1860
من التجارب التي تكررت كثيرًا لمن انتقد الجماعات الأصولية المسيسة، داخل إطار المسلمين، هو وجود أصوات شيعية مساندة ومؤيدة إذا كان النقد موجهًا للجماعات المنتمية للسنة، والعكس صحيح، مساندة أصوات سنية إذا كان النقد موجهًا للجماعات المنتمية للشيعة. هذه ردة فعل تكررت بشكل رتيب وعجيب على مدى السنين. وشخصيًا اختبرت هذه المواقف منذ اندلع إرهاب «القاعدة» والزرقاوي في بداية العقد الماضي. ثم إرهاب حزب الله
كان الصحافيون في الستينات يقرأون مؤلفات جون غانثر كمن يقرأ القاموس ويحتفظ به. وقد صدرت كتبه تحت عنوان واحد: «داخل أوروبا اليوم» أو «داخل أميركا اللاتينية اليوم».. إلخ. جميعها دراسة مبسّطة موضوعية واضحة، عن أحوال القارة وأشخاصها وثقافاتها. من «داخل أوروبا اليوم»، تعلمت أن أحب الوحدة العربية وأتمناها، وليس من شعار «دم - حديد - نار»، أو خُطب تدمير الآخرين وتهديد الجميع. بدل «دم – حديد – نار» بدأت الو
قرر «حزب الدعوة» الذي يتزعّمه نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، إقامة دعوى قضائية بحق القائمين على مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» الذي يؤدي بطولته الفنان عادل إمام، بسبب استخدام شعار الحزب كرمز لحزب إسلامي متطرف وفاسد في المسلسل، معتبراً استخدام الشعار إهانة كبيرة للشعب العراقي. مَنْ أشار على «حزب الدعوة» ليقيم دعوى ضد مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» لم يُرِدْ به خيراً. فهذه الدعوى ستفتح مجالاً لعقد مقارنة ب
هل يعرف القارئ خرافة «الإمبراطور من دون ثياب»؟ هي عادت إليّ مرة بعد مرة وأنا أتابع النشاط السياسي للرئيس رجب طيب أردوغان بعد انتخابات البرلمان التركي في السابع من الشهر الماضي، ووجدت نفسي أقول (لنفسي): السلطان أردوغان من دون ثياب. باختصار شديد، أقنع حائكان الإمبراطور بأن يرتدي ثياباً لا يراها إلا الأذكياء والذين يصلحون لعملهم. ولم يأتيا له بأي ثياب فلم يقل شيئاً حتى لا يُتَّهَم بالغباء، وسار في
تحمل بعض الأسئلة طابع الغرابة، ولكنها تدخل حاجز المنطق والمعقول، طالما كانت غير بعيدة عن مرمى الإجابة، ولعل السؤال المتمدد في الأعلى أكثر الأسئلة التي يتداولها الشعب المتابع لمشاريع الوهم الإسلامية، وما تتطلبه من عمل ظلامي يهدف إلى دفع الشباب إلى مواقع الفتن والزج بهم في المناطق الممتلئة بروائح البارود وأصوات الأسلحة وصداع التفجيرات، ومن يدفع إلى هذه الأمكنة ينعم برفاهية عالية ويتنقل من مساحة جغرا
أثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مبادرة رجل الأعمال عبدالله الغرير فكتب على صفحته في تويتر «أحببت أن اثني على مبادرة رجل الأعمال عبدالله الغرير بايقاف ثلث ثروته (4.2 مليار ردهم) لدعم التعليم، أعجبني في وقف عبدالله الغرير انه حدد بوضوح من البداية مجالات وقفه في دعم التعليم والمعرفة والابتكار وهي أهم ما يحتاجه العالم العربي اليوم». مبادرة مهمة جدا تستحق ثناء قائد في وزن الشيخ محمد
الإرهابيون استولوا على الحقيقة بعقلية واهمة، واجمة، متفاقمة محتدمة، فتكوروا عند نقطة الصفر، وظنوا أنهم يستطيعون الوصول إلى الجنة عن طريق جحيم أشعلوا ناره وأواره، ورفعوا أسواره حتى صارت الحياة في عيونهم مثل ثقب إبرة، يمرون من خلالها بأحزمة تفجير، وسيارات مفخخة.. هؤلاء الذين هجروا الحضارة الإنسانية وسكنوا في صحراء عقلية قاحلة، مضمحلة، لا فيها شجر ولا نهر ولا بشر.. هؤلاء عبثيو العصر الحديث الذين سخ
في حديث أجرته قناة الـ«بي بي سي» البريطانية مع الدالاي لاما، وهو البوذي المسالم، سألته الصحافية عن رأيه في تنظيم «داعش» قال: «عندما أرى رجالاً ملثمين يذبحون ويعدمون ويعذبون، أعرف أنهم هم أنفسهم يدركون أن ما يقومون به أمر سيئ وفظيع، لأن الذي يفخر بما يقوم به يكشف عن وجهه ويتباهى». تحاشى الدالاي لاما وصفهم بالجبناء، وهو أكبر من هذه الأوصاف. عندما شن «أنصار بيت المقدس» هجماتهم على مواقع الجيش المص
أكثر ما استوقفني في جريمة الاعتداء على حياة المصلين، في مسجد الإمام الصادق، بالكويت، يوم 9 رمضان، ثم آلمني، أن الانتحاري فهد القباع، الذي نفذ الجريمة، قد صاح قبل تنفيذها بلحظات، بالعبارة التالية: أريد أن ألحق بالإفطار مع الرسول، عليه الصلاة والسلام.. الله أكبر! قالها المسكين، ثم ضغط على زر الحزام الناسف المحيط بجسده، ليقتل نفسه، أولاً، ثم ليقتل 27 مصليًا لا ذنب لهم في أي شيء، ثانيًا، ويصيب معهم 2
عندما جلس الأمير سلطان بن سلمان - رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار - بين أطلال الماضي المجيد بمدينة الدرعية ليسجل برنامجا لقناة «العربية»، تحدث عن الترميم والحفائر والاكتشافات، وعودة الآثار المسروقة، وتنظيم المواقع الأثرية التي ترجع إلى عصر ما قبل الإسلام، وبناء المتاحف الإقليمية والقومية، وتشجيع السياحة الداخلية.. كل هذا يمثل إنجاز خمسة عشر عامًا من الرؤى والحلم والعمل الجاد الذي قاده الأمير سل
يمرّ أي خطاب يلقيه الرئيس الأميركي على خمسة أشخاص قبل أن يصل إلى الرئيس. ويمر أي مقال ينشر في «نيويوركر» على خمسة مراجعين ومدققين قبل أن يرسل إلى الطبع. لذلك، لا وجود في المجلة لزاوية «تصويبات» التي تشكّل ركنًا أساسيًا كل يوم في صحيفتي «نيويورك تايمز» و«الغارديان». «نيويوركر» طقس أسبوعي أكثر مما هي مجلة. أشهر كتّاب أميركا مروا بها، لكنهم جميعًا خضعت نصوصهم للمراجعة والتنقيح والتوضيح. النقطة وال
القصة التي نعرفها ونحفظها منذ الصغر عن إيسوب الإغريقي بين النملة والجندب، وما آلت إليه حال كل منهما عندما حل الشتاء هو واقع نعيشه اليوم، بين من ارتضى أخذ دور النملة المخططة والمدبرة ذات الرؤية الاستراتيجية، والجندب الذي عاش مستمتعاً بيومه دون تخطيط لأيامه المقبلة. بالأمس هبطت إلى حسابات الموظفين رواتبهم الشهرية، وأستطيع أن أخمّن حالة الجدب الموجودة لدى الأغلبية ممن أرهقوا راتب شعبان بمصروفات ش
رغم التحذير الصارم الذي يؤكد أن «الكونغرس لن يقر أي قانون يقيّد حرية التعبير»، لم تكن حرية التعبير يوما حرية مطلقة. وعلى كل نظام ديمقراطي تحديد الاحتياجات الجماعية، أو احتياجات الأفراد المتضررين التي تبرر وضع حدود للتعبير. على مدى السنوات القليلة الماضية، واجه مسؤولون في المحاكم، والهيئات التشريعية الكثير من التساؤلات، ومنها كيف يمكن تفادي أي تعارض بين الحق في المشاركة في تأييد حملة انتخابية، والم
«اللحظة الفاشية» مثلها مثل «العاصفة الكاملة» حالة تعبر عن فترة زمنية تمر مثل لمح البصر في تاريخ الشعوب والأمم، ولكنها فيها تتقرر نهاية فترة من الانقلابات والزلازل والأعاصير؛ باختصار فترة لا يعود فيها التحكم في الأحداث ممكنا، ولا يعود فيها النظام - أيا كان بشريا أو ماديا - إلى نقطة من التوازن، إلا بعد درجة كبيرة من العنف والدمار. وتاريخيا فإن «اللحظة الفاشية» جاءت إلى العالم بعد تغيرات كبرى أثارتها
أبلغنا الرئيس باراك أوباما في مؤتمره الصحافي ليلة الاثنين انه سيكثف القصف على «داعش» في سورية وسيضرب منشآت النفط والغاز السورية التي هي مصدر تمويل لـ «داعش» وسيستمر في مساعدة المعارضة السورية المعتدلة سعياً الى تغيير سياسي في سورية من دون الأسد. شكراً للسيد أوباما لأنه بعد أكثر من ٢٠٠ ألف قتيل منذ شن الأسد هجومه على شعبه في درعا وملايين اللاجئين السوريين في لبنان والاردن وتركيا وفي العالم يقول لنا
من الفروق بين «القاعدة» و«داعش» هو في طريقة انضمام الفرد القاعدي للتنظيم وطريقة انضمام الفرد الداعشي. مع «القاعدة» كان الأمر يقتضي من الراغب في الالتحاق بالقاعدة أن يكون الشخص منخرطا من الأساس في العائلة الصحوية الدينية، بعبارة أخرى أن يكون مؤسسا لفترة من الوقت على أدبيات الجماعات الدينية، وهذا يعني عدة سنوات، ثم يتطور معه الأمر من الاكتفاء بمهمة الدعوة إلى «الجهاد». بينما الأمر مع «داعش» أسهل،
بعد سنتين من المفاوضات المضنية، واتفاق مرحلي في نيسان (أبريل) الماضي، يبقى عقد اتفاق على برنامج إيران النووي في مهب الريح، فهناك خلافات معروفة على نقاط عدة. إيران تفاوض عن نفسها، والدول الست بقيادة الولايات المتحدة تفاوض نيابة عن إسرائيل. ولا أدري كيف سيستطيع الطرفان في 24 ساعة أو نحوها حل الخلاف المستمر على تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية، أو الحظر على برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية الذي ي
سيتم حجب تفاصيل مهمة خاصة بالاتفاق النووي، يقول عنها باراك أوباما إنها سوف تضمن شفافية غير مسبوقة في برنامج إيران النووي، عن الرأي العام الأميركي والإيراني على حد سواء، وذلك بحسب خبراء نوويين. لم يتخذ المفاوضون في فيينا رسميا أي قرارات بشأن أجزاء الاتفاق، التي سيتم نشرها والإعلان عنها، والأمور التي سيتم إطلاع الكونغرس عليها دون الكشف عنها للرأي العام. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لصحافيين خلال ا
تهرب «حماس» هذه الأيام إلى هدنة طويلة مع إسرائيل بعدما أكّدت أنّها قادرة على الاحتفاظ بـ«الإمارة الإسلامية»، على الطريقة الطالبانية في قطاع غزّة. صار عمر هذه الإمارة ثماني سنوات بالتمام والكمال. ففي مثل هذه الأيّام من العام 2007، نفّذت الحركة «انقلابها في غزّة. اتخذ الانقلاب شكلاً دموياً لم يعتد عليه الفلسطينيون في تنظيم العلاقات في ما بينهم. لكنّ (حماس) أرادت أن تقول بكل بوضوح إن غزّة صارت ملكاً
جئت من نيويورك إلى باريس. ليس للمرة الأولى. ولا أنا المسافر الوحيد. هناك 500 ألف مسافر جوًا كل يوم. وهناك 8 رحلات للخطوط الفرنسية من نيويورك يوميًا، لم أعثر على مقعد عليها إلا بعد أسبوع. ما بين نيويورك وباريس عالمان.. لغتان عالميتان. نهج حياتي مختلف. معالم مختلفة. واحدة عمرها ألف عام، وواحدة قرنان. واحدة حياتها 24 ساعة من الحركة كل يوم، وواحدة 16 ساعة. واحدة لها نهر جميل، وواحدة نهران كبيران يضاف