2017-02-27 

أغلى البطولات السعودية... سكود والقحطاني الحلم ورائه حلم !

من الرياض فيصل العسيري

توج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) مالك الخيل محمد بن عبيد القحطاني ليلة السبت الماضية بكأس الملك عبدالعزيز- رحمه الله –  في نسختها التاسعة عشرة، عقب فوز الجواد البطل سكود، ليكتب بذلك القحطاني قصة نجاح مختلفة في تاريخ سباقات خيل السرعة السعودية، بعد أن كسر احتكار ثلاثة من أكبر الإسطبلات السعودية الأزرق والأبيض والأحمر للبطولة، والتي يطلق عليها تاج البطولات السعودية التي ينظمها نادي الفروسية بالعاصمة الرياض. كما سجل المدرب الوطني حمد آل رشيد أسمه للمرة الأولى في تاريخ المدربين الفائزين بالبطولة، بعد محاولات عديدة  سابقة، حتى تحقق الحلم مع النجم ذو اللون الأشقر سكود، وبقيادة الخيال الأمريكي إيدي كاسترو. 

البطل في متناول اليد...

المالك محمد بن عبيد القحطاني، شأنه شأن بقية ملاك ومربي الخيل السعودية، دخل مجال إنتاج خيل السرعة من خلال إسطبل صغير متواضع في مدينة الدمام، من خلال مجموعة من الخيل العربية والخيل المهجنة الأصيلة، حتى انتقل لمدينة الرياض في صيف 2014، بعد أن بنى إسطبله بين إسطبلات الجنادرية، ليبدأ رحلته الجديدة في توليد الخيل، مستندا على خبرات سابقة وانتصارات محدودة في بداياته من خلال الجواد فخر الزمان، الذي حقق هدية الأمير الوليد بن طلال قبل تسع سنوات، وأختار في بداية هذه الرحلة الجديدة أن يبدأ في مجال إنتاج الخيول، ليشتري الفرس(غّيره) أبنة الفحل الذائع الصيت (شقران)، وكانت الرغبة في شرائها من منطلق أنها تحمل بين أحشائها مهرا من الأب المرغوب في وسط الفروسية الفحل(جواد)، حتى وضعت بعد ذلك حملها مهر أشقر جميل يكسو البياض وجهه، وسارت الأيام تباعا حتى عرض القحطاني هذا المهر بمزاد الجنادرية أكتوبر 2015، ووصل إلى سعر قريب من طموحه، لكن الأقدار شاءت أن يبقى لديه، لتبدأ بعد ذلك مرحلة تدريب ذلك المهر ومعها أطلق عليه أسم سكود، وموقعا مع المدرب حمد آل رشيد عقدا لتدريبه. 

البطل يعرض مرة أخرى...

دخل المهر سكود السباقات في صيف 2016، ومن أرض ميدان الملك خالد بمدينة الطائف، قدم من خلالها مؤشرات جيدة، غير أنها لم ترتقي لطموحات مالكه ومدربه، وقدمت فيه بعض عروض الشراء المناسبة لمستواه آنذاك، لكن الحظ والنصيب لم يستطيع أن يبعده عن مالكه، وبقي سكود يتدرب في الميدان، وينتقل بعد ذلك لمدينة الرياض، ومنها بدأ بمؤشرات جديدة على أرض ميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية، وصفت بأنها أفضل من سابقاتها، حتى جاء فوزه الأول ومنه تجددت بعض العروض المقدمة من الباحثين عن النجوم، إلا أنها لم تكن الفاصلة في انتقاله نحو إسطبل مالك جديد، ليأتي بعد ذلك فوزه الثاني الذي بدأ يحرك مشاعر الأمل لمالكه القحطاني ومدربه آل رشيد نحو اللقب الكبير، لكن الأمر المستغرب هنا، غياب تلك العروض للشراء فجأة وبالرغم من قرب موعد الحفل الكبير على كاس المؤسس، البطولة الأغلى والأكبر سعوديا، ونجاحه في التأهل لها، ولعل النظرة السائدة حينها في صعوبة الأسماء التي سينافسها وحظوظه القليلة في الترشيح كانت أهم الأسباب.

الحلم ورائه حلم ... 

ظهرت القائمة المبدئية للخيل المشاركة في كأس المؤسس قبل مساء السبت الماضي بخمسة أيام، ومن خلالها البطل سكود، حينها لم يكن في حسابات المتابعين والمراقبين ، إلا من خلال وضعه كخيل المفاجأة، أو من خلال نطاق ضيق جدا من قبل بعض هواة المرشحين، وكانت تلك حقيقة مقنعة على حد كبير جدا في الوسط الفروسي، إلا أن الإحساس والشعور من قبل مالكه ومدربه كانت تؤكد أن بإمكانهم أن يكونا نجما الأمسية الخالدة. ولعل ما يؤكد ذلك تلك المفارقة العجيبة والتي جاءت فكرتها في مخيلة مالكه القحطاني، في أن يشتري أمه الفرس(غّيره) بعد أن باعها قبل عام قبل سباق البطل سكود بيومين وبشكل سري للغاية !! ليبقى البطل وأمه في عرين إسطبله، بعد حلم جاءه في منامه على حد قوله.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه