2940
ليبيا على حافة هاوية لا قرار لها، وربما هي سقطت فيها من دون أن ندري فأخبارها كلها بين سيء وأسوأ منه، حتى أن بلداً نفطياً كبيراً أصبح على شفير الإفلاس بعد أن هبط الإنتاج 95 في المئة، وما بقي في أيدي جماعات إرهابية. كنت سأقول: نرجو من آخر مواطن يغادر ليبيا أن يطفئ الأنوار وهو خارج. إلا أن هذه العبارة تُستعمل على سبيل المزاح ولا شيء في ليبيا هذه الأيام يبعث البسمة، وأهل البلد القادرون في مصر أو تونس
بعض العسكريين والسياسيين الأميركيين مبدع في صوغ العبارات المضللة. رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، قال إن الحملة العسكرية التي تخوضها بلاده ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حاجة إلى «صبر استراتيجي». وبعد نهاية هذا الصبر «الاستراتيجي» ستتضح الرؤية العسكرية. تصريح ديمبسي، الذي يحتاج إلى صبر أيوب لفهمه، جدد الكلام عن عدم جدية واشنطن وحلفائها الغربيين في الحرب على «داعش». عملياً دخل الت
لا ندري إن كانت الرياض سوف تعيد نجاح اتفاق الطائف بين اللبنانيين، لنرى اليمنيين بطوائفهم وقبائلهم المتعددة لديهم الرغبة والنية الحقيقية للتفاهم على مستقبل بلادهم وتجنيبها مستقبلاً مجهولاً، وان مبادرة رئيسهم الشرعي عبدربه منصور هادي الذي طلب أن تكون الرياض مكان الحوار برعاية خليجية، وتلبية الملك سلمان بن عبدالعزيز هذه الرغبة أمر جيد.. نقاط الخلاف ربما تكون أكثر من الاتفاق طالما المشكل اهتراء الجيش
أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكما باعتبار «حماس» حركة إرهابية، وهو ما يترتب عليه عدد من النتائج التي تخص أموالها، وأشخاصها، وعلاقاتها داخل مصر وخارجها. الحكم بهذه الطريقة يضع المنظمة الفلسطينية على نفس المستوى الذي وضعت فيه من قبل جماعة الإخوان المسلمين المصرية، التي تعتبر حماس منتسبة إليها تاريخيا وواحدا من فروعها. ومن ناحيتها استشاطت حماس غضبا، وأطلق المتحدثون باسمها، وهم كثر، في وسائل ا
جاءت قرارات المجلس المركزيّ لـ «منظمة التحرير» جيّدة، ورحّبت بها الفصائل، لدرجة أنّ «حماس» التي قاطعت الاجتماع رحّبت بالعديد من قراراته. غير أن هذا الترحيب بدا غائباً على الصعيد الشعبي. هل لأنّ الناس تخشى من ردّة الفعل الإسرائيليّة والأميركيّة، وربما الأوروبيّة، على قرارات مثل وقف التنسيق الأمني، وتحميل الاحتلال المسؤولية عن احتلاله، وإعادة النظر في العلاقة معه، ووقف «اتفاقية باريس» الاقتصادية، وت
لو أن الجبهة الداخلية في مصر كانت أكثر تماسكاً واستقراراً، لتوقعنا نجاحاً أكثر للمؤتمر الاقتصادي المزمَع عقده في بداية الأسبوع المقبل. (1) إذ لا يشك أحد في أن فرص الاستثمار في مصر لا حدود لها. كما أن احتمالات الانطلاق والنهوض في المستقبل أيضاً لا حدود لها، لكن المستثمر مهما بلغت درجة حماسه ليس مستعداً للمغامرة. ولابد أن يتردد ويراجع نفسه ألف مرة قبل أن يدخل بلداً يخوض حرباً ضد الإرهاب، ويواجه أز
من حيث المبدأ، وحتى إشعار آخر، فإن إيران والولايات المتحدة هما الآن الألد عداء بين الدول. واحدة هي «الشيطان الأكبر»، ولذا لا بد أن تكون الثانية، حكما، هي «الملاك الأكبر»، أو «الصالح الأكبر». ماذا يحدث اليوم؟ يحدث أن مفوضي العدوين يلتقيان بصورة شبه يومية على أرض ثالثة، أو محايدة. أول وأكبر قوة نووية في العالم، وأخرى تطلب الانضمام إلى نادي الدمار النهائي، كلتاهما بحثت عن مكان قوته الكبرى والوحيدة ف
ككل شرعية بالمنطقة، نظاما أو حراكا شعبيا، استنجد اليمن بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وعبر خطاب رسمي بعث به الرئيس اليمني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يطلب فيه أن تحتضن الرياض مؤتمرا يمنيا تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. وبالطبع بادر الملك سلمان بالواجب المنشود والمتوقع من أرض الحرمين، ورفع لدول الخليج التي وافقت بالإجماع، لتشكل الرياض رافعة حقيقية لليمن ووحدته، وكما
سكة الحديد الخليجية ستكتمل في عام 2018، ذكر ذلك وزير الأشغال العامة الإماراتي د. عبدالله النعيمي، مضيفاً: «أن الخطط تسير بحسب برنامج زمني محدد لتوصيل الشبكات، وهناك خطوط إضافية ستضاف لدول المجلس في ما بعد، منها اليمن بعد أن تستقر الأوضاع السياسية فيه».. انتهى. الواقع اليمني لا يشير إلى استقرار أوضاعه السياسية في المدى القريب، والفارق الزمني بين القطار الخليجي المحتمل ربطه أو وصوله بعد ثلاثة أعوام
مَنْ منّا يعرف كيف نشأ ما يسمّى تنظيم «داعش»؟ حتى بعض دولنا لا يملك إجابة يطمئنّ إليها. يوصف هذا التنظيم الشاذ بـ «دولة» تشكّلت فجأة، وصار لها خليفة. تمدّدت بسرعة في غرب سورية، وشمال العراق ووسطه. ووصلت إلى ليبيا، ونفوذها مرشح للامتداد أبعد من ذلك. مارست هذه «الدولة» المفتعلة، جرائم القتل والاغتصاب والتهجير، بهمجية متناهية القسوة. عاودت تكرار مشاهد استعباد البشر، وتدمير التراث. وهي صكّت عملة خاصة
ما نشهده حاليا معركة بين رجلين يعتقد كلّ منهما أن عليه أن يترك اسمه في سجلات التاريخ. هناك باراك أوباما الذي لم يعد أمامه سوى التوصل إلى اتفاق مع إيران، وذلك كي يتذكّره التاريخ. وهناك بنيامين نتانياهو أو بيبي، كما يسمّيه مواطنوه الذي يريد لعب دور الزعيم الإسرائيلي الذي تصدّى لإيران. ما كان لبيبي أن يتحدّى المقيم في البيت الأبيض لو كان هناك بالفعل رئيس رئيس قوي للقوة العظمى الوحيدة في العالم يعرف
إذا كانت فوضى الحقبة الراهنة، بأوسع المعاني التي تشملها كلمة «فوضى»، قد أطلقت تنظيم «داعش»، فهي أيضاً أطلقت أهاجي لـ «داعش» لا يكاد أحد يتعفّف عنها. لكنّ الأهاجي لا تصنع نقداً، سيّما حين ينحصر الهجّاءون - النقّاد في تناول النتائج، لا المقدّمات. و"داعش" نتيجةٌ في آخر المطاف، لا مقدّمة، نتيجةٌ كان الاستبداد العسكريّ والمؤدلج أحد أبرز مقدّماتها. من هنا، قد تكون المقارنة لافتةً بين الهجائيّة التي اس
دقت إيران الباب في صنعاء، فأتاها الجواب من الرياض. انقضت ميليشيا الحوثي، المسماة أنصار الله، على السلطة في اليمن، وحبست رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الدفاع في منازلهم، وصل اليمن لطريق مسدود. أفلح الرئيس هادي في التملص من سجانيه، والوصول لعدن، ومثله فعل وزير الدفاع الصبيحي، الذي خدع الحوثيين في البداية. انتقلت الشرعية من صنعاء لعدن، وباشر الرئيس صلاحياته، أسقط في يد الحوثيين، ومن خلفهم إيرا
ما فعله «الدواعش» في العراق يكشف حقيقة أننا لا نستحق كنوز التاريخ التي في متاحفنا، وتحت رمالنا. نسكن فوق إرث عظيم لا نعرف قيمته لنا وللعالم أجمع، لهذا أتلفت الآثار كما لو كانت مجرد ألعاب أطفال بالية. وحتى لا يندثر ما بناه آباؤنا الأوائل، وصناع حضارات من سبقنا، بسبب الجهل والتخلف المنتشر بيننا، علينا أن نعير هذه الكنوز لمن يعرف قيمتها ويحافظ عليها، إلى أن يأتي يوم، أو قرن مقبل، نكون قد بلغنا الرشد
لكى نفهم الواقع يجب أن نمسك الخيط من أوله، إذ إنه حتماً سيقودنا إلى تفسير حقيقى لأحداث تمر بنا، نستشعرها غامضة وهى فى حقيقتها واضحة جلية. كان الخيط من أوله مع بريطانيا العظمى ومخابراتها، فقد كانت وقتها هى القوة العظمى فى العالم، صحيح كانت قوة آفلة كادت شمسها أن تغيب، وصحيح أن أمريكا الفتية كانت على وشك أن تتأهب لأخذ مكانها، إلا أن هذا لا ينفى أن الأسد البريطانية العجوز ما زال إلى الآن شريكاً رئيسي
العالم اتفق على أن الآثار وكل منتج تاريخي، إرث بشري لا يجوز الاعتداء عليه أو تدميره، ووضعت أحكام وسجلات، حتى أن تضامناً عالمياً أثناء تدشين السد العالي بمصر وكانت ستغمر مياهه معابد (فيلة)، أن أثمر حملة عملت على إنقاذ تلك الآثار، وكان موقفاً مهماً أن تبرهن الأمم والشعوب على قيمة أي أثر وفي أي جغرافيا من الكون.. غزوات هولاكو الهمجية دمرت وأفنت وأحرقت مجهوداً بشرياً هائلاً وكانت إحدى ضحاياه مكتبات
يعن لنا والعالم العربى يمر بعنق زجاجة تاريخى، وبعد أربع سنوات من ثورات وفورات، أن نتساءل هل لاتزال الحيرة تخيم على سماواتنا العقلية، بسبب عدم مقدرتنا على تحديد هويتنا؟ الجواب يقودنا ولاشك إلى السجال غير المحسوم حتى الساعة حول المفاضلة بين التحديث والتغريب، أو بين التراث والمعاصرة، وأى النموذجين هو الأنفع والأرفع للعرب فى حاضرات أيامهم. يؤكد صموئيل هنتنجتون، المفكر الأمريكى ذائع الصيت، وصاحب
عيش «العرب»، في مختلف ديارهم، حالة رعب غير مسبوقة على مستقبل دولهم المهددة في وجودها، والتي فاقم الظهور الدراماتيكي لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من مخاطرها المباشرة باجتياحه أراضي الدولتين اللتين كانتا الأقوى في المشرق، سوريا والعراق. ...ويواصل اللبنانيون حياتهم الطبيعية، وكأنهم في كوكب آخر. لا يشغل بالهم انهم بلا رئيس لجمهوريتهم الفريدة في بابها منذ عشرة شهور تقريباً، وان وزيرا واح
يحاول مندوب الأسد في نيويورك بشار الجعفري القول الآن بأن الوقت قد حان كي تقبل أميركا والقوى الغربية الأخرى بأن بشار الأسد باق في السلطة، وأن تتخلى عما وصفها بأنها استراتيجية فاشلة تقوم على محاولة تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى جيوب طائفية. ويقول الجعفري لوكالة «رويترز» عشية الذكرى السنوية الرابعة لاندلاع الثورة السورية إن الأسد مستعد للعمل مع الولايات المتحدة وغيرها لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه ي
لا مبالغة في القول إن العالم يعيش أياماً إيرانية. يتصرف جون كيري كمن يلتفت باستمرار إلى ساعته. يلتقي نظيره محمد جواد ظريف ثم يجول موزعاً التطمينات كي لا نقول الضمادات. واضح أن الغارة التي شنها بنيامين نتانياهو على سياسة باراك أوباما لم تدفع الأخير إلى مراجعة حساباته. الأمر نفسه بالنسبة إلى ملاحظات الحلفاء ومخاوف الأصدقاء. توحي واشنطن بأن أقصى ما يمكن فعله هو السعي إلى اتفاق يمكن الدفاع عنه، وإقناع