1900
لماذا حظي قرار المحكمة الأميركية العليا بالسماح بزواج المثليين باهتمام إعلامي دولي، فيما يتراجع موقع الثورات العربية عند الرأي العام في الغرب والعالم؟ الإجابة عن هذا السؤال لا تستثني المآخذ المعروفة من مثل التمحور الغربي على الذات وتجاهل قضايا الآخرين والاستعلاء العنصري المعتاد. لكن إلى جانب ذلك، تجدر الإشارة إلى جملة من الأسباب تعود إلى فوارق في معنى الخطوة الأميركية، من جهة، والثورات العربية،
على واشنطن أن تتخلى عن عقلية الحرب الباردة، الحديث السابق للمتحدثة باسم الخارجية الصينية. توحي حالة الصراع القائمة بين الشرق والغرب اليوم أننا مازلنا نعيش مرحلة المعسكرات مع دخول لاعبين جدد، وأن عصر القطبية الواحدة قد أفَل. يحدث ذلك ونحن بصدد اجتماع تعقده مجموعة دول "البريكس" التي في الواقع هي إحدى دلالات عالم متعدد الأقطاب، فهذه المجموعة تهِمُ بإنشاء بنك تنموي تهدف من خلاله تحقيق التنمية المس
يعيش الأكراد السوريون في مناطق الشمال الشرقي من سورية، ويشكلون غالبية السكان في محافظة الحسكة، فضلاً عن وجودهم في حلب ودمشق والرقة. وهم يمثلون قرابة 20 في المئة من مجموع السوريين، ولهم دور بارز في الثورة السورية، وقدموا تضحيات خلال السنوات الأربع الماضية. وكان خروجهم تعبيراً عن رفضهم الظلم الذي تعرضوا له تحت حكم نظام البعث. وعلى رغم ذلك، بقي الأكراد محل شك وريبة من بعض قوى المعارضة السورية، فضلاً
تُحفظ بعض الجمل باعتبارها خير الإجابات وأسهلها مؤونة، يكفي أنها تنقذنا من اللحظات الضيقة والحرجة حين «يشنقنا» سؤال ما! هذه الجمل تقدم في قالب مكرر، وكأن الفاصل الزمني بين تقديم وآخر لا يد لنا فيه، ولا علاقة تربطنا به. هناك قضايا تَسْكُب نفسها بهدوء على الصعيد المحلي ولم نتمكن من أن نوجد لها ولو حلاً موقتاً ونزيحها من الطريق الرديء حيث يُجرف فيه كثير من القيم والمبادئ، قضايا كان الصمت في حضرتها سيد
إن التطرف «خبز» عالمي، لم يسلم منه أي بلد في العالم في القديم والحديث. وبعض من درسوا تاريخ التطرف وأسبابه في العالم، شرحوا ذلك بعمق ونَفَسٍ موضوعي، بعيداً عن التعصب والحس الانتقامي، وربطه في موطن جغرافي محدد، فهو مرض عالمي. تعتبر «جرائم الإرهاب» من ضمن أكبر وأخطر الأمراض في الوقت الراهن، لدرجة أنه أصبح ظاهرة أو شبه ظاهرة في كثير من البلدان في العالم، فهو مرض وجوده لا يقتصر على بلد معين دون آخر.
يحشد الجيش التركي قواته على الحدود مع سورية، بعدما راجت أنباء عن رفضه أوامر أردوغان لاختراقها وإقامة منطقة عازلة تضع حداً لتقدم الأكراد وتعيد «داعش» إلى مواقعه. وعلّل الجيش هذا الرفض بأن الرئيس لم يأخذ في الإعتبار موقف الحلف الأطلسي والولايات المتحدة، ولم يتخذ الإجراءات اللازمة لحماية هذه المنطقة، فضلاً عن تجاهله رد فعل دمشق وموسكو وطهران، والتورط في المستنقع السوري، أو المضاعفات التي ستنعكس على ا
أفكر في أن آلاف السنين من الحكم الأجنبي ساهمت في تكوين جهاز نفسي جمعي عند المصريين معادٍ بطبيعته للحكومة وخائف منها في الوقت نفسه. وهو ما يجعله ضدها على طول الخط. هو لا يراها ممثلة له محافظة على مصالحه بل يراها أجنبيًا غريبًا لا بد من الخضوع له في العلن مع تحين الفرص لضربه سرًا. ومع بداية حكم المصريين لأنفسهم في بداية خمسينات القرن الماضي، ظلت التركيبة النفسية للحاكم والمحكوم على حالها، الشعب ما ز
عندما جئنا للإقامة في لندن أواخر السبعينات، كنا، أينما تلفتنا، نرى ظلال سيدتين: العصر الإليزابيثي أو العصر الفيكتوري. إليزابيث الأولى، وفيكتوريا، الأولى والأخيرة. لكن كل شيء كان يعلوه الغبار. تمثال الأمير ألبرت الذهبي في هايد بارك، مهمل، لأن لا موازنات للترف. الشوارع كئيبة، وسيارات التاكسي النبيلة تصدر أصوات الصدأ وتأوهات التعب. اليسار العمالي المتحرك على عجلات من خشب وأفكار من حجارة، يترنح بين أي
عندما تقترب من قصر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تشعر بأنك مطوق بقلائد من عطاءات الرحمن، في هذا المكان، يزهر الزمان بالأمان، فالفقراء أغنياء، والمعدمون أثرياء بما جادت به الأيادي البيضاء، الخيمات العملاقة تتصدر المشهد، والناس قبل ساعات الإفطار تضاء وجوههم بفرحة اللحظات الأخيرة من نهار يوم يوشك أن تغرب شمسه لتشرق أنوار الفضيلة، وتبرق أطوار
ما تتعرض له مصر اليوم يعطي فكرة عن حجم التحديات التي تواجه المشير عبد الفتّاح السيسي والبلد نفسه. يدفع السيسي الذي دخل في مواجهة مفتوحة مع الإخوان المسلمين ثمن القرار الكبير الذي اتخذه الشعب المصري قبل عامين. أنهى الشعب المصري حكم الإخوان لمصر، فقرّر هؤلاء شن حرب على مصر. نزل ملايين المصريين إلى الشارع يوم الثلاثين من يونيو 2013. اسقط المصريون حكم الإخوان بدعم من القوات المسلّحة التي انحازت لهم
ليس من قبيل التواضع، الكاذب أو الصادق، ولكن من قبيل التشديد، أنني لا أفهم كثيرًا، وأحيانا أبدًا، في الشؤون العسكرية، وذلك لأنني لم أحب يومًا تدخُّل العسكر في الحياة المدنية، وتخريبهم كل بلد حكموه، وتفليس بلاد الخيرات والأرزاق والثروات. لم أحبهم في أي مكان لأنهم كانوا نسخًا متشابهة في كل مكان، رغم الحالات النادرة والعظيمة: دوايت آيزنهاور. شارل ديغول. وعلى مستوى لبنان، فؤاد شهاب. الثلاثة تركوا بزتهم
في رمضان عادة يختفي من على شاشات الرادار الكويتي في الشأن العام التشنج السياسي المعتاد، ليحل محله التوافق الاجتماعي، مظهرًا عملية اجتماعية واسعة للتواصل الاجتماعي تنتعش في زيارة الأفراد والجماعات بعضهم بعضا للتبريك بالشهر الفضيل. هذا العام اختلف المشهد من جانبين؛ الأول أن الشأن السياسي حضر بامتياز بقتل عدد كبير من المصلين بلغ عددهم تسعة وعشرين شهيدًا، وجرح أكثر من مائتين من الأبرياء، جراء عمل متعص
بصراحة، لو تمت السيطرة على «تويتر»، وأشباه «تويتر»، لما بلغت «داعش» هذا المستوى من التضخم والتوسع. قلت هذا الكلام مرارًا، هنا في هذا المكان، وغضب من كلامي كثر من عشاق السوشال ميديا، لكن الأيام تثبت كل يوم صحة هذه الخلاصة. تخيلوا كلفة العمل العسكري والأمني الذي تسببت به «داعش» للعالم كله، ومئات المؤتمرات واللجان المستنفرة لـ«تجديد الخطاب الديني»، والكلام عن المؤامرات الخفية لشتى المخابرات الدولية
معظم الدقيق والرز والتمور والمياه والبطانيات والخيام التي تذهب إلى اللاجئين السوريين واليمنيين وغيرهم مصدرها الحكومات، والقليل يقدمه الناس. في الماضي كانت الأعمال الخيرية في معظمها أهلية، يتم جمعها من المساجد والمدارس والشوارع وعبر حملات التلفزيون والصحف، انخفض معظمها نتيجة دخول الجماعات الإرهابية على خطوط العمل الخيري، وصاحب بعضها تساؤلات حول إيصال المعونات وتوزيعها. هذه الشبهات تكاد تكون قد قضت
لم تعرف أشهر رمضان السابقة أحداثاً دموية بحجم الأحداث التي ارتكبها «داعش» خلال هذا الشهر الكريم. ومع أن عملية قتل 37 شخصاً في ولاية سوسة التونسية تُعتبر جريمة اقتصادية بامتياز كونها قضَت على موسم السياحة... إلا أن عملية تفجير مسجد الإمام الصادق دشنت سابقة لم تعرفها الكويت منذ زمن طويل. والسبب أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح كان قد بذل جهداً مضاعفاً من أجل تحصين الجبهة الداخلية ومنع الخلا
كنت أحل الكلمات المتقاطعة بالإنكليزية في إحدى صحف لندن عندما وجدت أن إحدى الكلمات تتحدث عن سحلية (عظاءة بالفصحى). طلبت الكلمة في قاموس أكسفورد الكبير ولم أجدها، وبحثت عنها عبر غوغل وموسوعة ويكيبيديا الإلكترونية، واكتشفت أن الأصل الجامع لأنواع السحلية هو VARANUS وهي كلمة مشتقة من كلمة وَرَل (هكذا كتِبَت بحروف الأبجدية العربية) أو WARAN. كانت أول مرة أسمع بالكلمة ورل وبحثت عنها في «لسان العرب» وقرأ
قبل سنوات ليست كثيرة على اندلاع الثورات العربيّة، شهد العالم والمنطقة حدثين هائلين ترتّبت عليهما نتائج، سياسيّة وغير سياسيّة، ضخمة. أوّلهما جريمة 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وثانيهما حرب العراق في 2003. الحدث الأوّل نبع من منطقتنا، والثاني صبّ فيها. وفي نظرة استعاديّة، يجوز القول إنّ الحدثين خلقا من المناعة الثوريّة عند جمهور الثورات اللاحق أقلّ ممّا خلقا من القابليّات المحافظة. فالحدثان استقبلتهما م
التحديات الخارجية التي تواجه السعودية عدة، ولكنها أيضاً تواجه تحديات داخلية لا تقل بأساً وشدة، أهمها الفقر والبطالة. في كوميديا سوداء، شرَح الفنان السعودي ناصر القصبي في مسلسله الشهير «سلفي» حال فقر وبؤس اجتمعتا على مواطن، يعمل حارس أمن، وانتهت الحلقة بغضبة المواطن البائس، يصرخ على رجال أعمال أثرياء طالما خدمهم، ولكنهم بالكاد يتذكرونه، يفقد أعصابه ويثور عليهم في فورة غضب غير محسوبة، بعدما سدت في
كنت في جلسة تناوب على إدارتها ثلاث سيدات وسئِلتُ: أين يقع أكثر الحوادث؟ قلت: في غرفة النوم. ضحكت «المحققة» وقالت: هذا ليس موضوعنا اليوم، أين؟ قلت: في المطبخ. الجلسة استمرت أربع ساعات وشاركت فيها بعد أن تجاوزت بسيارتي الحد الأعلى للسرعة في لندن، وتلقيت بالبريد مخالفة مع غرامة بحوالى مئة جنيه، وتخييري بين ثلاث نقاط على دفتر السواقة، أو أحضر جلسة عن أخطار السرعة وعفا الله عمّا مضى. اخترت الجلسة
المشروعات الضخمة التي نشهدها اليوم في الرياض توحيّ بمستقبل مشرق للعاصمة السعودية، فالعمل يجري على قدم وساق في أحياء المدينة لتأسيس وتجديد البنى التحتية، مع مبادرات تحديثية تقودها الأمانة وهيئة التطوير. ويعد مشروع المترو العلامة البارزة وهو الذي قيل عنه كثيراً إنه سيغير من شكل المدينة وطبيعة الحياة فيها، وطريقة عيش سكانها. ويتفاعل الجميع اليوم مع المشروعات وقد بدأوا يتكيفون على خطط النقل ال