2017-04-06 

#بريطانيا هل ستفتح الباب!

محمد بن فهيد

​هل يمكن القول أن "بريكست" المملكة المتحدة سقوط الحجر الأول من منظومة الإتحاد الأوروبي؟

 

 

بمعنى هل الخروج البريطاني سيجعل الإتحاد في حالة قلق دائم ، ذلك أن البريطانيين فتحوا الباب .. فبعد خروجهم لربما أصيب بمتلازمة "EXIT" خوفاً من فرضية تكرار طلب الخروج من قبل أعضاء آخرين كإيطاليا المصابه مالياً والدول البريطانية "إيرلندا " و "اسكتلندا" اللتان لاتريدان ترك الإتحاد الأوروبي مبدئياً ولو على حساب الانفصال من المملكة المتحدة!!

 

 

المتخصصون بالمذاهب السياسية في أوروبا ذهبوا إلى أن صعود اليمين المتشدد للترشح في العمليات الانتخابية والذي يغذي الشعبوية لدى الشعوب الأوروبية ؛ والتصلب الوطني والقومي لديهم ؛ لاستغلاله الدائم نزوح المهاجرين والذي أدى كما يزعم إلى عدة عوامل منها العمليات الإرهابية والأزمات الوظيفية والتغير الديموغرافي ؛ فمن منظور اليمين من الناحية الاجتماعية أن الاتحاد الأوروبي ساهم كمنطقة ممتدة ومفتوحة يسهل الوصول إليها والعيش بها والتنقل بين أنحاءها في هجرة اللاجئين الجدد إليه وخصوصاً مخرجات ما بعد فوضى الشرق الأوسط .

 

أما اقتصادياً فإن الاتحاد ومؤسساته صار يتعمق ويتسع ليصبح عبئاً مضافاً على الدول الأعضاء سواءً ألمانيا أو اليونان بسب تباين النمو الاقتصادي واختلالات اليورو .


وفي الجانب السياسي تأتي فرضيات نقص السيادة جراء التوغل في تكاملية الاتحاد وتضاءل قدرة دول الأعضاء على اتخاذ القرار السياسي الخارجي بانفراد أهم المبررات السياسية .

 

وكما أن نقطة الأمن والدفاع قد تطورت بعد تدشين أول مقر عسكري تنسيقي وعملياتي دون مستوى القتال والذي قد يتطور إلى جيش أوروبي ينقل الاتحاد من المنطقة المقاربة للكونفدرالية إلى المنطقة الأقرب للفدرالية وهذا مالا تريده بعض الدول المنافسة معه أو الشريكة له .  

 

​ بالجيوبولتيك .. نجد الجزيرة البريطانية أشبه ماتكون بالمنعزلة عن القارة الأوروبية وليست بالمتصلة بها وهي دائماً ماتنظر غرباً تجاه الولايات المتحدة بشيء من الأهمية والشراكة الدائمة وإلى دول الكومنولث أحياناً مايفوق النطاق الأوروبي وحتى انتمائها للاتحاد الأوروبي لم يكن خضوعاً ملتزماً وفاعلاً كباقي الأعضاء تحت سلطته ولكن أشبه بالتواجد الذي يشوبه التنافس حين والاختلاف أحيان وهذا سببه "الشخصية البريطانية" المتعمقة في القيادة والعظمة التاريخية مايعزز الدواعي الاقتصادية والسياسية لدى الداعين إلى الخروج والمصوتين له بنعم في الاستفتاء.

 

​من المؤكد أن لندن أرادت بالخروج من عباءة الاتحاد الأوروبي المكلف في المدى القريب والمثمر في المدى البعيد العمل منفردة مع الشركاء الاستراتيجيين في واشنطن ودول الخليج ودول الكومنولث وذلك للتأثير سياسياً واقتصادياً وعسكرياً بما يحمي مصالحها ويقوي اقتصادها في مناطق التأثير..


على الجانب الآخر الاتحاد الأوروبي سيحاول جاهداً إيجاد الحلول وتطوير مؤسساته والروابط الأوروبية فيما بين أعضاءه لتصبح أكثرمتانة ومرونة ؛ وذلك يظهر جلياً فيما طرحه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في "الكتاب الأبيض" والذي جاء فيه عدد من سيناريوهات متوقعة لمستقبل الاتحاد بعد البريكست ؛ ولاجدال أن برلين وباريس ستحتملان الثقل الأكثر لمواجهة بقاء الاتحاد بما يحمي وجوديته وغاياته وأن لايخرج آخرين على أثر البريطانيين فلربما كان ذلك سيناريو لتهاوي أحجار الدومينوز الأوروبية.  

• كاتب وصحفي متخصص في الشأن السياسي.
​​

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه