1820
أوائل السبعينات قررت الحكومة اللبنانية إقامة نصب تذكاري للشيخ بشارة الخوري، أول رؤساء الاستقلال. وأوكلت العمل إلى نحّات معروف. وقبل إنجاز النصب ذهب نجل الشيخ بشارة يتفقد البرونزية الضخمة. تأمل، ثم تأمل مليًا، ثم تأمل من جديد، والتفت إلى النحّات بكل أدب قائلاً: هذا المنحوت لا شبه بينه وبين الوالد على الإطلاق. بكل هدوء وثقة في النفس قال الفنان المكلّف: «ما عليك. بكرا بتتعود عليه». العادة طبع ثانٍ،
هل يعرف القارئ أن لبنان يتقدم العالم كله في استضافة اللاجئين؟ التقرير الأخير للأمم المتحدة عن اللاجئين يقول إنه مع نهاية عام 2014 كان هناك 59.5 مليون لاجئ، هُجِّروا من بلادهم بالقوة، مقابل 51.2 مليون لاجئ في السنة السابقة. وفي حين أن عدد اللاجئين في تركيا أكثر منه في لبنان (1.59 مليون لاجئ مقابل 1.15 مليون لاجئ) فإن الأمم المتحدة تقارن نسبة اللاجئين إلى كل ألف من سكان البلد المضيف، وهنا يتقدم لبن
في حفلة إفطار دعت إليها جمعية «الصداقة» التركية، السبت الماضي، حصل تراشق خطابي غير ديبلوماسي بين الرئيس رجب طيب أردوغان، وسلفه عبدالله غل الذي تحدّث في البداية قائلاً: «أعتقد بأن من المفيد مراجعة سياستنا في الشرق الأوسط والعالم العربي عبر مقاربة أكثر واقعية». وأضاف: «في حال حدثت فوضى كبيرة، ربما نواجه مفاجآت لم نتوقعها». ونصح بـ «معاودة النظر في السياسة الخارجية لتركيا، خصوصاً في ما يتعلق بمصر وسو
إذا لم ندون مقالة عن فارس وزارة الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، إذاً ما فائدة الكتابة والمقالات التي تنشر، وما فائدة الكلمات التي تكتب، ونحن ندعو الله أن تصل إلى العقول، كي تفتح لها أشرعة السؤال والبحث عن مضمون الفكرة، أنها من ضمن المرات التي سعدت أن يكون لدي عموداً أسبوعياً، كي أدون فيه ما يستحق أن أكتب عنه، وها أنا ذا أقتنص اللحظة، لكي أكتب عن مهندس السياسة الخارجية السعودية. لقد مرت المملك
لم يكن الأمين العامّ لـ «حزب الله» موفّقاً حين تحدّث قبل أيّام عن «الطريق إلى القدس». فهذا التعبير عرف طورين لا يسمح أيّ منهما باسترجاعه في موضع الجدّ، ناهيك عن التأثير والاستقطاب. أمّا الطور الأوّل، وهو مأسويّ، فموضوعه الخوف الذي أشاعه القائد الفتحاويّ صلاح خلف في مسيحيّي لبنان. ذاك أنّ أبو إياد قال لهم، بعبارته المأثورة تلك، إنّه سيعبر فوق مدينتهم وجثثهم إلى القدس، فعبروا بدورهم إلى دمشق مرعوبي
في البداية أتقدم بأحر التعازي لوطني العزيز المملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، في فقيدنا الغالي الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز رحمه الله، الذي افتقدته على المستوى الشخصي أبًا ومعلمًا وقدوة. فعندما كنت شابًا يافعًا في أواسط العشرينات من عمري، وكنت حينها برتبة ملازم أول في القوات المسلحة السعودية الباسلة، وكان عملي في الملحقية العسكرية في واشنطن، كان من حسن حظي أن عملت بشكل مباشر معه،
رئيس دولة المستوطنين (إسرائيل) روفن ريفلين يقول إن مقاطعة إسرائيل تهديد إستراتيجي من الدرجة الأولى. أقول: إن شاء الله. العرب والمسلمون في بلادهم لا يقدرون مدى التأثير النفساني (السيكولوجي) والاقتصادي لحملات في الغرب تحمل الاسم «مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات» وتشمل غالبية من أهم جامعات العالم وكنائس والاتحاد الأوروبي نفسه فهو يحظر استيراد أي بضائع من الأراضي المحتلة. ثمة أخبار عن المقاطعة في
شارك رئيس تونس السابق المنصف المرزوقي في رحلة «سفينة ماريان» السويدية لكسر الحصار المفروض على غزة. وروى تفاصيل الرحلة في مقال جميل عنوانه «الشوق إلى غزة» نشر على موقع «الجزيرة نت». الرحلة حققت نجاحات متواضعة، وانتهت مثل سابقاتها، لم تكسر الحصار. النتيجة كانت متوقعة، وفي مقال سابق أشرت إلى عدم إيماني بهذه الرحلات، التي أصبح بعض الدول يستخدمها لتحسين صورته. كسر الحصار على غزة ليس بحاجة إلى مناضلي
قالت الأخبار إن «ياسين صالحي» مرتكب جريمة ليون في فرنسا التقط عبر هاتفه صورة سيلفي مع رأس ضحيته مديره السابق بعد أن ذبحه وأرسل الصورة إلى شخص يعتقد أنه يقاتل مع «داعش» في سوريا.. صحيح أن الأمن الفرنسي اعتقل القاتل وصادر هاتفه وأن الصورة لم تنتشر ولم نرها، لكن وقع المعلومة وتخيلها التصق بعيوننا فكأننا شاهدناها فعلا.. وكشفت المعلومات أيضا أن «سيف الدين رزقي» مرتكب مجزرة شاطئ سوسة في تونس التقط «سيلف
يحسب للأمير سعود الفيصل بمهاراته الدبلوماسية أنه حافظ على الصداقة الطويلة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية رغم كل ما مرّ من أحداث كان من الممكن أن تفسد تلك العلاقة، مثل حظر تصدير النفط، والحروب العربية - الإسرائيلية، وظهور «القاعدة»، وفشل الاحتلال الأميركي للعراق، والتهديد الإيراني. رغم كل تلك التحديات، وبفضل نظرته البعيدة، نجح الأمير سعود في إنجاز ما سعى إليه غيره ونادرا ما نجحوا
لم تكن هناك مفاجأة في الرحيل، فلقد أعلن ابنه الوحيد طارق عن إصابته بـ«ألزهايمر» وفي مرحلة متأخرة من المرض، وكنا نعرف أن أيامه أو شهوره المتبقية أمامه باتت معدودة، لأن هذا المرض يُعجل بالوصول سريعا إلى الشاطئ الآخر. تعبير لا أنساه قاله لي عمر الشريف في حوار أجريته معه ونشرته في مجلة «الرجل» قبل 6 سنوات: «أنا عمري ما أذيت إنسان في حياتي»، لم يكن عمر ملاكا بالطبع، ومن المؤكد أن هناك من تعرض لأذى ف
بعيداً عن المجاملات والحسابات الشخصية والمكتسبات التي يمكن للدول أن تحصل عليها، وهو أمر مشروع في الحياة، لأن المنطق يقول إن من حق كل شخص أن يحقق نجاحاً شخصياً له ولبلاده، ولكن غير المقبول هو أن يكون هذا النجاح على حساب الشفافية والصدقية والأخلاق، وما يحدث في «فيفا» (كمنظمة) لا يجعلنا نتردد أو نشك للحظة أن هذه المؤسسة فاسدة باعتراف رئيسها، «الذي لا نعرف هل استقال كما أعلن، أم أننا نحن السبعة بلايين
هناك طائفية وعرقية في المنطقة، في أذهان الناس كما في السلوكيات العامة والخفية ! الأمر حقيقة والحقيقة لا يمكن إخفاؤها أو محوها بالكلمات المنمقة أو الأمنيات القلبية، وهناك عرقيات ودعوات عرقية وهذه حقيقة سياسية وتاريخية لا يمكن إنكارها، نعم هناك عرقيات كثيرة وكل منها يريد أن يقيم لنفسه دولة ترتكز على العرق أو الطائفة أو المذهب أو الدين، في المغرب العربي وفي مصر والسودان وفي الشام والعراق والخليج العر
هناك طائفية وعرقية في المنطقة، في أذهان الناس كما في السلوكيات العامة والخفية ! الأمر حقيقة والحقيقة لا يمكن إخفاؤها أو محوها بالكلمات المنمقة أو الأمنيات القلبية، وهناك عرقيات ودعوات عرقية وهذه حقيقة سياسية وتاريخية لا يمكن إنكارها، نعم هناك عرقيات كثيرة وكل منها يريد أن يقيم لنفسه دولة ترتكز على العرق أو الطائفة أو المذهب أو الدين، في المغرب العربي وفي مصر والسودان وفي الشام والعراق والخليج العر
شيعت المملكة العربية السعودية الشقيقة وسط حضور خليجي وعربي كبير الأمير سعود الفيصل، الرجل الذي تربع عرش الدبلوماسية السعودية لأكثر من أربعة عقود، شهدت خلالها منطقتنا الخليجية والعربية والسياسة الدولية أهوالًا جمة وعواصف عاتية. اختفت دول وظهرت أخرى على خارطة المسرح الدولي، وكان «أمير الدبلوماسية» وسطها شامخاً صلباً وفياً لمليكه ووطنه وقضايا أمته. الوقت الذي أمضاه محلقاً في الأجواء تفوق بأضعاف
خلال أربعين عامًا قضاها في وزارة الخارجية، كان الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، رمزًا للعراقة الدبلوماسية السعودية، وصوتها العقلاني المنافح عن المصالح الوطنية، وكذلك قضايا الأمة العربية والإسلامية. لم يكن الأمير سعود يشبه الراحل الملك فيصل وحسب، بل كان يشبه بيت الحكم العقلاني، من حكم المؤسس، مرورًا بملوك السعودية، رحمهم الله، وحتى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز. عرفت الراحل منذ بداية عملي الصحافي، صح
لا حديث في تونس منذ إعلان رئاسة الجمهورية مؤخرًا عن قيام حالة الطوارئ إلا عن هذا الموضوع، والأسباب الحقيقية غير المصرح بها المختبئة وراء الاستنجاد به في لحظة صعبة، تمر بها تونس أول بلدان الثورات العربية. وهو حديث هيمنت عليه سهام التشكيك وأصابع الاتهام، وكأنه لا مساند له غير مؤسسة الرئاسة والحكومة وحزب نداء تونس الحاكم، مع الإشارة إلى أن المواقف تراوحت بين الرفض القطعي والتحفظ. طبعًا، لا شك في أ
وضع خبراء الإرهاب إصبعهم على مصدر المشكلة، قالوا إنها وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تحرض وتجند. وبعضهم يدعو إلى قطعها وبهذا سيتم تجويع «داعش»، والبقية من شقيقاته، ويعتبرون «تويتر» هو الحبل السري الذي يربطه مباشرة بالناس. ورغم تزايد الدعوات لإغلاق «تويتر»، ومثله وسائل التواصل، فإنه ليس حلاً، لأن هناك وسائل مشابهة وبديلة ستحل محله. أيضًا، ليس عدلاً معاقبة ملايين المستخدمين المحترمين من أجل التخلص
غادر في السنوات الأربع الأخيرة أكثر من خمسة آلاف تونسي لـ «الجهاد» في ليبيا وسورية والعراق، أي خمسة من كل ألف تونسي. إحصائياً، تشكل هذه النسبة مؤشراً إلى أزمة وطنية كبرى، ثم إن الإحصاء كوسيلة قياس سوسيولوجي يُمكن أن يرفع هذه النسبة ثلاثة أضعاف إذا ما احتسب مؤشر «الجهاد» على الكتلة البشرية القابلة عمرياً وجندرياً لـ «الجهاد»، أي الذكور التونسيين ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و40 عاماً. ذاك أننا سنحصل ع
وصل سعود الفيصل إلى الساحة الديبلوماسية مع اشتعال الحرب الأهلية في لبنان. وانصرف عنها والحرب السورية تزداد اشتعالاً، وما بين الحربين توالت أحداث كبرى. اشتعلت الحرب العراقية- الإيرانية، تفكّك الاتحاد السوفياتي، ودخل جيش صدام دولة الكويت غازياً، وغيّرت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) بوصلة السياسة العالمية، وسقط العراق في يد القوات الأميركية. وخلال تلك الأحداث التي عاودت تشكيل مواقف الدول وحدودها، كان لس