1680
مزيج من اللامبالاة و»السينيكية» وجرعة مفرطة من المشاعر الطائفية والمظلومية المعممة، تفوح رائحته في الشوارع. كانت هذه حصة لبنان من الثورات العربية التي طرحت مسألتي الكيان والمجتمع على نحو أشد مما يبدو في الدول العربية التي عاشت الثورات وعاينتها. لا تكفي جريمة قتل ضابط في الجيش على قارعة الطريق لتحرك خوف المسيحيين مثلما خافوا قبل ايام على اثر مقتل رجل منهم بسكين في وضح النهار واعتبروا ان ثمة مخطط
عندما أرادت أنجليكا نويفرت الدارسة الألمانية البارزة في مجال البحوث القرآنية قبل عشر سنوات، التعبير عن انزعاجها مما آلت إليه البحوث حول القرآن في الغرب، قالت إن هناك «حالة فوضى عارمة في تأمل النص القرآني، وما عادت هناك مقاييس أو معايير يمكن الاحتكام إليها».. إنّ مناسبة هذا الحديث اليوم عن الدراسات القرآنية في الغربين الأوروبي والأميركي هو «الكشف» الذي أُعلن عنه في مدينة برمنغهام البريطانية. فضمن
لا تزال فرنسا كعادتها تحتفي بالفلسفة وتقدم الفلاسفة للعالم، متربعة على عرش هذا العلم الذي قدمت من خلاله عظماء مثل مونتسكيو وفولتير وسارتر وديكارت وغيرهم، ومنذ أن قرأنا عنهم واطلعنا على بعض فلسفاتهم وأفكارهم في دروس الفلسفة، يوم كانت الفلسفة مادة تدرس لطلاب الفرع الأدبي في مدارس الإمارات، ونحن مأخوذون بشخصيات الفلاسفة وقدرتهم على صوغ أفكارهم بطريقة مغايرة، تشبه الأدب وليست منه، وتشبه الدين وليست من
في الزمان القديم، كانت النجمة تُرى من وسط فناء المنزل، كانت تسقط ضوءها على العيون، فترى ما بداخلها وما حولها، واليوم أصبحت الأنوار الكاشفة تحجب النجوم وتركلها بعيداً عن مرمى البصر، فماذا يفعل الجالسون في وسط الأفنية الواسعة، إنهم يغلقون الأبواب ويضعون الأقفال الحديدية على القلوب كي لا يغزوها شعاع المصابيح المعلقة مثل الأطباق الطائرة، فلا يرون إلا أنفسهم، وبعد مضي زمن يجدون أنفسهم في حال الضيق والك
كان ملفتاً الخطاب التصعيدي للأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله الذي أكّد فيه أن لا تغيير في الموقف الإيراني من الحزب. قال نصرالله، في أول ظهور له بعد توقيع الاتفاق بين إيران و«الشيطان الأكبر» في شأن ملفّها النووي «إنّ علاقات إيران مع حلفائها تقوم على أرضية عقائدية تسبق المصالح السياسية (...) الولايات المتحدة (هي) الشيطان الأكبر قبل الاتفاق النووي وبعده». هذا التصعيد كان تصعيداً يخصّ ال
دستورياً نعلم أن المُشرع الكويتي أعطى الحق للنائب في توجيه السؤال للوزير، وعندما يصل الرد فالنائب أمام خيارين: فإما الاكتفاء بالسؤال إذا كان الرد مقنعاً ووافياً، أو التجهيز لتقديم استجواب في حال كانت الإجابات غير صحيحة؟ البداية الصحيحة اجتماعياً ودستورياً كذلك تكون عن طريق المصارحة والمكاشفة في اللجان، وبين النائب والوزير المعني لكن واقع الحال يقول إن النائب يحصل على معلومات من مصادر حول تجاوزا
صادقَ مجلس الأمن الدولي يوم 20 يوليو الجاري على الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى الكبرى وإيران في فيينا يوم 16 من الشهر ذاته. ويتضمن الاتفاق رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران منذ 12 عاماً، مع التأكيد على منعها من امتلاك القنبلة النووية. وبذلك أعطى مجلس الأمن لإيران «صك الغفران» كي تعود إلى المجتمع الدولي، بعد أن منحتها المجموعة «شهادة حُسن سيرة وسلوك» لتخرج من عضوية «نادي الشر»، وتضع
أقتبس عنوان هذا المقال من بحث للفيلسوف الألماني الشهير «مارتن هيدجر» ألقى باسمه في الندوة الدولية التي نظمتها «هيئة اليونسكو» في أواخر الستينيات بمناسبة مرور مائة عام على مولد الفيلسوف «كير كيجارد». وقد نشرت هذه الندوة في كتاب صدر بالفرنسية في سلسلة «أفكار»عنوان «كير كيجارد حيا». هذا الحكم القاطع «لهيدجر» مبناه أنه بعد ظهور العلوم الاجتماعية المختلفة كعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد وعلم السياسة وعلم ا
إذا كانت السياسة تحكمها المصالح، فإن الحروب يحكمها في الغالب مبدأ ميكافيللي، أي أن الغاية تبرر الوسيلة فيها. هذان الأمران اجتمعا في الصفقة الأميركية - التركية الأخيرة، التي جعلت أنقرة تشارك لأول مرة في الغارات على «داعش» ودولته الإسلامية المزعومة، وتسمح للطائرات الأميركية باستخدام قاعدة إنجرليك في العمليات ضد التنظيم. الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اشترط دائمًا للمشاركة في الغارات على «داعش» إقامة
ما بدأ يجري في تركيا يذكر بما جرى في سوريا. كانت سوريا حتى بعد انسحابها من لبنان مشغولة فقط به، وبزعزعة تركيبته لصالح حلفائها حتى تبقى لها اليد الطولى، فإذا بكل ما كانت تطارده في لبنان ينمو عندها ويتفرع في كل أحيائها. تركيا كانت مشغولة بالنظام السوري، كان هناك سباق بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مذ كان رئيسًا للوزراء، وبين الأحداث المتسارعة في المنطقة. فتحت تركيا حدودها لكل متسول لعمل إرهابي،
هناك نقطة تحول كبيرة في الموقف التركي من الحرب الدولية على «داعش» بسوريا. التحول هو في موافقة حكومة إردوغان الإسلامية على التعاون مع أميركا والناتو والتحالف الدولي في محاربة «داعش»، خصوصا بشمال سوريا، على الحدود التركية. رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، منظر الحزب الحاكم، قال إن السبب الرئيسي لتغيير الموقف التركي هو العملية الإرهابية التي نفذتها «داعش» في تجمع للأكراد ببلدة سروج، راح ضحيتها
أكتب هذه «الجعبة» من طوكيو، من غرفتي في «أوتاني الجديد». أكتبها، لا لأبدأ بها فصول رحلتي، بل لأنفِّس عن صدري في هذه اللحظة. الساعة الآن الرابعة صباحًا. إنني، منذ وصولي إلى طوكيو وأنا أعاني الأرق والبرد والزكام والسعال الديكي! فضلاً عن الشوق والحنين إلى الوطن والأهل وأحباء القلب جميعًا. وقد حاولت معالجة الأرق بالمطالعة، بالحبوب المنومة، بالاستسلام إلى حلم جميل، لكن من دون فائدة! كما حاولت معالجة ال
هناك تسارع في تطورات الأزمة السورية، وبحسب ما سمعت من مصادر مسؤولة، فإن التركيز الآن هو على مرحلة ما بعد بشار الأسد. ومن أهم التطورات على الأرض التحرك التركي العسكري، وإن كان منصبًا أكثر على ملاحقة المتشددين الأكراد بدلاً من «داعش»، رغم الإعلان عن مناطق آمنة على الحدود التركية - السورية. ومن التطورات المهمة أيضًا على الأرض ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن تمكن فصائل من المعارضة من ت
في مصر «الإخوان المسلمون» اخترعوا الإرهاب ومارسوه عبر 80 سنة أو أكثر ولا يزال أنصارهم يمارسونه من الدلتا والصعيد إلى سيناء وغيرها. في البحرين، جماعة الوفاق يقودها خونة ينفذون أوامر إيران وأتباعها ضالون مضللون. أتحدث عن أكبر البلدان العربية وعن واحد من أصغرها، وأزعم أنني أعرفهما كما أعرف نفسي، وعلاقتي مع كل منهما مستمرة منذ أيام المراهقة، وأعرف أهل البلدين كما أعرف حكامهما. أقول هذا لا تفاخراً ول
رحم الله رفيق الحريري الذي رفض مغادرة لبنان بعد التمديد للرئيس إميل لحود، أغلب الدول الصديقة حذرته من تهديد أمني مؤكد، لكن رده كان عميقا وملهما وحاسما: 'الوطن ليس فندقا'. دولة الرئيس، اعتذر عن نشر رسالتي لكم في صحيفة دولية بدلا من لبنانية، والسبب إقامتكم خارج لبنان، وحسب آخر أخبار وسائل الإعلام، يفترض أنكم في مدينة جدة، لكنني أعتقد أن الصحف السعودية لن تحبذ نشر هذه الرسالة مراعاة لمشاعركم واحتر
لفت نظري مقال نشرته مؤخرا دورية «السياسة الخارجية الأميركيةForeign Policy» تحت هذا عنوان: العودة إلى المستقبل أو Back to the Future المستعار من عنوان فيلم أو سلسلة من الأفلام تحت هذا العنوان، قامت كلها على الانتقال بين الأزمنة حيث يعيش الأبطال في زمن غير زمانهم، وعصر غير عصرهم. في أول الأفلام الذي عرض عام 1985 عاد البشر إلى الخمسينات من القرن العشرين، فكان مستقبلهم ذهابا إلى الماضي الذي يختلف جذري
فور استقلال اميركا من بريطانيا العظمى عام 1776، وقعت في إشكال سياسي كبير بات يهدد بقاءها، فلم تكن اغلب الولايات ترضى باستبدال لندن بواشنطن أي العودة لحكم مركزي جديد، لذا أصبحت لكل ولاية او دولة (تعني دولة State) حكومتها وبرلمانها وماليتها ونظامها الضريبي وجيشها او الميليشيا الخاصة بها، حتى لم يعد هناك ما يربط الولايات الاميركية المختلفة الا خيط رفيع من الرمال لا قيمة له، وهو ما كان يمهد لسقوط تلك
ثمة فائدة وحيدة من الحديث التلفزيوني الأخير للنائب المسيحي ميشال عون. في هذا الحديث الذي أجراه مع عون الزميل مرسيل غانم، تحدّث زعيم «تيّار التغيير والإصلاح» بثقة عن مستقبل النظام السوري بقيادة بشّار الأسد. توقع عون بقاء هذا النظام مسيطراً على سورية في ضوء الاتفاق الذي توصلّت إليه مجموعة الخمسة زائد واحد مع إيران في شأن ملفّها النووي. من يستمع إلى ميشال عون في الحوار الطويل مع مرسيل غانم، يتأكّد
إلى الآن تبدو إيران هي الفائز الأكبر من التحولات السياسية الحاصلة في المنطقة، وآخرها الاتفاق النووي مع الغرب. حيث يعد الإفراج عن 150 مليار دولار إنجازاً كبيراً أهدي لها، الأمر الذي سيمكنها من تمويل مشاريعها السياسية، على اعتبار أنها في ظل العجز المالي كانت تنفق على وكلائها مثل «حزب الله»، فكيف وقد صار عندها هذا الرقم؟ ومن صور فوزها أيضاً الهرولة الغربية، وليس الأميركية فقط، بل هناك توجس من أن المس
يملك مجلس الأمن بحكم صلاحياته إلغاء قرار سبق أن أصدره أو أكثر. وليس صعباً تبرير مثل هذا التحول. فالمبرر جاهز، ويستخدمه عادةً كل من يغير موقفه في أي مجال من مجالات الحياة وليس في العلاقات الدولية فقط، وهو تغير الظروف. غير أنه عندما يتعلق الأمر بمجلس الأمن، تصبح هذه الظروف رهن مصالح الدول الكبرى التي يملك كل منها نقض أي مشروع قرار، وتستطيع في حال اتفاقها فرض المشروع الذي تراه. وقد تضمن اتف