1480
عندي للقارئ اليوم ثلاثة كتب من أعلى مستوى مهني ممكن. أبدأ بكتاب بالعربية هو «أغصان الكرمة، المسيحيون العرب» من تأليف الدكتور عبدالحسين شعبان، وهو مفكر عراقي صديق له أيضاً كتاب «المسيحيون ملح العرب». العنوان هذا مأخوذ من قول السيد المسيح لتلاميذه «أنتم ملح الأرض»، وعنوان الكتاب الجديد مأخوذ من قوله لتلاميذه «أنتم أغصان الكرمة». أجد صعباً أن أفيَ الكاتب والكتاب حقهما في عرض مختصر. فأختار فقرات أرج
لفت الأستاذ منصور النقيدان الانتباه إلى مستقبل اليمن بمقالته الثرية قبل أيام، «اليمن بعد التحرير، خطر التقسيم وعودة الإخوان»، وذلك من رؤية سعودية وإماراتية، حيث يقيم ويلتقي بأصحاب الرأي فيها، فيمكن فهم مقالته بأنها رؤية إماراتية، وخصوصاً أن للإمارات دوراً كبيراً في «عاصفة الحزم» وتحرير عدن، وكذلك فهي صاحبة مصلحة بوصفها دولة جوار (تقريباً) لليمن. قراءة المقالة تفسر العنوان. الخطر عنده في الإثنين م
مددت الأمم المتحدة فشل مندوبها إلى سورية ستيفان دي ميستورا، فالبيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن هذا الأسبوع هو، فضلاً عن كونه بياناً، لا يحمل في طياته أي آلية تمكن المندوب الدولي من تنفيذ خطة طرح مثلها سابقاً لتطبيقها في حلب ولم تر النور، وبقيت العاصمة الاقتصادية السورية عرضة للحروب والانتهاكات، لا بل وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة لزيادة دعم المسلحين وتعطيل أي حل فيها، مهدداً مرة بإقامة
في علاقتنا مع الإعلام والمعلومة، نحن محكومون بالصورة أكثر من الخبر في أحيان كثيرة، لقد أصبحت الصورة أكثر سطوة وتأثيراً، وأبلغ في إيصال الرسالة، لأنها تتمتع بخصائص كثيرة جاذبة تجعلها حين تعرض أمامنا تشبه تماماً انطلاق الرصاصة إلى اللحم مباشرة، فتصيب عمق الروح وهناك تستقر، تلغي الصورة كل قدرات الممانعة والمنطق من عقل المتفرج، كما تسلبه رغبة الجدل والمناقشة، إنها تسرقك إلى الهدف الذي أراد مرسلها إيصا
في عزّ الأزمة المالية العالمية في 2008م، قال وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في حوار أجريناه معه ونشرته جريدة "الرياض" من واشنطن حيث كان اجتماع قمة العشرين يعقد أعماله لمناقشة الأزمة وقتها كان سعر برميل النفط قد شارف على (40 دولارا)، قال: "إن الاقتصاد السعودي قويّ وسوف يستمر في النمو يساعده في ذلك جانب مهم وهو أن المملكة كونت احتياطيات جيدة خلال ارتفاع أسعار النفط"، ورغم أن الارتفاع لم تكن موج
المشهد الأمني في تركيا بدأ يشبه ذلك الذي في الدول العربية التي تدوي الانفجارات في عواصمها ومدنها العريقة على وقع المشهد السياسي المرتبك. تركيا لن تتحول الى سورية التي تكاتف الجميع لتحويلها الى موقع استقطاب للإرهاب ولحياكة المصالح على أشلاء السوريين. لكن تركيا لن تتمكن ان تتسلطن على الشرق الأوسط بعد انحسار نفوذها لصالح إيران بقرار من الغرب والشرق معاً. فلروسيا علاقة متوترة مع تركيا ازدادت عدائي
لم تتحقق العدالة بعد لأهالي الغوطة الذين قتلوا بغاز السارين ليلة 21 آب (أغسطس) 2013. قبل أسبوعين، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بالتحقيق في الجريمة وتحديد المسؤولين عنها. لا تدع التجارب السابقة مجالاً للشك في أن التحقيق سيستغرق أعواماً طويلة وأن المجرمين قد يجدون ألف طريقة للإفلات من العقاب. سيعيد ذلك التذكير بأن "عدالة مؤجلة هي عدالة غائبة". لا تقل جريمة الغوطة الكيماوية عن انها فضيحة مشهودة ل
الأخبار الصحيحة مع الإشاعات والمبالغات تكاد تتفق على أننا على باب مرحلة مالية صعبة، فأسعار النفط هوت إلى أكثر من النصف، وقد تستمر في الانحدار. وهذه ليست المرة الأولى فقد سبق للمملكة العربية السعودية أن مرت بصدمة الاثني عشر دولارا للبرميل في عام 1986 وما تلاها من سنوات عجاف. ورغم أننا نعرف منذ قرن أن مدخول النفط زائل، فإننا على مدى عقود نردد دعوى السعي لتنمية «موارد بديلة عن مداخيل النفط». صارت
القصاص حياة، والقتل أنفى للقتل، والعدالة الناجزة هي ضمانة الاستقرار ودرب الدولة الرشيدة. بالأمس أعلنت السلطات السعودية عن تنفيذ حكم قضائي بات بإعدام عنصرين من تنظيم القاعدة، من الجنسية التشادية، قاما بقتل مواطن فرنسي في جدة غرب السعودية، عام 2004، وأيضًا تكوين خلية إرهابية، لقتل شخصيات من الدولة ومقيمين غربيين. الحق أنه ليس «أول» إعدام ينفذ بحق قتلة إرهابيين، كما يظن بعض الإعلام، فقد سبق في
مرت 150 عامًا منذ أن حظر القانون الأميركي على السادة اغتصاب المستعبدات. وقد حظرت جميع الدول المسلمة المعاصرة تقريبًا العبودية على امتداد القرن الأخير. إذن، لماذا يسعى «داعش» لقلب عقارب الساعة نحو الاتجاه المعاكس، حيث يقر ويروج بحماس لاسترقاق الإيزيديات. ينبغي أن نخرج من الفزع الذي يتملكنا حيال هذه العودة المتعمدة إلى العصور الوسطى، بدرس بخصوص تطور معتقداتنا وما يعنيه أن يكون المرء عصريًا. وينبغ
لا داعي للحيرة بشأن عروض إيران للتقارب مع دول الجوار العربي، لا قبل الاتفاق النووي ولا بعده. إنّ المفروض أنّ دول مجلس التعاون الخليجي تملك موقفًا موحَّدًا من العلاقات مع إيران ومتطلباتها وإشكالياتها. ولذلك ما كان ينبغي أن تثير زيارة وزير الخارجية الإيراني للكويت وقطر هذه الحيرة، وهذا التردد. يستطيع أي مسؤولٍ خليجي - أو هكذا أرى على الأقل - أن يقول للإيرانيين إنه بعد هذه السنوات الطوال من الوقا
شن المفكر المصري سلامة موسى حملة كبرى على الأجانب الذي يديرون صحافة بلاده. وكان يقصد طبعًا اللبنانيين الذين أنشأوا «الأهرام» و«الهلال» و«المقطم» و«دار المعارف» وسواها. كانت حجته أن الأجنبي مهما والى وصدق، لا يمكن أن تكون له مشاعر المصريين: لا يمكن أن يحزن مثلهم لغياب مصطفى كامل، ولا أن يفرح مثلهم لفوز سعد زغلول. والأرجح أنه كان في معظم الحالات على حق. ومع أن أنطون الجميل رئيس تحرير «الأهرام» كا
بعيد الحرب الثانية في أوروبا، ظهر نوع من المطالبات بتحسين أوضاع العاملين. ورأيي أنه نوع من الإضراب، لكنه ناعم، يجعل الإدارات تُفكر جدياً في حال العاملين لديها، لكنه لا يُعطل مصالح الناس بالمرّة، ولا يوجد فيه ما يُسمى بلغة النزاعات العمالية (بيكيتنج) Picketing – وهو حراك من قبل المضربين لمنع من لم يلتزم بالإضراب من مواصلة العمل. اعترف تاريخ المطالبات بتحسين الأوضاع في أوروبا وكندا وأميركا بنظام
هناك فجوة عميقة بين خطط الدولة التنموية بعد 30 يونيو وبين الحوار المجتمعي، وإذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي استطاع أن يعبر هذه الفجوة بعبقرية مذهلة حين أعلن عن مشروع شق قناة سويس جديدة فإن هذا لا ينطبق على المشروعات القومية الكبرى التي أعلنت عنها الدولة، ويرد النجاح الفائق لمشروع قناة السويس الجديدة إلى أن المشروع خضع لدراسات جدوى متقنة، وأنه عرض على الاكتتاب الشعبي، وبذلك أثار حماس المصريين لكي ت
لم يأتِ رئيس الأركان الأميركي المغادر الجنرال ريموند أوديرنو بجديد، عندما صرح الأسبوع الماضي بأن تقسيم العراق قد يكون الحل الوحيد لأزمة البلد الذي تمزقه الصراعات، وغادره الاستقرار منذ زمن، ولكن بشكل أكثر وضوحًا وأشد خطورة منذ الغزو الأميركي عام 2003. هذا لا يعني أن الجنرال أوديرنو الذي عمل في العراق ثلاث فترات متقطعة منذ الغزو، على حق في كلامه بأن التقسيم قد يكون الحل، لأن التقسيم سيقود على الأرجح
منذ إعلان طالبان عن تشكيل قيادته الجديدة، كان الكل ينتظر ويتوقع أن يقدم أيمن الظواهري ولاءه وقد فعل ذلك. التسجيل الصوتي بث في 13 من الحالي، لكن التاريخ معه أشار إلى 1 من الشهر، مما يعني أن الظواهري سجل «ولاءه» بعد يومين فقط من تأكيد طالبان وفاة الملا عمر (30 من الشهر الماضي). استعان الظواهري بكلمة مسجلة بالصوت والصورة لأسامة بن لادن فيها يقول: «بيعتنا لأمير المؤمنين هي بيعة عظمى (...) من مات وليس
وعد باستعادة عظمة بلاده، من دون أن يقدم خطة محددة لتنفيذ ذلك. وهو يستخدم تعبيرات وألفاظ دارجة ومبتذلة تجعله يبدو وكأنه رجل شارع عادي، على الرغم من أنه ملياردير. وهو نرجسي النزعة ومتعطش لجذب انتباه وسائل الإعلام. وعلى الرغم من كافة عيوبه الواضحة فإنه يحظى بشعبية كبيرة. إلى من أشير بكلماتي السابقة؟ إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل تأكيد. ولكن أوجه الشبه بينه وبين أحد السياسيين الأميركيين والمعر
من السهل (جدًا) تفهم وضع وقضية الدكتور نوري المالكي. رجل دولة، لامع السيرة، حسن النيات، عالي الكفاءات، أراد أن يحقق لنفسه ولبلده حلم العمر. وعندما تكون رجل دولة من الطراز الأول، أو النادر، لا يكون لك سوى حلم واحد: إقامة دولة القانون. أدرك السيد الدكتور أن الحلم ليس سهلاً، فطلب معونة أهم رجال الدولة في العالم: رئيس الولايات المتحدة الأميركية. ولهذا الغرض اجتمع بالسيد الرئيس باراك أوباما مرتين في ا
مع بداية الغارات التركية على مناطق شمال العراق، أصدر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بياناً عبّر فيه عن إدانة الجامعة للغارات وطالب تركيا باحترام سيادة الأراضي العراقية. قطر تحفّظت عن البيان، وإن شئت رفَضَت مضمونه. وقال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إن «قطر استاءت من عدم التشاور معها حول البيان. قطر دولة عضو في جامعة الدول العربية، والقرارات تؤخذ بالتوافق، لم يتصل بنا أ
«يا فرحَة ما تمت» البحرين أوقفت نشر جريدة إلى أجل غير مسمى، ونشرت «نيويورك تايمز» هذا الخبر «المهم» في السابع من هذا الشهر، ثم عادت بعد يومين لتقول أن الحظر رُفِعَ واستأنفت الجريدة الصدور. الجريدة هي «الوسط» وهي جريدة للشيعة في البحرين ورئيس تحريرها منصور الجمري. وقد سبق أن تعرَّضت لملاحقة من السلطات وحوكم بعض أركانها. شخصياً أؤيد صدور هذه الجريدة وعملها ضمن نطاق القانون. عندما أقرأ أخباراً