1740
بعد التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني، راجت بين الساسة الأوروبيين والأميركيين فكرة الدفع بحوار بين السعودية وإيران لحل مشكلات المنطقة. ظاهر الاقتراح منطقي، فلو اتفق البلدان لكان ممكناً حل معظم مشكلات المنطقة، وبغض النظر عن التصريحات الإيرانية غير المشجعة، التي لا تزال محتقنة بعبارات «دعم محور المقاومة» و «المناضلين في المنطقة»، التي لا تعني غير الاستمرار في السياسة نفسها التي أدت إلى المواجهة مع
ثمة نصر فلسطيني وعربي كبير على إسرائيل غاب عن الأمة هذا الشهر هو نجاح الحملة التي تدعو إلى المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل. الحملة بدأها في مثل هذا الشهر قبل عشر سنوات ناشطون فلسطينيون من جماعات الحقوق المدنية، حوالى 170 رجلاً وامرأة أذكر منهم عمر البرغوثي. وهم طالبوا بإنهاء الاحتلال، وإنهاء التمييز ضد الفلسطينيين في ما أصبح اسمه إسرائيل من بلادهم، وحق عودة اللاجئين إلى أراضيهم. إ
سنة 1931 حقق الممثل بوريس كارتوف شهرة سينمائية عالمية بسبب نجاحه في أداء دور شخصية فرانكنشتاين. ولم يكن فرانكنشتاين سوى شخصية خرافية، ابتكرتها الكاتبة ماري سيللي، لطالب سويسري كان شغوفاً بعلوم الفيزياء، وتجارب المختبرات. وقد ساعدته تلك الهواية على خلق شخصية في منتهى البشاعة والوحشية والنزعة الميّالة إلى ارتكاب الشرور والآثام. واعترف، في سياق السيناريو، أنه جمع أجزاء جسد تلك الشخصية من قطع الجثث ال
في أحيان كثيرة علينا أن ننظر للأعمال الدرامية التي تعالج قضايا معقدة وشائكة باعتبارها إعجازاً فنياً أو لنقل إنجازاً حقيقياً على أقل تقدير، نتحدث عن الأعمال التي تنفذ باحترافية على أيدي مخرجين، عملهم الإخراج وليس تصليح مكيفات الهواء، وبواسطة ممثلين كبار حقيقيين يمثلون كأنهم يعيشون حيواتهم الاعتيادية بتلك البساطة اللامتناهية في الحديث مع بعضهم، وفي الصراخ والبكاء والضحك وتدخين السجائر، والإحساس بالح
بخلاف ما يقوله المشككون، فإن الرواية الرسمية التركية معقولة. الأرجح أن تنظيم داعش هو وراء التفجير في بلدة سروج، جنوب شرقي البلاد، والذي خلف أكثر من ثلاثين قتيلاً. فانقضاض التنظيم ليس مفاجأة بل إنه متوقع، حتى إن الرئيس الأميركي لم يفوّت الفرصة للاتصال بالرئيس التركي، وإقناعه بوقف تدفق المقاتلين عبر الحدود إلى سوريا. وهذا يدفع للمراجعة والتساؤل، أين الخلل في الأحداث الماضية؟ الحقيقة أن موقف تركيا
في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية الأسبوع الماضي القبض على حوالي 400 عنصر ينتمون إلى تنظيم "داعش" الإرهابي كانوا ينوون القيام بأعمال إجرامية واستهداف مواقع مدنية وعسكرية.. أعلنت وزارة الداخلية تخريج 63 مستفيداً من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في كل من الرياض وجدة، المركز الذي يحظى بسمعة عالمية ويعتبر تجربة ريادية خارج إطار العقوبات القانونية. هذا الأمر يشير إلى رغبة المملكة
تغرق شوارع بيروت وجبل لبنان بالنفايات في ظل نزاع سياسي يعوّق تدبّر اللبنانيين شؤونهم ويكاد يوقف دورة الحياة العادية في هذا البلد. معروف أن الحفاظ على نظافة المدن يرقى إلى البداهات في واجبات السلطات المحلية والحكومات. وليس من خلاف حول الأهمية الكبرى لجمع النفايات والتخلص منها في عالم يعاني من أزمات بيئية تهدّد بعض جوانبها بانقراض الحياة فيه. في لبنان، ارتبطت أعمال التنظيف بما اصطلح على تسميته إع
أيّدتُ موقف الحكومة البريطانية ضد احتلال الكويت سنة 1990، ولم أؤيد أي سياسة لأي حكومة بريطانية منذ ذلك الحين، وإلى درجة أنني لم أشارك في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والخيار بين حكومة من نوع المحافظين الجدد، ومعارضة عمالية اشتراكية تريد أن تزيد الضرائب. هذا الأسبوع وجدت نفسي، ربما رغماً عن نفسي، أؤيد كلام رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن الإرهاب باسم الإسلام. هو تعهد بمواجهة «الأيديولوجية الإسلام
الآن وقد ختم الرئيس باراك أوباما تركته التاريخية بالاتفاق النووي مع إيران وبإحياء علاقة ثنائية قوامها الشراكة الإستراتيجية بين واشنطن وطهران، أمام دول مجلس التعاون الخليجي خيارات محدودة ليست كلها سيئة أو سلبية. الوقت ليس وقت الندب أو الندم. منذ البداية، أوضحت الولايات المتحدة ان المصالح لغتها وأن آخر همومها أن تُتهَم بالخيانة والانقلاب على الحليف. واضح الآن ان «الصبر الإستراتيجي» مارسته الديبلوماس
تحالفات الدول الحقيقية وسياساتها لا تبنى على الانفعال والعواطف وردود الفعل العجلى. تبنى على تقدير دقيق لميزان المكاسب والخسائر، حماية المصالح العليا، ودفع المخاطر الوجودية. منذ فترة، وهناك دعايات لا تكل ولا تمل من قبل جماعة الإخوان، وأتباعها، في الإعلام خاصة، لترويج أكذوبة أن السياسة السعودية قد اختلفت وصارت متحالفة مع الجماعة ضد مصر وبقية الحلفاء العرب. رغم تأكيدات المسؤولين السعوديين من كل الم
عندما أراد أنصار إيران ونصر الله من المصريين والعرب الآخرين التعبير عن فرحهم بالاتفاق بين إيران والمجموعة الدولية، من أمثال محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي وبشار الأسد والمالكي، ما ذكروا «انتصارات» حزب الله على الشعب السوري في القصير والقلمون.. وتلة موسى كما فعلوا من قبل، بل ذكروا حرب العام 2006 ضد إسرائيل، وانزعاج إسرائيل من الاتفاق، وتمكُّن إيران ونصر الله من «إخراج» أميركا من المنطقة! وهم دعوا العر
هل كان أحرى بنا أن نطلق على هذه السلسلة «مسافرو الصيف» بدل «الرحّالة»؟ أو في صورة أدق: «مسافرو العرب»؟ إنهم، في الحقيقة، رحّالة «هواة»، لم يكرّسوا العمر كله لهذا العمل، غير أن ما تركوه لنا يفوق أحيانا الاحتراف. يبدو لك ذلك فورًا عندما تستعرض كتابات الدكتور محمد حسين هيكل، أحد أعلام النهضة، وأوائل الحقوقيين المصريين القادمين من جامعة السوربون، والمشارك في وضع أول دستور مصري عام 1923، ومؤلف «زينب»،
الأخبار السيئة أكثر، خصوصاً في عالمنا العربي السعيد بجهله، وأكمل اليوم بها بعد أن قدمت للقارئ أمس أخباراً طيبة وصحيحة عندي مراجع تؤكدها. الوكالة الدولية للاجئين التابعة للأمم المتحدة تقول أن عدد اللاجئين السوريين في الخارج تجاوز أربعة ملايين، مع حوالى 7.6 مليون لاجئ أو مشرد آخر داخل سورية، ما يعني أن نصف سكان سورية تقريباً أصبحوا لاجئين. اللاجئون السوريون في لبنان يعادلون ربع عدد سكان البلاد
اعتداء «سوروج» جنوب تركيا كفيل بدفع الأتراك نحو انتهاج أسلوب أكثر قسوة واتخاذ خطوة أكثر تقدماً في الحرب على تنظيم "داعش"، فالعملية الانتحارية التي أودت بحياة العشرات لن يقف أمامها الرئيس أردوغان موقف المتفرج، بل إن من شأن هذا العمل أن يدفع الرئيس التركي إلى اتخاذ خطوات كان قد تحفّظ عليها أو لم يستطع تنفيذها. خلال الفترة الماضية شنت تركيا عملية استطاعت من خلالها القيام بعمليات دهم واسعة لمنتمين
بهجومه غير المسبوق على السعودية ومطالبته السمجة بوضعها تحت «الوصاية الدولية»، يكون نوري المالكي نائب الرئيس العراقي قد سدد ضربة قاضية لأي تقارب بين بغداد والرياض في الفترة القادمة، وبعد أن كان سببًا رئيسيًا في تردي العلاقات بين البلدين إبان توليه رئاسة حكومة بلاده، ها هو يختصر سياسة الحكم في العراق في التعاطي مع السعودية ودول الخليج. هذه التصريحات وإن كانت عدوانية ولا تتقاطع مع الدبلوماسية بشيء، ف
حين تَعِد إيران بتعزيز دعمها «محور المقاومة» و «المناضلين» في المنطقة، بعد توقيعها صفقة الاتفاق النووي، فذاك قد لا يعني سوى تبديد قلقهم الصامت من شقٍّ خفيّ في الصفقة، يُترجَم ببيعهم... ولا يعني لدول الخليج والعرب عموماً سوى تلويح بمزيد من التدخُّلات الإيرانية في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين. وما أعلنه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وبعده مستشار المرشد علي أكبر ولايتي، إن كان يرجّ
منذ وصوله إلى البيت الأبيض، انخرط الرئيس الأميركي باراك أوباما بعملية تجميل وتسويق للنظام الإيراني، لكن من سيجمل صورة الرئيس الأميركي ويسوّقه كرجل يتمتع بمصداقية ويعمل من أجل حل القضايا العادلة. قضية فلسطين لو أعطاها هذا الوقت وجمع الدول الـ«5 + 1» من أجلها، لكان دخل التاريخ كرجل سلام وليس كرئيس سيتسبب بحرب مذهبية لا يعرف أحد كيف ستنتهي. الاتفاق النووي الإيراني لن يجلب السلام، سيشعل أرضًا شاسعة تت
انتبهوا الى ما يقوله المرشد الإيراني علي خامنئي، لكن انتبهوا أكثر إلى تصريحات الرئيس حسن روحاني، فالأول صاحب السلطة المطلقة والقائد الحقيقي لـ «الحرس الثوري» وهو ينطق كالعادة باللسان العقائدي الذي لا يتوقع أحد أن تتغيّر بنيته أو لهجته في المستقبل المنظور، وإذ يسأل البعض لماذا تتغيّر طالما أنها أثبتت فاعليتها فإن بعضاً آخر يقول أنها لن تتغيّر لأنها «على صواب» (؟) أما الثاني، روحاني، فيذكّر ببعض مصط
في واحد من أيام شهر يونيو (حزيران) الماضي، أخذت تاكسيًا لقضاء مشوار سريع في وسط القاهرة، وما إن جلست إلى جوار السائق حتى بدأ كأغلب زملائه في العاصمة المصرية يشكو من الأحوال ومن ظلم الأيام! هذه المرة، كانت الشكوى مختلفة، لأن صاحبها بدا أمامي، في لحظة، وكأنه واحد من المُنظرين الكبار، الذين يضعون إطارًا واضحًا للأفكار، قبل أن يطلقوها بين الناس! كان كل ما يشغل بال الرجل أن القانون كفكرة ليس موضع
عدم قبول الآخر، وتضخيم الذات هما جناحا الشيطان لخلق الكراهية، وما يندرج تحتها من تجريم، واستصغار، وإقصاء، وعنف لفظي، وجسدي، وإلغاء، وعدم اعتراف بحق الآخر في العيش الكريم، وحق التعبير، وحق التملك، وحقوقه المدنية الأخرى في القيادة والمشاركة، وأداء الواجب حتى، ولقد ابتلت هذه الأمة أكثر من غيرها، وعلى مختلف العصور بوجود محاور للشر تسعى للشقاق، وتوليد الفرقة، والاجتهاد في غير الصالح العام وتغليب الفردي