2015-10-10 

مؤتمر شرم الشيخ.. واجهة اقتصادية لغرض سياسي

الفرنسية

تنظم مصر اعتبارا من الجمعة مؤتمرا اقتصاديا دوليا تسعى من خلاله لاجتذاب الرساميل الاجنبية غير أنه يهدف بشكل أساسي إلى إرساء سلطة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يواجه انتقادات على صعيد حقوق الإنسان لكنه يطرح نفسه في مقدمة الحرب على "الإرهاب" في المنطقة. وأعلن وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند في اللحظة الأخيرة حضورهما، ما عزز الفكرة بأن السيسي، القائد السابق للجيش الذي أطاح الرئيس الإسلامي محمد مرسي العام 2013 ويمارس قمعا عنيفا بحق المعارضة، بات حليفا لا يمكن الاستغناء عنه في العالم العربي في وقت يحقق تنظيم الدولة الاسلامية تقدما في مصر وليبيا بعد سيطرته على اراض في سوريا والعراق. ولا يتوقع الخبراء وعودا بتقديم هبات ولا إعلانات مدوية عن هذا المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "مصر المستقبل" وكان بالأساس موجها إلى وزراء المالية ورؤساء كبرى المجموعات الدولية. وغالبية العقود أو المشاريع التي سيتم توقيعها أو إعلانها خلاله هي أساسا على السكة منذ وقت طويل نوعا ما. ويبدأ المؤتمر عصر الجمعة في منتجع شرم الشيخ في سيناء ويستمر حتى الاحد. غير أن كيري الذي وصل فجر الجمعة سيبحث مع السيسي جهود الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية والوضع في ليبيا والنزاع في سوريا، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الاميركية. وبرغم أن واشنطن تدين بانتظام، مثل عواصم غربية أخرى، القمع الدامي لأنصار مرسي إلا انها سلمت على ما يبدو بأنها لا تستطيع تجاهل البلد العربي الأكبر والأفضل تسليحا في الوقت الذي يكسب فيه تنظيم الدولة الاسلامية أرضا في المنطقة. ودعا السيسي إلى تشكيل "قوة عربية مشتركة" لمواجهة التهديد الأرهابي وهو إقتراح سيناقش خلال القمة العربية المقبلة التي ستعقد نهاية الشهر الحالي في شرم الشيخ. وأمر مؤخرا بشن غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا. وأعلنت السلطات المصرية مشاركة ثمانين دولة و23 مجموعة أو هيئة دولية في المؤتمر. وعلق دبلوماسي غربي أن "مستوى تمثيل الدول الغربية سيكون تحت المجهر، تريد مصر أن تظهر أنها تعود بقوة إلى الساحة الدولية"، معتبرا أن السيسي يريد أن يعطي صورة سلطة قوية تمكنت من فرض الأمن والاستقرار. غير أن هذا الهدف قد يصطدم بالاعتداءات الدامية، التي تقع بشكل شبه يومي، ويتبناها جهاديون يستهدفون الشرطة والجيش ردا على حد قولهم على حملة القمع التي ادت الى مقتل اكثر من 1400 متظاهر من انصار مرسي منذ 2013 وسجن اكثر من 15 الفا. وراى الدبلوماسي انه في حال وقوع اعتداء خلال المؤتمر فسيكون ذلك "فشلا مزدوجا" لمصر اذ انه "سيحول انظار الاعلام ويغطي على المؤتمر من ناحية وسيناقض الرسالة التي ترغب مصر في توجيهها من خلال هذا المؤتمر وهي عودة الامن والاستقرار". وتبنى تنظيم انصار بيت المقدس، فرع تنظيم الدولة الاسلامية في مصر الذي يتمركز في شمال سيناء، معظم الاعتداءات الدامية على قوات الشرطة والجيش في مصر. وانتشر الخميس جنود ملثمون من الحرس الرئاسي في قاعة المؤتمرات في شرم الشيخ والمنطقة المحيطة بها، وتم نشر مدرعات على قمة التلال الصحراوية المطلة على المدينة كما اقيمت حواجز عديدة للتدقيق في اي سيارة تعبر. وتتهم المنظمات الدولية لحقوق الانسان السيسي باقامة نظام "اكثر قمعا" من نظام حسني مبارك الذي اطاحته ثورة شعبية في العام 2011 وتندد الامم المتحدة بصورة خاصة باحكام الاعدام التي تصدر بالمئات في محاكمات سريعة. غير ان مصر التي تقف على شفير الانهيار الاقتصادي بحاجة ايضا الى المستثمرين الاجانب الذين يترددون في توظيف اموالهم في ظل الاعتداءات التي تشهدها مصر. ويستعد السيسي في هذا السياق لاصدار قانون يسهل الاستثمارات في وقت تامل السلطات في تحقيق نسبة نمو لا تقل عن 4,3% خلال السنة المالية 2015/2016 في حين ان المعدل السنوي للنمو خلال السنوات الاربع التي اعقبت سقوط مبارك راوح حول 2%.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه