2720
هكذا يريد تصويرها الحوثيون أو من دار في فلكهم، كما ميليشيات الحشد الشعبي وميليشيا حسن نصر الله، وبالتأكيد كبيرهم القابع شرق الخليج العربي، إيران، بأن هذا التحالف، الذي يقود «عاصفة الحزم» المدعوم من غالبية دول العالم، هو معركة ضد الشيعة، وليس كما هو معركة، بل حرب، ضد جماعة متمردة، ارتبطت بدولة قامت استراتيجيتها على تصدير الطائفية والمنافحة عن الشيعة أينما كانوا، وتقدم نفسها «حامي حمى» الشيعة ومرجعه
صار حقيقة، وأمرا واقعا علينا التعامل معه. وحتى قبل أن تظهر علينا تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، نعرف أننا مقبلون على تغيير تاريخي مهم، السؤال: في أي اتجاه سيأخذ إيران ويأخذنا معه؟ وستأخذ مني قراءة الحدث وتحليله، وقتا وبضع مقالات، لأنه يمس زوايا متعددة، يصعب إيجازها. هناك تبعاته على إيران نفسها من الداخل، وعلى المنطقة مثل البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن، وتوازنه مع القوى ا
ما هو ثمن الإتفاق النووي مع إيران؟ المفاوضات كانت عملياً بين الولايات المتحدة وإيران فقط، والأولى فاوضت بالنيابة عن إسرائيل، والثانية حاولت حماية طموحاتها التوسعية، وحصل كلٌ من البلدين على ما أراد بعد سنتين من التجاذب، انتهت بثمانية أيام متواصلة استمرت بعد نهاية الأجل المضروب للإتفاق مع نهاية الشهر الماضي. الولايات المتحدة وإيران اتفقتا علينا. كل حديث آخر سخف أو جهل. كان من المستحيل أن توافق إيرا
انفجار غير مسبوق يهز منطقة الشرق الأوسط، ويزعزع الكثير من أركانها، ويضع مصر فى موقف بالغ الصعوبة لم تواجه مثله من قبل فى تاريخها الحديث. ولذلك أصبحت الإحاطة بتعقيدات هذا الموقف بأكبر قدر ممكن من الدقة- ضرورة لتحديد اتجاهات السياسة الخارجية المصرية فى مرحلة تزداد فيها كل يوم المؤشرات الدالة على أنها تختزن مزيداً من الفصول الدموية. وليست عملية «عاصفة الحزم» العسكرية فى اليمن إلا فصلاً فى مسلسل صراع
يلح الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى فى استعجال «التدخل البرى» فى بلاده، لكن التحالف العشرى الذى يخوض حربا ضد الحوثيين وحليفهم المخلوع على عبدالله صالح- ليس فى عجلة من أمره. ولا أعتقد أنه سينساق سريعا وراء هذه الدعوة التى تتلافى معطيات على الأرض لا يمكن تجاهلها ولا إنكارها، تتعلق بالثمن الباهظ الذى سيدفعه المندفعون برا إلى ساحة اليمن، وإلى احتمالات تقلب الحرب كعادتها، أو تمكن أطراف إقليمية، على رأس
يفيق العربي من نوم الليل، أو من القيلولة، فيفرك عينيه، ويتثاءب، ويبسط ساعديه، ويتفقد الدنيا من حوله، ويصرخ فجأة: «مؤامرة». هذه النتيجة الأولى لصحوته. إذا كانت كل الأشياء السيئة مؤامرة فأين الأشياء الجيدة التي حققها؟ وكم هو عدد الدول العربية والإقليمية التي لم تدِر، أو تشارك، في عشر مؤامرات على بعضها البعض، على الأقل؟ من وماذا دمَّر الإعلام في نصف القرن الماضي؟ كيف هدم علاقات الجوار وجسور العلاقة
دائما ما يفاخر الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بأن حكم اليمن أشبه بالرقص على رؤوس الأفاعي. يتبجّح صالح بأنه بارع في هذه اللعبة، ووحدها تؤمن القدرة اللازمة لمن هو في مكانه، هكذا كانت معادلة الرئيس (المنتخب) في جمهورية (ديمقراطية) لثلاثة وثلاثين عاماً. الرئيس الذي قال إنه لا لتصفير العداد، في إشارة إلى عدم ترشحه لولاية جديدة، دفع بمواليه في البرلمان إلى ترشيحه رئيساً مدى الحياة، وكان يفترض أن يستمر
المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية جمع 3.8 بليون دولار، أو أكثر مما جمع المؤتمران السابقان معاً، وبما أن الكويت هي في قيادة المشروع مع الأمم المتحدة، فأنا واثق من وصول المساعدات إلى المستحقين كاملة وبسرعة. ربما كانت كلمات تضمنها خطاب أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، تلخص مأساة الشعب السوري. هو قال أن الاقتصاد السوري انهار وخسائره أكثر من 200 بليون دولار، والبطالة 57
كثيرة هي الوسائل التي تستخدمها الجماعات الدينية المسيسة لحشد الجماهير خلف برامجها، وتجنيد الكوادر البشرية لتحقيق رؤيتها الآيديولوجية التي ترتكز في الدرجة الأولى على إسقاط الأنظمة السياسية والتشكيك في شرعيتها، ويأتي على رأس تلك الوسائل «خدعة المصطلح»، بحيث تقوم الجماعة بخلق مصطلح من العدم المحض، أو تقوم باستغلال مصطلح متداول في المجتمع، وتقوم بتسْميمه وترسيخه في الذهنية الاجتماعية على أنه عنوان لمج
بطبيعة عملها، فإن وزارة المالية ليست أكثر من خزانة عامة تدفع مصاريف الحكومة وتستوفي إيراداتها، وهذا هو المتعارف عليه في كل دول العالم إلا عندنا في المملكة، فـ«المالية» هي المسيطرة على مفاصل الاقتصاد، وعلى المصارف والصناديق التنموية، بل وصل الأمر أنها - وبحكم هيمنتها - تشرف مباشرة على تنفيذ مشاريع تنموية كبرى في البلد، يتطلب الإشراف عليها تخطيطاً ورقابة هندسية لا تتوافر لوزارة المالية عادة وليست من
لا يمكن النظر إلى ما يجرى فى اليمن باعتباره حرباً بين الشيعة والسُّنة، لأننا إذا وسعنا زاوية الرؤية قليلاً لرأينا أن إيران تتحرك فى الدول المحيطة لتوسيع إمبراطوريتها الفارسية، هى حرب إمبراطوريات إذن فى شكلها الجديد، تماماً كما كانت تسعى تركيا- بذراع تسمى الإخوان- لتوسيع إمبراطوريتها العثمانية وفرض سيطرتها على المنطقة، تسعى إيران فى المقابل إلى توسيع إمبراطوريتها عبر أذرع مختلفة، مرة فى لبنان وسوري
هناك نغمة في «بعض» الإعلام المصري تحاول تصوير «عاصفة الحزم» ضد المشروع الإيراني في اليمن بأنها مجرد حرب سعودية «طائفية» ضد الحوثيين، وأنه لا مصلحة لمصر في ذلك إلا مجاملة «الخلايجة». هذا كلام بلا خطام. فالقوات ليست خليجية عربية فقط، فهناك قوات عربية تسهم بفعالية، منها مصر والسودان والأردن والمغرب، وهناك قوات إسلامية مثل باكستان، ودول أخرى مستعدة كماليزيا وإندونيسيا. بإيجاز نشير للأسباب المصرية «ا
سؤال يتكرّر في لبنان بين حين وحين: كيف يمكن للمجتمع نفسه أن يفرز، بشكل متزامن، إدارة فاشلة للشأن العام ونخباً ذات نجاح باهر في الأعمال والعلوم؟ مناسبة السؤال اليوم هي انتخاب رئيس غرفة تجارة بيروت نقولا شمّاس رئيسا لجمعية قدامى جامعة ماساشوستس للتكنولوجيا... الإخفاقات التي تسجّلها الحياة السياسية ورموزها، والإحباطات التي تسبّبها الإدارة السيّئة للبلاد، كلها تبرّر الاغتباط بنجاح باهر واستثنائي يحقق
مفاجأة قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ببراعة. لم يكن أحد يعتقد أن المملكة العربية السعودية «الصبورة» ستتحرك، خصوصا أن تاريخ قرارات الجامعة العربية غير مقنع، لكنّ تحالفا من 10 دول تشكل في أسبوعين، تعاونت وتتشارك في القتال، يحكي عن شرق أوسط جديد. قبل هذه المفاجأة، كان الشرق الأوسط يتفكك وينهار وكأن الكل في حالة استسلام، ليتبين فجأة أن العالم العربي - السنّي مثل حاملة طائرات،
أحد قادة التطرف الإرهابي أو مفكريه بمعنى أدق، اتهم بالتحريض على اغتيال الرئيس أنور السادات، وذلك بإصدار فتوى تبيح قتله. غير أن المحكمة برأته بعد أن أثبت أنه لم يفتِ بذلك، وأنه عندما سئل بوجه عام هل يصح قتل الحاكم الكافر، فأجاب: وهى دي عاوزة فتوى..؟ ومرت الأيام والسنون وانتقل إلى أميركا، وهناك قوبل بحفاوة شديدة من زملائه من هواة قتل البشر. ولأسباب ليست واضحة لنا، حصل على إقامة في أميركا، ثم قبضت ع
خليط من الجنسيات والطوائف والأعراق عملت في السعودية ودول الخليج منذ مطلع القرن الماضي، وكما كان للملايين منهم دورهم في المساهمة في تنمية الدول الخليجية، كذلك فعلت العمالة اليمنية التي يسجل لها أنها من أوائل من عمل في السعودية. اليمنيون في الخليج فيهم من استوطن واستحق الجنسية وأصبح مواطنًا له حقوق المواطنة كما عليه واجباتها، فيهم من عمل سنوات قبل أن يعود إلى بلاده، وفيهم من لا يزال يعمل في الدول ال
نشر الزميل غسان شربل في «الحياة» ثلاثة نصوص من ثلاث مقابلات في مدة خمس سنين مع علي عبد الله صالح، كرر فيها، ثلاث مرات، أنه لا يريد البقاء في الرئاسة. لقد تعب فخامته، ويريد يوما لنفسه بعدما ضحى بزهرة شبابه في سبيل اليمن، مثل أبي فراس الحمداني «زين الشباب الذي لم يمتع بالشباب». الزميل غسان هو صاحب أكبر عدد من المقابلات السياسية في الصحافة المكتوبة – على الأرجح – يتجاوزه فقط أصحاب البرامج التلفزيوني
بعد التبولة والكنافة أقرأ أن الفلافل والكبّة والليموناضة وعصير الرمّان والطحينة والزعتر إسرائيلية. لا يكفي أنهم سرقوا الأرض وقتلوا أهلها أو شردوهم، فهناك حرب أخرى لسرقة أطعمة لا أزعم أنها فلسطينية فقط، وإنما هي عربية أقدَم من إسرائيل وخرافات التوراة كلها. هذا موضوع أعود اليه عقداً بعد عقد، وكنت أيام الدراسة في جامعة جورجتاون أتردد على مقهى في مبنى ووترغيت المشهور، قرب شقتي المجاورة، وفوجئت يوماً
تحتاج إيران الآن أكثر من أي وقت مضى، الى الواقعية والبراغماتية في التعامل مع عملية «عاصفة الحزم». فالأمر لا يتعلّق باعتداء على أرض إيرانية، ولا بتدخّل خارجي في شؤون الجمهورية الإسلامية، ولا بظلم يلحق بفئة اجتماعية يمنية فاستجارت بطهران لتعينها على نيل حقوقها، بل أصبح واضحاً على ألسنة العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين، أن هناك خطة هيمنة لمدّ نفوذ إيران وصولاً الى مواقع استراتيجية، مثل باب ال
"إن ابتعاد تركيا عن التأثير في هذه المنطقة، على الرغم من قربها من الخليج، الذي يمتلك أهم موارد الطاقة في العالم، أهم نقطة ضعف في ماضي السياسة الخارجية التركية". من كتاب العمق الاستراتيجي لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. هكذا تبدو نظرة أهم منظّري السياسة الخارجية في تركيا لمنطقة الخليج العربي، وعلى الرغم من الانفتاح الذي شهدته تركيا على المنطقة العربية إلا أنه للحظات كانت العلاقات بين قطبي الشرق الأ