1660
أن يتورط بعض من حرقت أجساد ذويهم الأقدمين فى أفران النازى فى حرق بعض من ينزعون عنهم الإنسانية ويصنفونهم كأعداء ويغتصبون أرضهم وينتهكون حقوقهم ويمتهنون كرامتهم، لهو دليل دامغ على طاقة الإجرام والعنف والتطرف والكراهية التى يستطيع البعض توليدها والإبقاء عليها وتجديد مصادرها وتسريع وتأئر إنتاجها للشر. فى خمسينيات القرن العشرين، كتب فرانز فانون عن ضحايا الماضى الذين تتلبسهم فى الحاضر الوضعية النفسية
خلال أسبوع واحد ــ من ٢١ إلى ٢٨ يوليو الماضى ــ وقعت فى مصر الحوادث التالية: < يوم ٢١ يوليو نشرت جريدة التحرير على صفحتها الأولى خبرا تحت العنوان التالى: الإهمال يقتل ٦ أطفال فى حضانات مستشفى الدمرداش التابع لجامعة عين شمس. وفى السطر الأول للخبر ذكرت الجريدة أن «الإهمال الطبى وصل إلى مداه فى مستشفيات مصر». ومن التفاصيل علمنا أن الأطفال حديثى الولادة وضعوا فى غرفة الملاحظة لأنه لم يكن لهم مكان
كان الدكتور عبد الرحمن بدوي أحد أشهر أساتذة الفلسفة في القرن الماضي. درَّس المادة في بلدان كثيرة: مصر ولبنان وإيران وليبيا، وحاضر في بلدان أخرى. وهاجم كل بلد عمل فيه. واتهم زملاءه في كل مكان بالتآمر عليه. وقال إن رئيس الجامعة اللبنانية، الدكتور فؤاد إفرام البستاني، كان يسافر إلى باريس خصيصًا للدس عليه وعلى أدائه في الجامعة الفرنسية للآداب في بيروت. ختم الدكتور بدوي حياته الحافلة بالعلم والتعليم و
ليس صعباً على دول الخليج العربية مصافحة الرئيس حسن روحاني، وتوقيع اتفاق صداقة مع بلاده إيران، وطي خلاف ثلاثين سنة. نظرياً، هذا أمر سهل جداً لكنه يبقى اتفاقاً لا يساوي الحبر الذي يوقع به إن لم تكن له ضمانات. الصديق الأستاذ طراد العمري أهداني في مدونته مقالاً، عبر فيه عن رأي وخريطة طريق تتحدى تحذيرنا من إيران. ولو كانت للأخ طراد حظوة في بلاط المرشد، أو له كلمة في البيت الأبيض، ربما غيرت رأيي، وسرت
اقتربت للتحدث معه، بناء على طلبه، أثناء الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العربية الأخير الذي عقد بشرم الشيخ في مارس (آذار) الماضي، حيث كان يعتصره الألم، وأراد أن يوجهني بأمر ما، ولكنني لم أتمكن من فهم ما كان يود أن يقوله، مما أشعرني بالألم لعدم قدرتي على تنفيذ ما أمرني به. وعدت إلى مقعدي بعدما انتهى من كلامه، وتحدثت مع الزملاء في هذا الشأن. الغريب في الأمر، ونحن نتحدث، أننا وجدنا الأمير يرفع يده عال
طلبت مني دار نشر لبنانية نشطة، أن أكتب مذكراتي لتنشرها وتوزعها في بلادنا والعالم كله. شكرت المسؤول عن الدار واعتذرت، مع أنني فكّرت في الموضوع غير مرة في السابق. إما أن يكتب الإنسان قصة حياته وعمله أو يجد مَنْ يكتبها له، وبما أنني لست مهماً الى درجة أن يهتم أي كاتب محترم بقصة حياتي، فيبقى أن أكتبها أنا، خصوصاً أنني كنت قرأت يوماً قولاً للروائي أوسكار وايلد، هو أن لكل إنسان تلاميذه أو حوارييه، والذ
كتب جميل مطر مقالاً مهماً عن السياسة الخارجية لمصر خلال العقود الثلاثة الماضية، نشر في جريدة «الشروق» المصرية، بعنوان «تحركي يا مصر»، اعتبر فيه أن السياسة الخارجية لمصر أضرت بأمنها القومي، وذلك بسبب تدخل أجهزة أخرى غير وزارة الخارجية، حرمت مصر من ممارسة حقها في «تشكيل بيئة أمنية إقليمية جديدة في الشرق الأوسط». وهو يرى أن مصر وقعت ضحية «دول عظمى طلبت من أصدقائها الالتزام والطاعة والاطمئنان، بينما ر
يمكن قراءة المشروع الإيراني من زاويتين؛ الأولى في الداخل الإيراني، والثانية في الجوار العربي. في الداخل الإيراني لا يبدو أن المشروع الذي استمر حتى الآن ثلاثة عقود ونيفًا بقادر على تحقيق الاستقرار أو حتى انفراج الحريات في حدودها الدنيا، فما زالت الشعوب الإيرانية تعاني من الفاقة في معظم شرائحها الدنيا والمتوسطة، كما تعاني من نقص فادح في الحريات، لقد بنت دولة الأمن المستطاعة، ولم تبنِ دولة المواطنة ا
مفردة فقّاعة حسب معجم المعاني الجامع: شيء جميل ولكنَّه زائل أو خادع أو موهِم وجمعها فقّاعات أو فقاقيع وهي نُفَّاخاتٌ ترتفع على سطح الماءِ والشَّرَاب كالقوارير، تَنْفَقِئُ سريعًا. في المحكي العام لم نعهد استخدام مفردة فقاعة الاّ في رغوة الصابون، أما اليوم فقد شاع استخدامها في كلّ أمر يُشير إلى قرب نهايته وربما قبل البدء فيه وتستخدم أيضاً للإشارة إلى الوصول لمرحلة الانفجار. قالوا عن تضخّم أسعا
تخوض المهرجانات الصيفية في لبنان مواجهة مستمرة مع أقدارها، أو بالأحرى أقدار «الوطن الصغير» الذي كلما هَمَّ بتنفس الصعداء دهمته نوبة جديدة من الأزمات المتناسلة نتيجة مأزق عضوي ناجم عن طبيعة تكوين النظام الطائفي العاجز عن ابتكار حلول لأزماته المستعصية. وإذا مرَّ صيف بلا حروب ومعارك وتفجيرات تولد مشكلات شبيهة بمشكلة الزبالة التي زكمت روائحها الممزوجة بروائح الفساد المستشري أنوف الحالمين بصيفٍ طبيعيٍّ
الحالة الأكاديمية في العالم العربي لا تسر، إذ لم تسجل الجامعات العربية أي مراكز متقدمة في التصنيف الصادر أخيراً عن مركز التصنيف العالمي للعام 2015، وجاءت أربع جامعات سعودية، ومثلها مصرية، في قائمة الـ1000 جامعة، وغابت الجامعات السعودية البالغ عددها 28 من المراكز الـ500 الأولى، كما غابت بقية الجامعات العربية. هناك عدة معايير تختلف باختلاف التصنيف والدولة الصادر عنها، لكن المؤكد أن الحال مـــتقاربة
تداولت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أخباراً وتحليلات بأن هناك تبايناً واختلافات بين السعودية ومصر، خصوصاً بعد مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز، حول التعامل مع بعض القضايا العربية والإقليمية، كالقضيتين السورية واليمنية والتعاطي مع الملف النووي الإيراني وقضايا أخرى، لكن لم تستند تغطية هذه الوسائل الإعلامية إلى أي دليل مادي واضح، علماً أن وزيري خارجية البلدين، وفي مؤتمر صحافي مشترك، نفيا هذه الأخبا
الدين كجزء من المجال الثقافي، خاضع للتأثير والتأثر بصورة دائمة. بمعنى أن الأفكار الدينية وأنماط التدين ليست صلبة وثابتة، بل تتشكل وفق ظروف مختلفة. في هذا السياق نفسه، يمكن التأكيد على أن مراكز التأثير الثقافي تتغير أيضاً. فعلى سبيل المثال، كانت اليابان إمبراطورية مهيمنة في منطقتها، وثقافتها سائدة بقوة وسطوة السلاح. اليوم تجد أن الثقافة اليابانية مهددة بسطوة العولمة، حتى إن الثقافة الكورية لم تكتف
يتعرض «المشروع السعودي» لإعادة الاستقرار في المنطقة لحملات تشكيك واسعة. خرجت بهذا الانطباع بعد لقاءين في واشنطن، ومثلهما في برلين مع نخبة من الباحثين والديبلوماسيين المهتمين بالمنطقة، فهم ما بين غير المقتنع بأن الدافع للتحرك السعودي في المنطقة «أخلاقي»، أو يعتقد أنها لن تستطيع القيام بمهمة بهذا الحجم. بل إن ثمة قريبين يرون ذلك، كالأستاذ محمد حسنين هيكل، وهو الباحث والمتابع الجيد، الذي لا يعقل أن
كان التنافس بين إيران الشاه وتركيا أتاتورك على خدمة المشاريع الغربية، خصوصاً الأميركية، وكان الطرفان يكتفيان بتأدية هذا الدور، من دون الدخول في صراع مباشر على النفوذ في الشرق الأوسط. بل كانت الدولتان، بالتعاون مع إسرائيل، متفقتين على تحجيم المد القومي العربي القادم من مصر وسورية إلى العراق وبلاد الشام. وإلى جانب هذا الدور الموكل إليهما في الشرق الأوسط، كانتا تشكلان الجبهة المتقدمة في مواجهة الاتحا
تميزت دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1960 بالخطاب الطويل الذي ألقاه فيديل كاسترو ضد الرأسمالية المتوحشة (7 ساعات). كما تميزت أيضاً بانتقاد الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف لرئيس وزراء بريطانيا هارولد ماكميلان ومقاطعته. وقد أثارت تلك المقاطعة المهينة حفيظة الأعضاء الذين فسروا ردّ فعل خروتشيف بأنه خروج على سلوك الديبلوماسية المتبعة في الأمم المتحدة. أي الديبلوماسية المنضبطة في إطار الاحترام ا
أتكلم عن نفسي فقط وأقول إنني كمواطن عربي أرفض إطلاقاً القول أن إيران عدو لنا كإسرائيل، أو أنها العدو قبل إسرائيل. العدو هو إسرائيل وإيران ترتكب الخطأ بعد الخطأ إلا أنها لا تحتل بلداً عربياً بكامله ولا تقتل أهله بالجملة، أكثر من ألفين الصيف الماضي بينهم مئات الأطفال، وبالمفرق، فقبل أيام قتل الإسرائيليون فلاح أبو ماريا، وهو والد 11 طفلاً، بعد أن جرح جنود الاحتلال أحد أبنائه فرماهم بإناء صغير للزرع.
نضارة المجتمع وتطوره هو انعكاس حقيقي لانتظامه ونظامه والقوانين هي العمود الفقري التي تجعلنا قادرين على المضي قدماً في حركة مضبوطة ومحسوبة، إن النضارة التي نراها في بعض المجتمعات هي نتيجة العناية بقوانين تضبط حال الأسرة، تلك القوانين تكون في الغالب نتاج ثقافة ذلك البلد، وتقنينها، والعناية بتفاصيلها وإعطاء أعضاء الأسرة كامل حقوقهم على قدم المساواة في الجزاء والعقاب، جزء ضروري ينم عن نضوج ذلك المجتمع
بقيت تركيا حزب العدالة والتنمية خارج دائرة القتال والقتل في سورية والعراق أربع سنوات، واتُّهِمَ رئيس الوزراء ثم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بالتعامل مع «داعش» والإرهابيين الآخرين من الدولة الإسلامية المزعومة. تركيا استفاقت بعد أن تعرضت مناطق حدودية لهجمات وبعد عملية انتحارية وحشية داخل أراضيها. غير أن هذه الأسباب هي الجزء الأقل أهمية من التغيير في السياسة التركية، فقد كان أردوغان يأمل بالتعا
واضح ما تريده إيران في سورية والعراق مهما تطلّب من تحالفات عابرة أو أدوات مفتعلة في سبيل النفوذ الإقليمي والشراكات الاستراتيجية. طهران اليوم تتصدّر الأولويات الأميركية تماماً كما سعت وهندست، وهي تمكنت من إحداث اهتزازات في العلاقات الأميركية مع الحلفاء التقليديين لواشنطن وباتت البديل الميداني عنهم في الحرب الأميركية على «داعش». الغامض هو ما يريده رجب طيب أردوغان الذي يبدو اليوم انه يزاحم طهران «داع