة حفرية، وكان مراقبها العام، ولايزال، يتمسك بأن يقف فى الخندق ذاته مع بديع، تخلفاً، وانغلاقاً، وتطرفاً، وسوء نية تجاه الأردن كله: شعباً، وملكاً، وحكومة! ولم يكن أمام الرجال الـ49 إلا أن يتصرفوا، وقد تصرفوا بالفعل، وتقدموا بطلب إلى الحكومة بتأسيس جمعية للإخوان، وحصلوا على الموافقة، ونشأت الجمعية الجديدة، واجتمعت، وانتخبت عبدالمجيد ذنيبات مراقباً عاماً لها، وأصبحت هى التى تملأ الصورة، فى حين انخرطت الجماعة الفرع، بتخلفها المعهود، فى خناقات داخلية، وصار كل واحد فيها يلقى اللوم على الآخر! الغريب أن الجماعة الفرع، برئاسة همام، قد استيقظت من غفلتها فجأة، وسمعنا أصواتاً من داخلها تدعو إلى انتخاب مراقب عام جديد، بخلاف همام، وانتخاب قيادات جديدة على مستواها كلها، لاحتواء الأزمة، قبل أن تجد نفسها فى طى النسيان! وكان الأغرب أن همام سعيد غادر فى غمرة هذه الأحداث إلى تركيا، للتشاور فى التنظيم الدولى هناك، بما يشير لك إلى أنهم جميعاً، سواء عندنا فى القاهرة، أو فى عمان، أو فى أى عاصمة عربية أخرى، لا يملكون من أمرهم شيئاً، وأنهم مجموعة من العرائس المتحركة، التى تمتد إليها خيوط من خارج الحدود، تحركها فى أى اتجاه تشاء! وقد كانت الإفاقة التى أدركت جماعة همام سعيد متأخرة للغاية، لأنها لم تغير من الأمر شيئاً، ولأن جمعية ذنيبات أعلنت على الناس جميعاً أنها منذ حصلت على ترخيصها، ومنذ إعلانها، ومنذ خروجها إلى النور، لم يعد لجماعة همام أى وجود! وربما تشهد الأيام المقبلة تطوراً أكبر، يقضى على ما تبقى من جماعة «همام» تماماً، إذا ما قرر زملاؤه مغادرة جماعته، واللحاق بالجمعية الجديدة، وعندها سوف يكتشف همام أنه يقف وحده، وأن تنظيمه الدولى فى تركيا لم ينفعه فى شىء، وأنه كان لابد أن ينفصل عن إرهاب «بديع» منذ وقت مبكر! وقد كانت جماعة همام تتصور أن ما حدث فى مصر، بمجىء الإخوان للحكم فى 2012، يمكن أن يتكرر فى الأردن، وكانت، بحماقة موروثة أيضاً، تتصرف على هذا الأساس، فلما سقط إخوان مصر سقوطهم المدوى كان للصفعة صدى هائل فى جماعة «همام»، فالتزمت، منذ تلك اللحظة، حالة من الكمون العجيب، وصارت تتحاشى كل مظاهر التحدى السافر للدولة الأردنية، التى كانت تمارسها استقواءً بالجماعة الأم، من قبل! وعندما تشكلت جمعية ذنيبات فإن خطوة كهذه جاءت وكأنها صفعة ثانية على وجه الجماعة الفرع! وإذا كان للصفعتين من معنى، فهو أن الزمن قد تجاوز الفرع فى عمان، بمثل ما تجاوز الأصل فى القاهرة، وأنهما، معاً، مدعوتان إلى الالتحاق بمتحف الحفريات فى العاصمتين! *نقلاً عن "المصري اليوم"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه