2420
ردود رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، على خطابات الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصرالله ومواقفه، انتقلت، بعد «عاصفة الحزم»، من الحوار إلى المواجهة. وهو قال على حسابه في «تويتر»، إن نصرالله يتعامل مع «عاصفة الحزم» باعتبارها «هزيمة شخصية له وللمشروع الإيراني في اليمن». وبعد الخطاب الأخير للأمين العام، وَصَفَ الحريري موقف نصرالله من أحداث اليمن بأنه مثل من «يتحدث عن الضاحية أو النبطية»، ويت
في الحقيقة توجد أطراف عدة في الأزمة اليمنية، إلا أن محاورها الرئيسية تتمثل في جماعة الرئيس المعزول علي عبد الله صالح والحوثيين من جهة، والحكومة اليمنية التي أصبحت تقيم في الخارج من جهة ثانية، مع قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وهناك تنظيم القاعدة. وبسبب تعدد المحاور، قد تطول الحرب إلى أشهر وربما إلى ما وراء ذلك، ما لم يتم تقليص قدرات صالح والحوثيين، ليس من خلال المواجهة العسكرية فقط
بغض النظر عن تمنع المملكة العربية السعودية أو أي من دول الخليج عن لعب دور «شرطي الخليج»، إنما في منطقة تعمها الفوضى كمنطقتنا، يبدو أن مجريات الأحداث و«واقع الأمر» سيجبر دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية حتما ـ أن تضطلع بهذا الدور وتقوم به عاجلا أم آجلا. لعبت إيران منذ نظام الحكم السابق أيام الشاه هذا الدور إلى يومنا هذا، ورفضت السعودية أن تقوم به، لأن المملكة تبنت سياسة عدم التدخل ف
في عام 2002 نشرت دورية «الشؤون الخارجية» الصادرة عن المجلس الأميركي للشؤون الخارجية، صاحبة المقام الرفيع بين الدوريات السياسية المرموقة، مقالا تتساءل فيه عن كيف سيتعامل العالم مع عصر تنخفض فيه أسعار النفط إلى مستويات سحيقة. المدهش أنه قبل أن تنزل الدورية إلى الأسواق، كانت الأسعار آخذة في الارتفاع وسط عجب المراقبين. تكرر العجب مرة أخرى بعد الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية عام 2008، حينما ساد الت
هذا رجل تدعوك مواقفه إلى الإعجاب به، ويدعوك كلامه إلى الإنصات إليه، ويدعوك ثباته على مواقفه المضيئة إلى أن تتساءل: من أين يأتى بهذه القوة فيما يفعل ويقول؟! لفت انتباهى إليه موقفان على وجه التحديد، وقد كان كل واحد فيهما علامة على طريق لا تخطئها عين! كان الموقف الأول عندما أعلن مستشار الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، قبل شهر من الآن، أن إيران قد صارت إمبراطورية، وأن عاصمتها هى بغداد!.. صحيح أن المستشا
قدر دول الخليج في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة أن تصبح اللاعب الرئيسي والمؤثر، في وقت يبدو أن المشهد العربي يعيش صيرورة غير واضحة النهايات، فالمواقف السياسية المتبدلة، والتلون حسب طبيعة الحدث ترهق قراء ومحللي ذلك المشهد الذي يبدو سريالياً أكثر من أي وقت مضى. هذه المرة تبدو القمة التشاورية مختلفة واستثنائية، وأبرز ما يميزها ثلاثة أحداث في غاية الأهمية، الأول أنها تأتي في وقت تنخرط دول المجلس ا
العراق لم يوضع اليوم على سكين التقسيم، وقد كان هدفاً لهذه المؤامرة قبل عام ٢٠٠٨ مع بداية انسحاب الاميركيين في إطار صفقة تقاسم واضحة للبلد مع الايرانيين. لكن نظرية التقسيم سبقت ذلك التاريخ ويكفي ان نقرأ ما كتبته كوندوليزا رايس في مجلة "فورين بوليسي" يوم كانت في "مجلس الأمن القومي"، لكي نتأكّد ان كل ما يتردد عن تقسيم العراق ليس سوى نتيجة لمسار قد يشمل دولاً أخرى في المنطقة. ليس سراً أن جو بايدن هو
لم يكشف عضو اللجنة المالية في مجلس النواب، النائب مسعود حيدر، عن سرّ دفين ولا أماط اللثام عن لغز محيّر، فما قاله أمس يعرفه القاصي والداني من العراقيين وجيرانهم وجيران جيرانهم وكل من له اهتمام بشؤون العراق. السيد حيدر قال في تصريح صحفي أمس ان الحكومات السابقة (العراقية بالطبع وليست الصومالية مثلاً) قد "خالفت المادة 62 من الدستور العراقي خلال الـ 12 سنة التي مضت لأنها لم تقدّم الحسابات الختامية مع
عبر التاريخ تظهر الحقائق ان للدول والامبراطوريات سياستين، احدهما معلنة «فوق الطاولة» تعكس بالأغلب قيم الخير والمحبة والعدل.. الخ، واخرى خافية «تحت الطاولة» يباح بها كل شيء للوصول للأهداف والاطماع من قتل وقمع وخلق فتن ونهب موارد من عمليات تتكفل بها أجهزة المخابرات، وكلما تقلص الفارق بين السياسات المعلنة والخافية كان الخير هو المقصد، وكلما تباعد الفارق كان الشر هو الهدف. **** ان ما يخيف شعوب ودول
خلال الأيام الماضية تزايد الحديث عن ترحيل اللبنانيين من السعودية ودول الخليج. ونشرت «الحياة» الإثنين الماضي تصريحاً لوزارة الداخلية السعودية أشار الى أن «للوزارة الحق في سحب حق الإقامة من أي أجنبي، وأن تطلب منه مغادرة البلاد متى شاءت، ومن دون إبداء الأسباب». لكن مصادر أخرى في وزارة الداخلية، عاودت توضيح التصريح السابق، وقالت لقناة «العربية»، إن «السياسة الأمنية في السعودية تخصِّص ولا تعمِّم، ولن ي
في 14 مايو (أيار) يشهد كامب ديفيد ملتقى مفصليًا آخر في تاريخ العرب: الملك سلمان وأمراء الخليج يتدارسون الوضع في الجزيرة العربية مع باراك أوباما. أول قمة جماعية مع رئيس أميركي منذ تأسيس مجلس التعاون، وأول مرة تُطرح فيها قضية واحدة بين الفريقين: إيران. ما هو هذا المكان الذي صار اسمه جزءًا من مفرداتنا؟ معتزل في جبال ميريلاند، تربو مساحته على نصف مليون متر مربع، ويبعد 60 ميلاً عن البيت الأبيض. وكان ف
منذ سنوات، وكلما قرأنا وتابعنا تحليلات الوسائل الإعلامية الأجنبية، عن الوضع في السعودية؛ نشعر أنه الحديث عن بلد آخر لا نعرفه، أو أن هناك شيئاً يعلمونه ولا نعلمه، لكن الأحداث - المترجمة بلغة التاريخ - تقول عكس ما يكتبون، أو بالأدق ما يتمنون، ومع كل حقيقة تظهر تثبت خلاف ما رسموا.. ومع ذلك مستمرون! ولو سلمنا بصفاء النية لما تنشره هذه الوسائل، من باب العمل الإعلامي الرقابي، رغم اني أستبعد شخصياً ذل
يزداد الخطر على لبنان، في ظلّ استعجال «حزب الله» سعيه إلى تبييض سلاحه وتحويله إلى سلطة تحلّ مكان سلطة الدولة اللبنانية. إنّه تبييض، من نوع آخر، تبييض للسلطة غير الشرعية التي يمتلكها الحزب والتي يستخدم سلاحه في فرضها على الآخرين من مواطنين عاديين يؤمنون بلبنان ومؤسساته. في الخامس والعشرين من أيّار الجاري، يمرّ عام كامل على الشغور الرئاسي. من يفتعل الشغور معروف جداً، بل أكثر من اللزوم. هناك خطر على
تناست روسيا أنها استخدمت حق النقض الـ «فيتو», ومعها الصين وللأسف, مرات عدة لتعطيل كل مشاريع القرارات التي طُرحت على مجلس الأمن والمتعلقة بالأزمة السورية المستفحلة المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام وبادرت إلى هجوم بكلمات قاسية جدَّاً ضد الذين عطلوا مشروع قرارها الأخير الذي تقدمت به إلى هذه الهيئة الدولية تجاه الأوضاع في اليمن تحت عنوان: ضرورة أن تكون هناك «هدنات» متلاحقة لدوافع إنسانية. إن المفترض
أغلب الأحداث التي نعيشها الآن، أو عشناها قبل، من حروب واتفاقيات، وسجن واغتيالات، ووئام وشقاق، لا نعرف من حقيقة وقائعها إلا القليل. سبب ذلك أن أبطال القصص لا يروون حقيقة دورهم فيها، إما حماية لمصالحهم، أو خوفا على مصيرهم ومصير من يهتمون لأمره، وإما إمعانا في التمويه على العموم، لإخفاء السر المكتوم، فظهور السر يعني فساد الأمر. أيا كان السبب، فإن ثمة تاريخا موازيا، لكل الأحداث في تاريخ البشر، فكل ر
كنت أحزم حقائب السفر للعودة بعد نهاية إجازة قضيتها مع أسرتي في إحدى المدن الأميركية، عام 1991. وضعت عنواني على قطع «العفش». وكتبت «الرياض» بخط كبير. أمعن الشاب الأميركي الذي كان يساعدني في نقل الحقائب، النظر في الاسم، وقال، لا تخبرني أين تقع هذه المدينة، أعتقد أنني أعرفها جيداً. في الطريق إلى المطار التفت الشاب نحوي، وكأنه وجد مصباح علاء الدين، وقال بصوت مبتهج: الرياض عاصمة السعودية. لقد عرفت ذلك
ما دام الموت، الذي شغل البشر منذ الإنسان الأول، نهايةً يحتمها قانون بيولوجي لا يُرد، تم التحايل عليه بطرق عدة، فقد نشأت، مثلاً، فكرة «الخلود» بوصفها تهميشاً للموت، أو تحويلاً له إلى مجرد محطة للعبور. وكانت الأهرامات الفرعونية التجسيد النُصبي الأعظم للفكرة هذه. كذلك، وعلى مستوى السلطة في معناها المباشر، نشأ «التوريث» الذي يُراد له أن يُبقي الميت حياً من خلال نجله وأنجال نجله. ولأن الابن، كما قيل، س
هل كان التغيير متوقعا، وعلى هذا المدى من الاتساع؟ كان هناك شعور عام بأنه محتم وقادم. لكن ليس بهذه السرعة. وليس بهذا العمق والاتساع، في ظروف الحرب اليمنية. تغيير الفرسان والخيل في زمن الحرب قرار صعب، لعدم الرغبة في فسح المجال أمام العدو والخصم، للحديث عن وجود خلاف مزعوم، على مستوى القيادة السياسية، حول ما إذا كانت الحرب ضرورية أو مجدية. ثم تبين أن الشائعة، وهي سلاح من الأسلحة النفسية في الحروب، كا
من لا يعرفه سيقول: وزير مُحنّك، وسياسيٌّ فذٌّ. ومن يعرفه سيقول، إلى جانب ذلك: مُعلِّمٌ، ومثقفٌ من طراز نادر. شخصية من تلك الشخصيات النادرة التي صفّحت كتب التاريخ الإسلامي والعربي، والتي لا يملك المرء إلا أن يتوقف عند دهائها، وشاعريتها، ولطافة قولها وحزْم فِعْلها. عندما قرأتُ خبر تنحيه عن منصبه كوزير للخارجية، قلتُ لزملائي الذين كنتُ جالسًا معهم إن مَن وصف الأمير سعود الفيصل بأنه كيسنجر السياسة ال
المراسيم الملكية الأخيرة في المملكة العربية السعودية مهمة ولا جدال، وهي تعكس إدراك القيادة السعودية الأخطار التي تحيق بالبلاد. السعودية، أو المملكة، ليست في خطر أبداً، ولكن الأخطار من كل جانب، خصوصاً الشمال والجنوب. لا أحتاج أن أدخل في تفاصيل المراسيم، فالكل يعرفها، وأرحب بالأمير محـــمد بن نايف ولياً للعهد فهو رجل أمن بامتياز في زمن تحتاج البلاد فيه إلى مَنْ يحفظ لها الأمن والأمان اللذين كانا جز