2017-02-25 

#الدين لا يتعارض مع #الترفيه

سعيد بن محمد القاضي

لسنا ضد الترفيه البريء ، بل معه وبقوه ، وندرك تماما بأننا لن نستطيع أن نعيد العجلة للوراء ، وندرك تماما بأن الكبت يولد الإنفجار، ونعي تماما بأن الدولة التي تنتهج أسلوب الرعاية الأبوية لن تنجح في ظل المتغيرات الحالية ومعطيات الحياة العصرية ، وثورة التقنية. 


ولنا في أوروبا عظة وعبره إبان هيمنة الكنيسة وتسلطها ، للدرجة التي كان فيها البابا يعزل ويعين ملوك أوروبا ، ويوزع صكوك الغفران ،  حتى ظهرت حركات التنوير المتزامنة والثوره الشعبية ضد هيمنة الكنيسه بنهاية القرن الثامن عشر والتي تزامنت مع الثورة الصناعية ، وما العلمانية إلا ردة فعل مضادة لتسلط الكنيسة ورجال الدين بآرآهم المحافظة المتشددة. 


أما نحن ولله الحمد ديننا دين الوسطية دين المحبة والسلام ،، دين العدل والمساواة ، الدين الذي كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يضع يده تستند عليها أمنا عائشة رضي الله عنها تتفرج على الأحباش وهم يرقصون بالحراب في المسجد ، في المسجد ،، ديننا دين سماحة وأنس وليس دين حزن وكآبه ، ديننا ذلك الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة ويصارع ركانه ، أما دين التهديد والوعيد والمبالغة في الترهيب على حساب الترغيب ، فهذا دين لا ندين به ، نحن على دين محمد صلى الله عليه وسلم. 

 

أردت بهذا أن أؤكد على أن الدين لا يتعارض مع الترفيه ، ولكن نحن حديثي عهد بصناعة الترفيه ،  بعد عقود من إختطاف المجتمع زمن الصحوه ، ذلك الزمن المظلم الذي ذبحت فيه الوسطيه ، وظهر فيه وعاظ دجنوا المجتمع ، وساقوه خلفهم كالقطيع ، قائلين : إتبعونا وأسمعوا وأَطِيعُوا فنحن نعرف طريقا للجنه لا تعرفونه ... نحن الآن في زمن إستيقظت الأمة على خراب الأوطان باسم الدين ، وعلى الذبح باسم الدين ، على الكآبة باسم الدين. 


ديننا أرحم ، ديننا أعدل ... ديننا دين الفرح والحب والسلام والسماحه .....  لن أطيل ... ما حدث من مهازل في مهرجان الكوميكون  ، أُريد له أن يكون هكذا ،، من قبل المنحرفين المنحلين والذي أجزم جزم يصل لحد القسم بأن جذورهم ليست من هذه الأرض الطاهرة ،  ومن قبل المتشددين ، وكل له أجندته الخاصه ....!

أنا مع الترفيه بوجود ضوابط ،، تراعي أننا جيران بيت الله العتيق ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم ،  ومهد الرساله ... مع ترفيه ،، يراعي حرمات الله ... ولعل ما حدث يصل لمتخذ القرار ويجعل هيئة الترفيه بيد أمينة تخاف الله وتراعي حرماته ، وأن يأخذ على يد الظلاميين الذين يحسبون الكآبة من الدين ،، ويلفض المنحلين أعداء الملة والدين وأعداء الوطن الذين يحسبون الحضارة إنحلال وإنسلاخ عن الدين..


كفى الله بلادنا شر الأشرار وكيد الفجار ، من المتنطعين والمتفسخين على السواء ..
والله أسأل أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض .

      سعيد بن محمدالقاضي
          ١٤٣٨/٥/٢٤هـ

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه